في «دير مار الياس» (أنطلياس)، تنطلق السبت الدورة الجديدة التي تضمّ برمجة منّوعة من نقاشات، وطاولات مستديرة، تحضر عليها عناوين سياسية، وتربوية، وصحية، وبيئية، وفلسفية، وشعرية.
يدخل «المهرجان اللبناني للكتاب» هذا العام، سنته الثامنة والثلاثين. على مدى أكثر من ثلاثة عقود، تدأب «الحركة الثقافية- أنطلياس»، على إقامة مهرجانها الثقافي السنوي في «دير مار الياس» (أنطلياس)، كمنبر تنويري وطليعي، في عصور الانحطاط والظلامية. معرض يمتد على مدى 15 يوماً، يضرب اللبنانيون موعداً مع هذه الفعالية الثقافية، التي تكرّم هذا العام، «المعلّم» بطرس البستاني (1819-1883)، في مناسبة مرور مئتيّ عام على ولادته. اختيار «المعلم»، أتى ليتقاطع مع نضالات وأهداف «الحركة الثقافية»، التي تجهد في سبيلها، منذ عقود، وتحاول تجسيدها في «المهرجان اللبناني للكتاب». الفيلسوف، الموسوعي، المؤّلف، والمترجم وغيرها من الصفات لازمت مسيرة البستاني. وفقاً لأمين الإعلام في «الحركة الثقافية انطلياس»، المؤرخ والأكاديمي عصام خليفة، فإنّ المهرجان الثقافي يكرم البستاني لـ «موسوعيته»، وإحاطته بكل القضايا الاجتماعية، والتاريخية، والسياسية، إضافة إلى موقفه الصارم من الحرب، ووقوفه في وجه الفتنة والخراب، ورفضه للعنف، وللتقسيم الطائفي، فضلاً عن دعوته لفصل الدين عن الدولة، قبيل رواج مصطلح «العلمانية»، ودفاعه الدائم عن المرأة. عناوين طبعت إذاً رحلة «أب الحداثة»، كما يصفه خليفة، وها هي تخيم على «المهرجان اللبناني للكتاب»، لتحرّك من جديد قيماً ثقافية، يتعطش لها المجتمع اللبناني اليوم، ولخطاب وطني جامع رافض للتقسيم، كان رائده «زعيم النهضة العربية الحديثة». وفي هذا الإطار، تقام ندوة تكريمية له (13/3 ـــــ س: 16:00) يشارك فيها كل من سليمان بختي وأنطوان سيف، ويديرها خليفة. إذاً، بعد وجوه وأعلام رافقت المعرض الثقافي، من غريغوار حداد، وديع الصافي، منصور الرحباني، ومنير أبو ديس، يحلّ بطرس البستاني هذا العام، ليكون الوجه التكريمي لـ «المهرجان اللبناني للكتاب».
وكما في كل عام، يولي المهرجان الثقافي أهمية، للقضايا المعيشية والأزمات المحيطة، لا سيما البيئية منها (النفايات، المقالع والكسارات..). برنامج منّوع، يضمّ نقاشات، وطاولات مستديرة، تحضر عليها عناوين سياسية، تربوية، صحية، بيئية، فلسفية، وشعرية. هذا إلى جانب مجموعة تكريمات يدأب المهرجان عليها، سنوياً، خاصة في مناسبتيّ عيد «المعلم»، و«يوم المرأة العالمي»، إذ يكرم هذا العام أنطوان أبو سمرا وأحمد سنجقدار (9/3 س: 18:00)، في مناسبة «عيد المعلم»، والكاتبة جمانة الروس مفرّج (يوم المرأة العالمي)، مع إبراز لشخصيات أخرى، أسهمت في مجالات ثقافية متقدمة، كتكريم النحات نعيم ضومط (4/3 ـــ س: 18:00)، أو القاضي غالب غانم (6/3 ـــــ س: 18:00)، والأكاديمي المخضرم نجيب عيسى (11/3 ـــــ س: 18:00). كما يوجّه المهرجان، تحية إلى الشاعر الراحل موريس عواد (1934- 2018) يوم السبت 16 آذار (س: 16:00)، ضمن ندوة يشارك فيها كل من جورج زكي الحاج، والشاعر قزحيا ساسين، وجورج شبلي، على أن يديرها إيلي الحجل. وللمسرح أيضاً، حضور في المهرجان الثقافي. إذ تعقد ندوة (8/3 ــــ س: 16:00)، حول كتاب «رفعت الستارة» للمسرحي رفعت طربيه، يشارك فيها الأب مارون عطالله، والشاعر طلال حيدر، والممثلة جوليا قصار، على أن يدير الجلسة الياس كساب. واللافت ضمن الندوات، نقاش حول كتاب «إدارة الممتلكات الكنسية بحسب شرع الكنيسة الكاثوليكية»، للأب ريمون جرجس الفرنسيسكاني، يضيء على ممتلكات الكنيسة، ومواجهة الفقر، عبر توزيعها على الفقراء، كما أوصى البابا فرنسيس. ندوة يديرها خليفة، ويحاضر فيها كل من المطرانين إيلي حداد، وجهاد البطاح، والأباتي أنطوان راجح.
جلسات حوارية، تنضم إلى مجموعة تواقيع لإصدارات، تفوق الخمسين، من ضمنها، توقيع كتاب «أميركا القيم والمصلحة» (3/3 ـــ س: 15:00)، للسفير عبد الله بو حبيب، و«تجربتي مع الشاشة: هشاشة أو بشاشة»، للكاتب مروان نجار (4/3 ـــ س: 15:00). كما يوقع الباحث عصام خليفة، كتابه «لبنان في مواجهة مفاوضات التسوية» (8/3 ـــ س: 15:00)، الذي يبرز فيه خرائط، ووثائق الحدود الدولية بين لبنان وفلسطين المحتلة، والشاعر حبيب يونس (9/3: ــــ س: 10:00)، كتابه «فليسفاء – كي يبقى لبنان الكبير كبيراً».
إذاً، بعد تعاقب ثلاثة عقود على موعد سنوي ثقافي ثابت، ماذا يقول أمين الإعلام في «الحركة الثقافية انطلياس»، عن النسخة الثامنة والثلاثين بعدما تلاطم «المهرجان اللبناني للكتاب»، بكل هذه الأمواج، وقارع الظلامية والانغلاق، واتخذ من العلم والمعرفة، سبيلاً إلى مقاومة الجهل؟ في هذا الإطار، ما زال عصام خليفة، يصرّ على المهرجان كمنصة دفاع عن الكتاب، يتعاون فيه مع باقي الأدوات التكنولوجية، والرقمية، في تكامل تام لا تضاد. يحذّر الباحث اللبناني هنا من «الجهل القادم» إلى الأجيال الحالية، بسبب هجران الكتاب، ويدق ناقوس الخطر حول ضرورة اعتماد الكتاب كمنصة حقيقية للوصول إلى المعرفة، و«الكفاح» من أجله في سبيل إحقاق ثقافة جامعة.
* «المهرجان اللبناني للكتاب»: من 2 حتى 17 آذار (مارس) ـــ دير مار الياس (أنطلياس) ـــ للاستعلام: 04/405510
من البرنامج
الأحد 3/3:
ــ يوقع السفير عبد الله بو حبيب كتابه «أميركا والقيم والمصلحة، نصف قرن من السياسات الخارجية في الشرق الأوسط» (جناح دار سائر الشرق ــ 17:00)، وتسبقه ندوة عن الكتاب (16:00).
الاثنين 4/3:
– يوّقع مروان نجار كتابه «تجربتي مع الشاشة: هشاشة أم بشاشة» (جناح دار سائر الشرق ــ 16:00).
الجمعة 8/3:
– يوقع الأب يوسف مونس كتابه «أناشيد الحياة» في جناح «دار سائر الشرق» (14:00).
– يوقع المؤرخ عصام خليفة كتاب: «لبنان في مواجهة مفاوضات التسوية» في «جناح منفردون» (15:00).
– يوقع رفعت طربيه كتابه الجديد: «رفعت الستارة» في جناح «دار صادر» (18:00).
السبت 9 /3:
ــ يوقّع حبيب يونس كتابه «فليسفاء ــ كي يبقى لبنان الكبير كبيراً» (جناح جمعية تجاوز ــ (10:00).
ــ ندوة حول كتاب «مسؤولية فؤاد شهاب عن اتفاق القاهرة» (16:00) لأنطوان سعد، يشارك فيها الزميل نقولا ناصيف، وجو الخوري حلو، إلى جانب المهندس عصام بكداش، على أن يديرها جوزف هيدموس.
الاثنين 11/3:
ــ تكريم الأكاديمي نجيب عيسى (18:00) يقدّمه بطرس لبكي ويديره عصام خليفة.
الأربعاء 13/3:
يوقع النقيب رمزي جريج كتابه: «كلمات ضائعة» (جناح مكتبة صادر ناشرون ــ 18:00).
الخميس 14/3:
ــ ندوة نقاشية حول كتاب «شبلي الملاط شاهداً» (16:00) لهيام ملاط، يشارك فيها أدون رزق وغالب غانم، ويديرها نعوم خليفة.
الجمعة 15/3:
ــ تكريم الكاتب المغربي عبد الإله بلقزيز (18:00) يقدّمه ويديره أنطوان سيف.
السبت 16/3:
ــ تحية إلى الشاعر الراحل موريس عواد (14:00) بمشاركة جورج زكي الحاج، والشاعر قزحيا ساسين، وجورج شبلي، يديرها إيلي الحجل.
الأخبار