رغم اغلاقه منذ أكثر من أربعة عقود، تتم المحافظة على معهد “هالكي للاهوت”، أحد ابرز المعاهد الدينية للكنيسة الأرثوذكسية، في حال ممتازة، على أمل اعادة فتحه ذات يوم، لتنشئة البطاركة ورجال الدين الارثوذكس المستقبليين.
المعهد، الذي يعلو قمة تلة في جزيرة “هيبلي” ثاني اكبر جزر اسطنبول، أغلقت أبوابه العام 1971 بموجب قانون تركي يلزم خضوع التعليم العالي الخاص لرقابة الدولة. ومنذ ذلك الحين، والصفوف، بطاولات ترجع إلى القرن التاسع عشر، على استعداد لاستخدامها مجددا في أي لحظة، بينما تنتظر مهاجعه الصف التالي من طلاب اللاهوت.
بدأ موسم الصوم الكبير في 3 آذار 2014، والمعهد أبعد من ان يعاد فتحه. غير ان المسؤول عن المعهد والدير في “هيبلي” المطران ايلبيدوفوروس لامبرينياديس- ويعني اسمه الأول: “جالب الأمل”- سيكون مستعدا في ما لو استجيبت صلواته. “إذا اتخذ القرار (اي اعادة فتح المعهد) اليوم، فسأكون مستعدا غدا لاستضافة الصف الأول”.
منذ وصولها إلى السلطة العام 2002، سنّت حكومة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان اصلاحات لتحسين حقوق الجماعات العرقية والدينية في تركيا. ورغم ضغوط الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لا يزال وضع المعهد مشوشاً. اردوغان قال ان إعادة فتح “هالكي” يعتمد على تدابير متبادلة من اليونان المجاورة، والتي من شأنها تحسين حقوق المسلمين فيها. “لدينا مسجدان في أثينا. وقد وعدونا (اي اليونانيون) مرات (بفتح مساجد للعبادة). وكان الموضوع على جدول الأعمال طوال 10 اعوام. وللأسف، لا نزال ننتظر”.
ترجع البطريركية المسكونية في اسطنبول الى عهد الإمبراطورية اليونانية الأرثوذكسية البيزنطية، التي انهارت عندما غزا المسلمون العثمانيون الأتراك الإمبراطورية البيزنطية القسطنطينية، اي اسطنبول اليوم، العام 1453. العام 1844، أُنشِىءَ معهد “هالكي”، وكان مركزا لتنشئة العديد من القادة الأرثوذكس، بمن فيهم البطريرك المسكوني الحالي برثلماوس الأول. البطريركية المسكونية تُعتَبر مركز الكنيسة الأرثوذكسية. غير ان الكنيسة لا تستطيع اليوم تنشئة رجال دينها، على قول لامبرينياديس (46 عاما) الذي ولد في اسطنبول، وكان صغيراً جدا ليعرف “هالكي”. وللدراسة، اضطر الى الالتحاق برجال الدين في اكليريكية يونانية.