في الستة و العشرين عاما ً من حبريته ذهب خارج حدود الكاثوليكية و لمس العالم : فكان بابا الجميع.�وحينما أخذ منطق الإنتاجية يطوي أهمية مرضانا و كبارنا ، أطل علينا يوحنا بولس الثاني ليذكّرنا بأن لا أحد ، فقيراً كان أو ضعيفاً، هو مجرد أداة … إنما كل إنسان هو “موضوع” محبة الله، نسمة من روحه القدوس، و مدعو لبناء حضارة الحياة. �أخبرنا كيف أن أجسادنا هي فوق خدمة “المتعة والكفاءة” و حذرنا من ثقافة “نفاق الجسد” و دعانا لتقديس هيكل روحنا الذي هو علامة المكان ولغة الحب… �في سنواته الأخيرة ، خطواته المثقلة بالمرض و العجز و لكن أيضاً بالمقاومة، علمتنا جميعاً كيف أن الكثير من المعاناة يمكن أن يحمل الكثير من الكرامة و الأكثر من قوة الرب الخلاصية… بتحديه الجسد الضعيف بروح القوة، كان علامة فارقة تؤكد بأن كل منا هدية رائعة من الله، و بثقة مقدسة بواهبها، كل حياة تستحق منا الرعاية والتبجيل والمحبة….�عاش البابا يوحنا بولس الثاني سر الصليب بتسليم تام للمصلوب و إختبر مصدر الفرح الحقيقي الذي هو من الرب و علّم أن هذا الفرح ليس شيئا يمكن اغتنامه، ولكن هدية غالباً ما تكون ثمرة محبة وخدمة. �إنه البابا القديس، حبه لم يكن عادياً و لا عاطفياً بل فعلاً ملموساً يهمس لكل قلب :�” تشجع”!!!
زينيت