كان البابا بولس السادس يستعد للبدء بالقداس الإلهي، عندما أخذ سكرتيره الخاص المونسنيور باسكوالي ماكّي جانباً وأسّر له بتلك الكلمات. لم يفهم السكرتير شيئاً .
كانوا في كنيسة السكستين الشهيرة يحتفلون بالذكرى العاشرة لرفع الحرم المتبادل بين الكاثوليك والأرثوذكس. وكان حاضراً معهم ماليتون الخلقيدوني، الأسقف الأرثوذكسي ممثلاً البطريرك المسكوني القسطنطيني ديميتريوس.
في نهاية الإحتفال، وقف البابا بولس السادس واتجه نحو الأسقف ماليتون، وفجأةً سجد على قدميه، وأمام ذهول بعض الحاضرين وجمود الآخرين، رأوا بابا روما، الذي وضعه التقليد على عرش بطرس محمولاً على الأكتاف، رأوه يقبل أرجل أخيه الأسقف الشرقي.
قبله بأربعة أجيال، أثناء إنعقاد مجمع فلورنسا، فعل البابا اوجانيوس الرابع، العمل ذاته عندما قبّل أرجل بطاركة الشرق الأرثوذكس.
في ختام الإحتفال، خرج الأسقف الأرثوذكسي ماليتون من كنيسة السكستين متأثراً جداً… وعاد إلى القسطنطينية. وقد أعلن لأحد الصحافيين لاحقاً: ” وحده رجلٌ كبير جداً يستطيع أن يتواضع بهذا المقار ! نعم، وحده رجل قديس، يستطيع ذلك”!
نقلاً عن صفحة سيادة المطران فرنسوا عيد – روما.
أليتيا