شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | هكذا إستباحت “داعش” بيوت الاشوريين وأعراضهم…
هكذا إستباحت “داعش” بيوت الاشوريين وأعراضهم…
المسيحيون في سوريا

هكذا إستباحت “داعش” بيوت الاشوريين وأعراضهم…

باسكال أبو نادر وغانم شرف الدين – خاص النشرة

يستمر إنتشار الإرهاب في المنطقة وضحيته هذه المرة قرى مسيحيّة أشورية سورية، فبعد مجازر العراق واضطهاد وتهجير المسلمين والمسيحيين منه، ها هو مسلسل التطهير الديني يفتح بابه على مصراعيه في سوريا عبر استكمال التهجير من الشرق بالهجوم الذي نفذته “داعش” على تلك القرى المسيحية فإستباحت المقدسات وأحرقت المنازل وخطفت السكان وبات مصير هذه المدن التي تقع على المحور الجنوبي لنهر الخابور يشبه مصير “الموصل” وغيرها من البلدات المسيحية التي حطّ الإرهاب رحاله فيها.
إستفاقت القرى الأشورية الواقعة على الضفة الغربية لنهر الخابور لجهة جبل عبد العزيز على هجوم نفذه التنظيم الارهابي “داعش”، وطاول حوالي 12 قرية تقريباً هي على طول الخط الممتد من تل تمر الى تل هرمز، وخطف خلال اجتياحه عددا من سكان تلك القرى.
وهنا تشير مصادر مطلعة “عبر “النشرة” الى أن “الهجوم الأكبر جرى مباشرة على قرى تل شاميرام وتل جزيرة”، لافتة الى أن “داعش” أحرق مدينة تل جزيرة بعد إقتحامها ولم يكتف بإحراق كنيسة البلدة وكنيسة أخرى في قبر شامية”، مشددةً على أن “مصير حوالي 32 عائلة من تل جزيرة و54 من تل شاميرام لايزال مجهولاً بعد أن أخذوا كرهائن ودروع بشريّة”.
يروي س. م. وهو أحد السكان النازحين الى القامشلي بعد المجزرة التي تعرّضت لها تل مصري (إحدى القرى المجاورة لتل شاميرام) من “داعش”، لـ”النشرة” ما حصل صبيحة ذلك اليوم، ويقول: “عند الساعة الثالثة والثلت صباحاً بدأنا نسمع إطلاق نار بشكل متواصل على القرية دون أن نعرف السبب عندها حاولت إلإتصال بأقربائي في قرية تل شاميرام المجاورة لنا ولم أوفق لأعلم بعدها أن “داعش” إحتلت القرية واحتجزت الأهالي”، ويلفت إلى أن “القصف على قريتنا سببه محاولة إحتلال “داعش” لقريتنا بعد أن سقطت تل شاميرام في أيديهم”.
يشير س. م. الى أن “داعش” وخلال قصفها على تل مصري إستعملت جميع أنواع الأسلحة الثقيلة من مدافع الهاون والدوشكا وغيرها. ويلفت الى أن “العناية الإلهية هي التي أنقذتنا من يد الإرهابيين، فنهر الخابور يفصلنا عن تل شاميرام، وبعد سيطرة “داعش” على تلك القرية اكمل التنظيم الى بلدتنا في محاولة لإحتلالها إلا أنهم تفاجأوا بإرتفاع  منسوب المياه في النهر الذي لم يستطيعوا عبوره فإستمروا بقصف المدينة ولكنهم لم يتمكنوا من دخولها”.
“وعلى أثر القصف المتواصل على تل مصري وأسر الإرهابيين لأهالي من تل شاميرام وغيرها من القرى بعد إحتلالها سرنا في الأراضي الزراعية وبين سنابل الحنطة حتى تمكنا من الهروب”. هكذا يصف س. م. المشهد وقتها، لافتاً الى أننا “عانينا الأمرّين حتى تمكنا من المغادرة والوصول الى القامشلي التي تعد منطقة آمنة”، مؤكداً أننا “لا نعرف كيف ستكون حياتنا بعد اليوم”.

عشرة أشخاص من أقرباء س. م. وهم من عائلة “نمرود” يقطنون تل شاميرام وقعوا أسرى بيد “داعش” ولا يعرفون عنهم شيئاً. هو الذي يعرب عن “قلقه على مصيرهم المجهول”، ويسأل: “لماذا يتغاضى المجتمع الدولي عن المجازر التي ترتكب بحق الأشوريين، فلا يمضي ثلاثون عاماً على المجزرة بحقنا إلا وترتكب بعدها أخرى؟”، جازماً أن “ما تعرضنا له يأتي في سياق مخطط لتهجير المسيحيين من الشرق أجمع”.
يشير س. م. الى أن “الأكراد تمركزوا في تل مصري وبدأوا بالقصف على “داعش”  منعاً لدخولهم إليها”، هذا ما أكّدته أيضًا مصادر مطلعة عبر “النشرة”، لافتةً الى أن “الصراع في المدن السورية يتم بين “داعش” من جهة وقوات الحماية الكردية من جهة ثانية”، ومشددةً على أن “الأكراد يملكون مشروعهم الإنفصالي الخاص”.
نزحت العديد من العائلات التي تعرضت للهجوم الى بعض الأماكن في مدينة الحسكة المطهّرة من ارهاب داعش والقامشلي. وهنا يصف الأب غبريال داوود راعي مطرانية السريان الأرثوذوكس في دمشق والمتابع لأوضاع الطائفة الأشورية وضع النازحين بالمزري، شارحاً عبر “النشرة” أن “تنظيم “داعش” قام بالتسلل عبر القرى المجاورة لنهر الخابور وبمساعدة عشيرة سلّوم ودخل عناصره الى تل رمز وتل سامرّا وسيطر على الريف الجنوبي بالكامل”، لافتاً الى أن “المعطيات التي لديه تؤكد خطف ما بين 70 الى 120 شخصاً تم نقلهم الى منطقة جبل عبد العزيز ومعظمهم من الشيوخ والأطفال”.
الأب داوود حذّر من قتل هؤلاء الأبرياء، ومؤكداً في نفس الوقت أن “القتال في تلك المناطق لا يزال محتدماً، فأكثر من مئة شاب من الأشوريين رفضوا الإنسحاب ولازالوا يقاتلون حتى الآن لكنهم بحاجة الى أسلحة ومساندة من الجيش السوري”. بدوره أشار المسؤول بأمانة تجمع شباب سوريا أحيقار عيسى عبر “النشرة” الى أن “لا مقاومة عسكرية حتى الساعة إلا عن طريق تل تمر أما ما تبقى من الريف الجنوبي فهو بات تحت سيطرة “داعش”، لافتاً الى أننا “نعمل على تأمين أمكنة آمنة للعائلات النازحة من تلك القرى في الحسكة والقامشلي”.
ليست المجزرة التي حصلت على المحور الجنوبي لنهر الخابور الأولى التي يتعرض لها المسيحيّون وربّما لن تكون الأخيرة في ظل صمت مطبق من المجتمع الدولي، واشباه أصحاب السلطة العرب، وغياب ما يُسمّى بالجامعة العربيّة عن دورها، وفي ظلّ صمت تام ومريب من بطاركة الشرق، في وقتٍ تستمرّ الدعوات لضرورة تحريك المسلمين والمسيحيين في العالم أجمع لتسليح من هم بحاجة للدفاع عن أنفسهم في المناطق الساخنة في الشرق الأوسط!

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).