في ذلك الزَّمان: خاطَبَ يَسوعُ الفِرِّيسيِّينَ قال: «أَنا ذاهِبٌ سَتَطلُبوني ومعَ ذلك تَموتونَ في خَطيئَتِكم وحَيثُ أَنا ذاهِبٌ فَأَنتُم لا تَستَطيعونَ أَن تَأتوا.«
فقالَ اليَهود: «أَتُراهُ يَقتُلُ نَفسَه؟ فقد قال: حَيثُ أَنا ذاهِبٌ فَأنتُم لا تَستَطيعونَ أَن تَأتوا».
قال لَهم: «أَنتُم مِن أَسفَل، وأَنا مِن عَلُ. أَنتُم مِن هذا العالَم وأَنا لَسْتُ مِنَ العالَمِ هذا.
لِذلك قُلتُ لكم: ستَموتونَ في خَطاياكم فإذا لم تُؤمِنوا بِأَنِّي أَنا هو تَموتون في خَطاياكم».
فقالوا له: «مَن أَنتَ؟» فقالَ يسوع: «أَنا ما أَقولهُ لَكم مُنذُ بَدءِ الأَمْر.
عِندي في شَأنِكُم أَشيْاءُ كَثيرة أَقولُها وأَحكُمُ فيها. على أَنَّ الَّذي أَرسَلَني صادِق وما سَمِعتُه مِنهُ أَقولُه لِلعالَم».
فلَم يَفهَموا أَنَّه كَلَّمَهم على الآب.
فقالَ لَهم يسوع: «متى رَفَعتُمُ ابْنَ الإِنسان عَرَفتُم أَنِّي أَنا هو وأَنِّي لا أَعمَلُ شَيئًا مِن عِندي بل أَقولُ ما علَّمَني الآب.
إِنَّ الَّذي أَرسَلَني هو معي لَم يَترُكْني وَحْدي لأَنِّي أَعمَلُ دائِمًا أَبَدًا ما يُرْضيه».
وبَينَما هُو يتَكَلَّمُ بِذلِكَ، آمَنَ بِه خَلْقٌ كَثير.
*
يتميز إنجيل يوحنا بأنه يذهب أبعد من القراءة الخلقية لسيرة يسوع وتعاليمه. فالتلميذ الحبيب يفتح لنا آفاق التأمل والتطلع لكي ننسى ذواتنا ونركز أنظارنا على المحبوب. “متى رَفَعتُمُ ابْنَ الإِنسان عَرَفتُم أَنِّي أَنا هو”. نعرف من أنت، يا رب، ونعرف أنك “يهوه” أنك أنت إلهنا عندما نراك مرفوعًا على الصليب، مترفعًا على منطق الكره بمحبتك حتى المنتهى، رافعًا عارنا بعار ارتفاعك على الخشبة، ملبسًا عرينا بعريك، صافحًا عن جحودنا بتمسكك بنا. نعرف على الصليب أنك الله لأنك لا تعاملنا بحسب خطايانا بل بحسب عظيم رحمتك.
Zenit