الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: مَن لا يَدخُلُ حَظيرَةَ الخِرافِ مِنَ الباب بل يَتَسَلَّقُ إِلَيها مِن مَكانٍ آخَر فهُو لِصٌّ سارِق.
ومَن يدخُلُ مِنَ الباب فهُو راعي الخِراف.
لَه يَفتَحُ البَوَّاب. والخِرافُ إلى صوتِه تُصغي. يَدعو خِرافَه كُلَّ واحدٍ مِنها بِاسمِه ويُخرِجُها
فإِذا أَخرَجَ خِرافَه جَميعًا سارَ قُدَّامَها وهي تَتبَعُه لأَنَّها تَعرِفُ صَوتَه.
أَمَّا الغَريب فَلَن تَتبَعَه بل تَهرُبُ مِنه لأَنَّها لا تَعرِفُ صَوتَ الغُرَباء».
ضرَبَ يسوع لَهم هذا المَثَل، فلَم يَفهَموا مَعنى ما كَلَّمَهم بِه.
فقالَ يسوع: «الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: أَنا بابُ الخِراف.
جَميعُ الَّذينَ جاؤوا قَبْلي لُصوصٌ سارِقون ولكِنَّ الخِرافَ لم تُصْغِ إِلَيهم.
أَنا الباب فمَن دَخَلَ مِنِّي يَخلُص يَدخُلُ ويَخرُجُ ويَجِدُ مَرْعًى.
لا يأتي السَّارِقُ إِلاَّ لِيَسرِقَ ويَذبَحَ ويُهلِك. أَمَّا أَنا فقَد أَتَيتُ لِتَكونَ الحَياةُ لِلنَّاس وتَفيضَ فيهِم».
*
يسوع هو الراعي الصالح الذي يهب ملء الحياة، ولكنها أيضًا باب الخراف الذي يجب علينا عبوره لكي نلج إلى ملء الحياة. يسوع يهب الحياة ولكن هذه الهبة لا تكتمل بمعزل عنا. فإنجيل نعمة المسيح لا يمكنه أن يتجاهل إسهامنا لأنه لا يستطيع أن يرغمنا أن نلج ملكوت الحب رغمًا عنّا. النعمة لا تلغي مسؤوليتنا، بل تعطيها قيمتها وتجعل منا معاوني الله لأجل خلاصنا ولأجل خلاص العالم. وعندما نسمح للرب أن يجعل منا وسائل خلاص يلمس من خلالها الآخرين، نختبر ما معنى “ملء الحياة”، لأنها ليست فقط حياةً نعيشها بمفردنا، بل حياة نفيض بها ونهبها للآخرين.
Zenit