أقيم قدّاس احتفاليّ في كنيسة سلطانة السلام في عينكاوة، ترأسه سيادة راعي أبرشيّة الموصل وكركوك وكردستان للسّريان الكاثوليك، المطران مار يوحنّا بطرس موشي، ورافقه فيه الأبوين أغناطيوس أوفي ودانيال الصبّاغ، وحضره وشارك فيه رئيس أساقفة بغداد السابق سيادة المطران مار أثناسيوس متي متوكا وكهنة وطلاّب إكليريكيّين وجمع غفير من المؤمنين، وخلال القدّاس جرت مراسيم سيامة 22 شماسًا إلى درجة القارئ والمزمّر و20 شماسًا آخر إلى درجة الرسائليّ من عموم أبناء الأبرشيّة ومن بينهم خمسة طلاّب إكليريكيّين.
فبعد قراءة الإنجيل ألقى المطران المحتفل عظة أكّد فيها على أهميّة هذه السيامات في الكنيسة، وأنّ سيامة اليوم هي علامة من علامات الرجاء، ودليل على حيوية هذه الأبرشيّة المكسور ظهرها بسبب التهجير القسري الّذي طال معظم رعاياها وفقدانها لكلّ ما تملكه من أملاك وموارد. كما أكّد على أنّ الشمامسة هم زينة الكنيسة ووحثّهم ليكونوا مرتّبين ومنظّمين أثناء أدائهم للخدمة، وقدوة للمؤمنين داخل الكنيسة وخارجها، وسهرانين عليها ومواظبين على الالتزام والمشاركة في الصلوات والقداديس وباقي الاحتفالات وختم مباركًا إيّاهم وعائلاتهم ومتمنيًا لهم خدمة موفّقة في كرم الربّ الفسيح.
وجرت مراسيم السيامة وسط جوٍّ من الإيمان والتواضع، حيث وقف المرتسمون أمام مذبح الربّ بعد قراءة نّصّ الإنجيل والقاء العظة، لقبول السيامات الصغرى وهي المزمّر والقارئ والرسائليّ والتي لكلّ واحدة منها معنى ورمز جميل في طقسنا وتراثنا السّريانيّ الأنطاكيّ.
هذا وتخللت المراسيم قراءات كتابيّة وأخرى طقسيّة خاصّة بالمناسبة تُليت باللغتين السّريانيّة والعربيّة وقام بدور الأركذياقون الأب سالم عطاالله الّذي هيّأ الشمامسة وقدّمهم إلى مذبح الربّ.
وقام كلّ مرتسم بعد الانتهاء من سيامته بتقبيل المذبح ويد الأسقف وسلّم المحتفل للمزمّر الّذي قصّ شعره على شكل صليب (كتاب المزامير)، وللقارئ وللرسائليّ الّذين زيّح الهرار فوق رأسيهما على شكل صليب (الكتاب المقدّس للقارئ، والشمعة المضاءة للرسائليّ) ورتّل ترتيلة سريانيّة مبهجة ترافقها الهلاهل معناها “لِمَجد وعظمة وجلال الثالوث القدّوس المتساوي في الجوهر، ولبنيان وأمان كنيسة الله المقدّسة”.
وفي ختام الرتبة مسك كلّ مرتسم من المرتسمين بيده شمعة متقدة (شمعة الرجاء) وهو يرتّل بالسّريانيّة ما ترجمته “أنا مثل غصن زيتون يمجّد ببيت الله، للسلام ولبنيان كنيسة الله المقدّسة” كعلامة زيت القنديل الّذي لا ينطفئ وهو من زيت الزيتون الأصلي. فالشماس تعني خادم في هيكل الربّ.
جاءت هذه السيامة في مثل هذه الظروف العصيبة التي نمر بها نحن مسيحيو العراق من تهجير وهجرة ومضايقات هنا وهناك لتعطينا الأمل وتبثّ فينا الرجاء كيما نستمر بتمجيد الربّ ونواصل رسالة الكنيسة من أجل تعزيز كلمة المسيح وتثبيت إخوته في الإيمان وزرع الأمان والسلام بين البشر جميعًا.
إيّاك نسأل يا ربّ، أن تمطر على بلدنا ومنطقتنا وعالمنا بالسلام والأمان. اعضدنا بروحك القدّوس لنبقى شهودًا لقيامتك وحاملين لبشرى خلاصك وسلامك وتعزيتك للبشريّة جمعاء.