تلقّت مديرة الأخبار في “الجديد” مريم البسّام اتصالاً بأنّ الأمور لا تسير على هذا النحو. شاءت المحطات الاثنين الماضي مساندة الجيش بنشرة موحَّدة إسوة بغزّة، فاقترحت “أم تي في” حضور ثمانية سياسيين عبر المحطات الثماني. غاب اسم النائب طلال إرسلان، وحضرت العرقلة.
الخامسة بعد ظهر السبت الماضي’ تبلّغت البسّام امتعاض إرسلان من عدم ورود اسمه، فردّت بأنّ الأمر رهن قرار تتخذه المحطات، مع أفضلية ألا يُفتَح المجال لتحوُّل المبادرة نسخة عن طاولة الحوار. أراد الرئيس سعد الحريري من تلفزيون “المستقبل” التضامن مع مسيحيي العراق، ففرضت مواجهات عرسال تعديلاً في الأولويات. كان إجماعٌ بأن تقف المحطات مع الجيش، فاقترحت “أم تي في” جمع رجال السياسة في نشرة موحَّدة: الرئيس نبيه بري، والرئيس أمين الجميّل، والرئيس سعد الحريري، والنائب وليد جنبلاط، والنائب سليمان فرنجية، والعماد ميشال عون، والدكتور سمير جعجع والسيد حسن نصرالله. اقترح بري ضمّ الرئيس تمام سلام، لتصبح التركيبة 8+1.
أحرجت رغبة إرسلان في المشاركة “المنار” و”أن بي أن”. رفضت “المستقبل” و”الجديد” و”أم تي في” وتلفزيون لبنان التوسّع في الأسماء، فيما انتهجت “أل بي سي آي” سياسة المسايرة في اعتبار أنّ “ما يراه الباقون نوافق عليه”، كما يقول رئيس مجلس إدارتها بيار الضاهر. يذكّر بشعار الألوان، ويشيد بعدد الأصوات كلما ارتفع لنصرة قضية. لم يشأ الخروج خاسراً من مشروع يفضح لعبة السياسة. اقترح مدير الأخبار في “أم تي في” غياث يزيك، على المحطات، في إطار التفكير بحلّ يرضي الأطراف، أخذ القرار بالأكثرية كمَخرجٍ ينقذ “المنار” و”أن بي أن” من حرصهما، “لكنّ الشيخ بيار لم يوافق، مكرراً حق الجميع في أن يُمثَّل”، وفق يزبك. تتحدّث البسّام من دون حسابات: “إن أخذنا في الاعتبار حيثية إرسلان، فماذا عن تمثيل الأرمن والارثوذكس والأطراف السنّية كالرئيس ميقاتي والوزير الصفدي؟ وماذا عن حيثية وئام وهاب؟ ستصبح النشرة مهزلة. القتل الرحيم كان الحلّ الأنجع”.
حمل رئيس مجلس إدارة “أن بي أن” قاسم سويد لائحة من 17 اسماً وراح يرسلها الى زملاء في المحطات عبر “الواتساب”. لاحت إرادة الرئيس بري السير بمبادرة طاولة حوار لا نشرة أخبار، وهذه الأسماء. تَشدُّد سويد المبارك من “المنار” استفزّ “المستقبل”، فجزمت برفض التوسّع. سفرُ مدير الأخبار في “أو تي في” طوني شامية جعلها خارج المفاوضات. استمرّ شدّ الحبال بين “المنار” و”أن بي أن” من جهة، وباقي المحطات من جهة ثانية، فيما “أل بي سي آي” تنصّلت بموقف محض براغماتي.
كان يُفترَض على نصرالله أن يسلِّم الهواء للحريري أو جعجع، لكنّها أضغاث أحلام. لم يتح الإملاء السياسي تحوُّل المبادرة فرصة للأخذ والردّ، فقضى عليها. قد لا يُجدي طرح إشكالية الارتهان نفعاً، وإذ تتمسّك “الجديد” بعدم الإذعان لضغوط إرسلان، فذلك “ليس تقليلاً من احترامه، بل لأنّ الإعتراف به زعيماً يفرض بالضرورة الاعتراف بسواه”. يرفض المدير العام لـ”أن بي أن” قاسم سويد أنّ للمحطة يداً في العرقلة، مؤكداً حرصها على الخروج بالنشرة الموحَّدة. يقول إنه دعا المحطات الى اجتماع الأحد لمناقشة مبادرته بـ”ألا يُستَبعد أحد”، وقوبل بالصدّ. في رأيه، ليس إرسلان السبب، ولا دور لبري في حلٍّ أو ربط. نسأله تفاصيل ما جرى، فيجيب بأنّه يتحفّظ.
فاطمة عبدالله / النهار