نسمع دومًا في المسيحيّة لا تقتل ، لا تسرق ، لا تشهد بالزور،ولا، ولا، ولا …
إنّها سلسلة من الّلا. ما إن نطلّ برأسنا على الحياة حتّى نصطدم بتلك السلسلة. ترى هل هذه هي الحياة المسيحيّة ؟
صحيح أنّ الشريعة تكوّنت في العهد القديم، وصحيح أنّ المسيح ما جاء ليبطل الشريعة بل ليكمّل (متى4/17). لكن يبقى السؤال أهذه هي مسيحيّتنا؟ لماذا لا نبشَر أولا بالمسيح القائم من بين الأموات قبل تطبيق الشريعة ؟ لماذا لا نبشَّر أولاً بعمّانوئيل؟ لماذا لا نبشًر بدور الروح القدس في حياتنا اليوميّة؟ ومتى جاء الروح القدس هو يعلمكم كلّ شيء (يوحنا 14/ 26).
نعم، الشريعة وضعت لتنظيم طريقة العيش، لكنّها ضاغطة. فإمّا أن يهرب منها الإنسان، وإمّا أن يتنصّل منها .فما الحلّ إذاً ؟ الحلّ وحده هو الكشف عن سر مسيحيّتنا. فالمسيحيّة لا تقوم على الشريعة فحسب، بل تقوم على شخصٍ حيّ قام من بين الأموات، شخص يصل السماء بالأرض، شخص يكلّمنا ونكلّمه بالنعمة وبقوّة الروح القدس. شخص يهمس في أذنينا “أنا أحبكم”. أنا أحبّكم محبّة مجانيّة. إنّه المسيح .
جميل أن نعي تلك الحقيقة وهي أننا قبل المسيح كنّا نستحقّ القصاص، ويتوّجب علينا دفع الفدية، لكن الفرح كلّ الفرح أنّ المسيح دفع عنّا وافتدانا وتمّم كلّ شيء. إذاً هذه هي الحياة المسيحيّة هي بحث عن إله أحبّنا، عن إله قائم بيننا، عن إله يرافقنا في مسيرة حياتنا، عن إله يعرف كيف يحمل أثقالنا، إنّه معنا وفينا ودومًا إلى الأبد .
فالمسيحيّة هي قصّة حبّ بين الله والإنسان قصّة تذوّق واختبار، والّذين تذوّقوا هذا الحبّ يسهل عليهم تطبيق الشريعة وهذه السلسلة من “اللا”. فحبًا بالمسيح ووفاءً له، وبنعمة منه، يسعون لزرع المحبّة، يسعون لكيلا يشهدوا بالزور، بل يشهدو لحبّه، لعمله الخارق، لنوره الّذي فتح بصرهم و فتّح بصيرتهم . آمين
زينيت