إن الكنيسة تكرم مريم الإكرام اللائق بها دون مبالغة ولكن أيضاً دون إقلال من شأنها.وهي لا تؤله عذراء الناصرة إنما تعترف بقيمة من أتقنت ال ”نعم“ للرب بطاعة كاملة فأصبحت حواء جديدة (لذلك ناداها ب” المرأة”) و قد أدخلت على بشريتنا لا موت حواء الأولى إنما الحياة بفداء المسيح: آدم الجديد!
عند أقدام الصليب، طلب الرب من التلميذ ”الذي كان يحبه“ أن يهتم بمريم، فأخذها التلميذ الى خاصته: هذا ما يؤكده لنا الإنجيل … ألم يكن في قلب المخلص في تلك الساعة أمومة شاملة لا تستثني أحد؟! إن التلميذ الحبيب الحاضر هناك هو فعليّاً ممثل لكل تلميذ غائب.
“هذه أمك ” : إنها كلمات قلبٍ أحب خاصته الى الغاية. أحب الأم فأعطاها نسلا روحياً ، أحبنا فمنحنا خلاصاً، و أحبنا فأهدانا أماً… في حكمته اللامتناهية ، لم يشأ أن يختار مجرد خادمة على استعداد لجلب ابنه إلى العالم لخلاصنا ولكن إلى أم نتطلع إليها في كل الأوقات : في وقت الشدة،الضياع، الوحدة ،المرض، وحتى الموت … و أيضاً في وقت البهجة، الحماس، والسعادة. أعطانا إياها بالمعنى المسيحي ” النموذج” و أعطاناها كأم تقودنا إليه في وسط آلامنا وأحزاننا ، أو فرحنا و بهجتنا و رخائنا …
اليوم، فلنحبها و لنحبها كثيراً دون خوف أو تعقيدات : فعلى ما يقول القديس ماكسيميليانو كولبي“ﻻ تخف ان تحب القديسة مريم العذراء كثيرا، ﻻنك مهما احببتها لن تستطيع ان تحبها مثلما احبها يسوع”.
زينيت