في الصلاة دائماً ما تأتي مبادرة اللّه للمحبة أولاً
غالباً ما نتمنى لو استطعنا الصلاة بطريقة أفضل ولم تشتتنا مواضيع عشوائيّة تأتينا من هنا وهناك ولا علاقة لها باللّه.
من الأخطاء الشائعة اعتقادنا ان الصلاة شبيهة باتصال هاتفي حيث نأخذ الهاتف ونطلب رقماً وننتظر أن يفتح اللّه الخط من الجانب الآخر. فمن هذا المنطلق، نكون نحن من يُطلق الصلاة وعلى اللّه الرد والإستجابة.
وإن لم نسمع اللّه يفتح الخط، يبدأ عقلنا فوراً البحث عن الترفيه ويمل في انتظار اللّه ليستجيب الصلاة.
لكن علينا بتغيير هذه الفكرة لأننا لسنا من يُطلق الصلاة. ويفسر تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة التالي:
اللّه هو من يتصل بالإنسان أولاً. قد ينسى الإنسان خالقه أو يخبئ وجهه عنه. قد يركض وراء الأصنام أو يتهم اللّه بأنه تخلى عنه لكن اللّه الحي والحقيقي لا يتعب في دعوة كلّ واحد منا لهذا اللقاء السري المعروف بالصلاة. في الصلاة… دائماً ما تأتي مبادرة اللّه للمحبة أولاً وخطوتنا الأولى هي دائماً بمثابة الإستجابة لهذه المبادرة.
ننسى في أغلب الأحيان أن اللّه يدق بابنا باستمرار. يريدنا أن نصلي وهو ينتظرنا. كشف هذه الحقيقة في انجيل يوحنا عندما قال يسوع: “ لم تختاروني أنتم، بل أنا اخترتكم.” (يوحنا ١٥: ١٦).
وفي الحقيقة، فإن تشبيه الإتصال الهاتفي معكوس. عندما نذهب للصلاة، نكون نحن من يرد على الاتصال وعلى هاتف كان يرن النهار كلّه. فلطالما دعانا اللّه للصلاة وهو ينتظرنا في المقلب الآخر.
لا نفكر في ذلك بما فيه الكفاية. يسهل علينا اعتبار الصلاة مبادرة نبعت منا وتوقع ان اللّه سيستجيب لكل احتياجاتنا. لا ندرك ان صلاتنا هي استجابة لمحبة اللّه وان كلّ طلب من طلباتنا هو أمر ينتظر اللّه أن يسمعه منا.
يمكننا إن فكرنا بهذه الطريقة أن نزيل كلّ مصادر الإلهاء لأنه وقبل البدء بالصلاة، نعترف ان اللّه ينتظرنا. عندما نبدأ الصلاة بهذه العقليّة، نسمح للّه بأن يسيطر ونتخيّله في القاعة معنا، ينتظرنا بصبر.
هكذا ننطلق انطلاقةً جيدة في الصلاة معترفين بوجود اللّه وبرغبته بمشاركتنا محبته وبأنه يقول لنا، يوماً بعد يوم، أمور كفيلة بأن تغيّر حياتنا للأبد.