طرحَ أحدهم إعتراضا ، وكالعادة ، للتشكيك في شخص يسوع المسيح ، والحجّة أن الإعتراض أخذه من الإنجيل ذاته ، على إعتبار ، في تصوّره ، أنّ الإنجيل يناقض نفسه بنفسه ، يقولُ : إنّ يسوع إنسانٌ فقط وليس بإله معتمدًا على يوحنا 5 : 19
في الآية في إنجيل يوحنّا يقول يسوع : 5 : 19 “ الحقّ الحقّ أقولُ لكم ، إنّ الإبن لا يستطيعُ أن يعمل شيئا من تلقاء نفسه ما لمْ يرَ الآب عامله لإنّ الذي يعمله الآب هو عينه يعمله الإبن مثله أيضا ” … كنتُ أرجوا منه ، أن يُكملَ النصّ كاملا ً ، ولا يتطرّق فقط إلى ما هو يريده .. وهذا الإسلوب ليس جديدًا أبدًا في الهجوم
لكن ، كجواب سريع (ع طاير) ، نقول : القدّيس أوتيميوس يفسّر كلمة ” لا يستطيع الواردة في النصّ ، لا لنقص القوّة ، بل لعدم الإنفصال . فمن المستحيل أن يعمل الابنُ ما لم يعمله الآب . وقوله ” من تلقاء نفسه ” ليس معناهُ أنّ المسيح لا يقدر أن يفعل بقوّته وسلطانه ، بل أنّ كلّ ما يفعله ، يفعله برضى الآب وارادته . كما قالَ في محلّ آخر ، إنه لا يتكلّم من تلقاء نفسه . وليس المعنى أنه لا يتكلّم بقوّته ، بل أنّه لا يتكلّم دون إرادة الآب ومعرفته . وكذا قال في الروح القدس : إنه لا يتكلّم من تلقاء نفسه ، بل ينطق بما يسمع .
وقوله : ما لمْ يرَ الآب عامله ، ليس معناهُ أنّه يرى الآب عامله قبل العمل فيقتدي به … بل المعنى أنّه يراه عامله معه . فعملُ الآب والإبن واحدٌ . وكلاهما يرى الآخر عاملا معه . هذا بالنظر إلى العمل ، لا إلى الإتحاد الأقنوميّ وما يتبعهُ . فليس لهذا الإتحاد نوعيّة العمل ، بل نوعية الحدّ . فوَ إن كان الثالوث الأقدس الآب والابن والروح القدس عملوا هذا الإتحاد بالعمل الإلهيّ ، لكنّ الإتحاد انتهى إلى الابن وحده بمنزلة حدّ . وعليه ، فالإبن هو الذي تجسّد وتألّم ومات ، لا الآب ولا الروح القدس .
لهذا ، مقصدُ الكلام ، أنّ كلّ ما يفعله الآب ، يفعله الابن أيضا ، وهو صادرٌ عن معرفة واحدة وارادة وقوّة.
عدي توما / زينيت