ينبئ يسوع مرة ثانية بموته ويطالب تلاميذه الذين يطمعون بالعظمة والمراكز ان يتبعوه كالأطفال لدخول ملكوته (مرقس 9: 30-37). ومن هنا تكمن اهمية البحث في وقائع النص الانجيلي وتطبيقاته.
اولا: وقائع نص انجيل (مرقس 9: 30-37)
30 “ومَضَوا مِن هُناكَ فمَرُّوا بِالجَليل، ولَم يُرِدْ أَن يَعلَمَ بِه أَحَد،”: تشير عبارة “مَرُّوا بِالجَليل” الى عبور يسوع وتلاميذه الى الجليل بعد ان تركوا قيصرية فيلبس لكي يبدا يسوع جولته الأخيرة في منطقة الجليل قبل توجهه الى اورشليم. لا يريد يسوع ان يعلم بآلامه، ولأنه كان يريد ان ينفرد بتعليم هذه الأمور لتلاميذه فقط.
31 “لِأَنَّه كانَ يُعَلِّمُ تَلاميذَه فيَقولُ لَهم: إِنَّ ابنَ الإِنسانِ سيُسلَمُ إِلى أَيدي النَّاس، فيَقتُلونَه وبَعدَ قَتْلِه بِثَلاثَةِ أَيَّامٍ يَقوم)”: تشير عبارة “يُعَلِّمُ تَلاميذَه ” الى ان يسوع أراد ان يحدَّ من خدمته الى العامة لكي يدرب تلاميذه. لتأهيلهم لحمل الرسالة بعد ان يعود هو الى السماء. واما موضوع تعليمه فكان يدور حول آلامه المقبلة. اما عبارة “ابنَ الإِنسانِ” فهي لا تشير الى إنسانية يسوع فحسب بل للإشارة الى المسيح الذي أعلنه النبي دانيال (7: 13-14). ويؤكد هذا اللقب اصالة يسوع السماوية والعمل الإلهي الذي يتوجب عليه ان يؤديه وهو آلامه وموته. اما عبارة “ِثَلاثَةِ أَيَّامٍ” فهي عبارة خاصة بإنجيل مرقس (8: 31؛ 10: 34) تدل على اليوم الثالث من قتله. وتشير في هذه الآية الى إنباء يسوع مرة ثانية بآلامه وتحدِّث عن القيامة، ولكن التلاميذ لا يفهمون. وأما متى الإنجيلي فيقول في اليوم الثالث (16: 21). فاليوم الثالث له مدلول كتابي مطابق للواقع الذي عاشه يسوع بين مساء الجمعة وصباح الأحد (متى 6: 1-3). تشدد أنباءات يسوع بآلامه وقيامته على مخطط الله وطاعة المسيح لمشيئة الله في هذه الاحداث. فليس الامر إذاً مصيراً محتوما على يسوع ان يتحمله مكرها وليس امام حدثٍ طارئً حصل بالصدفة. فيسوع نظر الى هذه الآلام وتقبلها مسبقا دلالة على حبه للآب كما جاء في قوله “وما ذلِكَ إِلاَّ لِيَعرِفَ العالَمُ أَنِّي أُحِبُّ الآب وأَنِّي أَعمَلُ كما أَوصاني الآب” (يوحنا 14: 31). كان يسوع يتجه نحو موته، مستسلما لإرادة أبيه استسلاما كليا لأنه كان يعلم ما ينتظره خلف الباب المظلم. اما عبارة “سيُسلَمُ” فتشير الى العمل الالهي وليس الى خيانة يهوذا؛ وفي هذا الصدد قال بولس الرسول ” إِنَّ الَّذي لم يَضَنَّ بابْنِه نَفسِه، بل أَسلَمَه إِلى المَوتِ مِن أَجْلِنا جَميعًا،” (رومة 8: 32).
32 “فلَم يَفهَموا هذا الكلام، وخافوا أَن يَسألوه “: تشير عبارة ” لَم يَفهَموا” ان التلاميذ لم يدركوا معنى الالام الا على ضوء القيامة. اما عبارة “خافوا أَن يَسألوه” فتشير الى خوف التلاميذ ان يسألوا يسوع عن نبوءته بخصوص آلامه وموته، لأنه زجرهم في آخر سؤالهم له (مرقس 8: 32، 33). كما ان التلاميذ كانوا يفكرون باستمرار في مراكزهم في الملكوت الذي سيؤسسه السيد المسيح. فكانوا قلقين من جهة ما يمكن أن يحدث لهم لو مات يسوع. وبناء على ذلك، فضَّلوا عدم الكلام عن توقعاته.
33 “وجاؤوا إِلى كفرنا حوم. فلَمَّا دخَلَ البَيتَ سأَلَهم: ((فيمَ كُنتُم تَتَجادَلونَ في الطَّريق؟”: تشير عبارة “فيمَ كُنتُم تَتَجادَلونَ في الطَّريق؟)) الى انشغال التلاميذ بآمالهم ومطامعهم في السلطة السياسية في المملكة التي سيؤسسها السيد المسيح. اما عبارة “البَيتَ” فتشير الى بيت بطرس في كفرنا حوم.
34 “فظَلُّوا صامِتين، لأَنَّهم كانوا في الطَّريقِ يَتَجادَلونَ فيمَن هُو الأَكبَر”: تشير عبارة “مَن هُو الأَكبَر” تشير الى المسالة التراتبيّة في المناصب. وهذه المسالة لعبت دورا هاما في حياة الجماعات اليهودية. وهذا الروح يدل على ان التلاميذ لم يفهموا بعد تعليم يسوع. فالمطامع البشرية والامجاد الدنيوية والمناصب لا مكان لها في مملكة يسوع. فان سُلم القيم في العالم يتعارض مع سُلم قيم الانجيل، ففي العالم التسلط والسيادة، وفي الانجيل الخدمة والتواضع. وفي الانجيل، الأول يكون الأول حين يكون خادم الجميع وعبداً لهم كما جاء في تصريح يسوع: “ابنَ الإِنسانِ لم يَأتِ لِيُخدَم، بل لِيَخدُمَ ويَفدِيَ بِنَفْسِه جَماعةَ النَّاس” (مرقس 10: 45). فطموحنا يجب ان يكون من اجل الملكوت وخدمتنا فيه وليس من اجل مراكزنا ورُتْبنا.
35 “فجَلَسَ ودَعا الاثَنيْ عَشَرَ وقالَ لَهم:( (مَن أَرادَ أَن يَكونَ أَوَّلَ القَوم، فَلْيَكُنْ آخِرَهم جَميعاً وخادِمَهُم)). تشير عبارة “َجلَسَ” الى ما يفعله المعلمون اليهود حين يلقون تعليمهم. اما عبارة “مَن أَرادَ أَن يَكونَ أَوَّلَ القَوم، فَلْيَكُنْ آخِرَهم جَميعاً وخادِمَهُم” فتشير ان مقياس العظمة هو التواضع أي الاهتمام بالآخرين وخدمتهم. صار يسوع بآلامه الأخير والخادم. مملكة يسوع قائمة على التواضع والزهد والخدمة والتفاني والعطاء. وعليه فإن كبير القوم اكثرهم خدمة واتضاعا وأقربهم الى الطفولية الروحية.
36 “ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ طِفْلٍ فأَقامَه بَينَهم وضَمَّه إِلى صَدرِه وقالَ لَهم”: تشير عبارة “طِفْلٍ” الى عدم الطموح الى السلطة ولا الى المناصب بل اتخاذ المركز الأخير. فأول وصية من وصايا الملكوت هي الخدمة والتواضع. لذا علَّم يسوع تلاميذه ان يرحبوا بالأولاد وكان هذا شيئا جديد في مجتمع كان يعامل فيه الأولاد كمواطنين من الدرجة الثانية.
37 “مَن قَبِلَ واحِداً مِن أَمْثالِ هؤُلاءِ الأَطْفالِ إِكراماً لِاسمِي فقَد قَبِلَني أَنا ومَن قَبِلَني فلم يَقبَلْني أَنا، بلِ الَّذي أَرسَلَني”: تشير الآية الى دعوة يسوع لتلاميذه ان يتواضعوا ويصيروا خداما “صغارا” وان يقبلوا الأطفال. فالطفل أصبح علامة وقدوة للتلميذ الحقيقي للمسيح.
ثانياً: تطبيقات النص الإنجيلي
بعد دراسة وقائع النص الإنجيلي (مرقس 9: 30-37) نستنتج ان يسوع يريد منا أن نتخذ موقف الأطفال كي نصبح تلاميذ حقيقيين للمسيح وندخل ملكوته. فعليه يمكننا ان نتناول موضوع ” الاطفال” كعلامة علامة وقدوة للتلميذ الحقيقي للمسيح. من هنا نتساءل كيف يكون الأطفال علامة التلميذ الحقيقي للمسيح؟ ولماذا هم قدوة للتلميذ الحقيقي ليسوع؟ كيف نعيش كالأطفال كي نكون تلاميذ حقيقيين للمسيح؟
1- كيف يكون الأطفال علامة التلميذ الحقيقي للمسيح؟
يؤكد الكتاب المقس كرامة الطفل. فالأطفال هم علامة البركة الإلهية. يصف سفر الامثال الأطفال بأنهم “إكليل الشيوخ ” (17: 6). وأما في سفر المزامير فهم ” كغِراسِ الزَّيتون حَولَ مائِدَتِكَ” (مزمور 128: 3). وأتخذ يسوع من الأطفال موقفاً لا يختلف عن موقف الكتاب المقدس؛ إذ قد بارك ” الأطفال (مرقس 10: 16)، مُظهراً بذلك أن” لأمثال هؤلاء ملكوت السماوات”(متى 19: 11-14). ومَن وضَعَ نفسَه وصارَ مِثلَ هذا الطِّفل، فذاك هو الأَكبرُ في مَلَكوتِ السَّموات (متى 18: 3). فأصبح الأطفال رمزا للتلاميذ الحقيقيين في التواضع. فالأمر، في الواقع، يتعلق بقبول ملكوت الله في تواضع الطفل كما صرّح يسوع “مَن لم يَقبَلْ مَلكوتَ اللهِ مِثْلَ الطِّفل، لا يَدخُلْه”(مرقس 10: 15).
التواضع هو أولاً الاعتدال، والاعتدال هو المناقض للزهو وحب الظهور. إن الإنسان المعتدل بعيد عن الادّعاءات الكاذبة كما يقول بولس الرسول “لا تَذهَبوا في الاعتِدادِ بأنفسكم (رومة 12: 3). وأما التواضع المناقض للكبرياء فهو موقف الانسان الخاطئ أمام الله القدير والقدوس، فالمتواضع يعترف بأن ما لديه قد ناله من الله كما يقول بولس الرسول “وأَيُّ شَيءٍ لَكَ لم تَنَلْه؟” (1 قورنتس 4: 7)، “التواضع حلية الملائكة، والكبرياء قبح الشياطين.” والمتواضع ما هو إلاّ عبد ضعيف كما وضح يسوع في شفاء عبد قائد المائة (لوقا 7: 10)، وهو بذاته عَدَمٌ (غلاطية 6: 3)، أو خاطئ (لوقا 5: 8). ومثل هذا المتواضع الذي ينفتح لنعمة الله، يمجده الله (1 صموئيل 2: 7).
وأخيرا تواضع المسيح، الذي بإذلال ذاته يخلصنا، ويدعو تلاميذه لخدمه إخوتهم بدافع المحبة (لوقا 22: 26-27)، ليتمجّد الله في الجميع (1 بطرس 4: 10-11). فتواضع الطفل كتلميذ ليسوع يتطلب كل ما ورد؛ أي الاعتدال وعدم الادعاءات الكاذبة، والاعتراف بانه لا شيء وقبوله كعطية من الآب والاعتماد على نعمة الله، وأخيرا البذل والخدمة على خطى المسيح. وبهذا التواضع “نعود مثل الأطفال ” (متى 18: 3)، ونوافق على الولادة “من جديد” (يوحنا 3: 5)، لبلوغ الملكوت.
وعليه فإنّ سرّ العظمة الحقيقية هو أن “نصير صغاراً ” مثل الأطفال (متى 18: 4). ذلك هو التواضع الحقيقي الذي بدونه لا يمكن أن نصير أبناء الآب السماوي. المتواضع الذي يجعله خضوعه لله صبوراً ووديعاً. فالتلاميذ الحقيقيون هم “أصغر الصغار” الذين شاء الآب أن يكشف لهم، أسراره الخفيّة (متى 11: 25-26). وفي لغة الإنجيل يبدو لفظ ” صغير” ولفظ ” تلميذ” كلمتين مترادفتين (متى 10: 42، ومرقس 9: 41). فطوبى لمن يقبل واحداً من هؤلاء الصغار (متى 18: 5).
2- لماذا الأطفال هم قدوة للتلميذ الحقيقي ليسوع؟
الطفل ليس علامة للتلميذ الحقيقي في تواضعه فحسب، انما هو قدوة أيضا. الطفل في المفهوم المسيحي هو قيمة في حَدِّ ذاته. فقد اتخذ يسوع الطفل قدوة للتلميذ الحقيقي “ِإن لم تَرجِعوا فتَصيروا مِثلَ الأَطفال، لا تَدخُلوا مَلكوتَ السَّمَوات “(متى 18: 3)، وذلك لمميزتين:
الميزة الأولى: إن الطفل أسهل انقيادا وأكثر طواعية وأقل مقاومة من الرجل في تجاوبه مع عمل المسيح الخلاصي. إن صاحب المزامير لكي يعبّر عن استسلامه الممتلئ ثقة بالله، لم يجد صورة أفضل من صورة الطفل الصغير نائماً في حضن أمه “مِثْلَ مَفْطوم عِندَ أُمِّه مِثْلَ مَفْطوم هكذا نَفْسي علَيَّ” (مزمور 131: 2). وبجانب ذلك، إن الله لم يتردّد في اختيار بعض الأطفال بمثابة أول المستفيدين بوحيه والمرسلين للبشارة بخلاصه. فصموئيل الصغير يقبل كلمة الله ويبلّغها بأمانة (1 صموئيل 13)، وداود يميز أفضل من إخوته الكبار (1 صموئيل 16: 131)، ودانيال الشاب يظهر بتخليصه سوسنّة، انه أكثر حكمة من شيوخ إسرائيل (دانيال 13: 44-50). إن لوقا الإنجيلي يصف يسوع في مرحلة طفولته كان الصبي المطيع لأبويه، وفي الوقت نفسه المستقلّ عنهما في تبعيته لأبيه السماوي (لوقا 2: 43-51).
اما الميزة الثانية فهي ضعف الطفل ونقصه مما جعله شخص له حظوة لدى الله. “وما كان في العالم من ضعف، فذاك ما اختاره الله” (1 قورنتس 1: 27-28). إن الرب نفسه هو حامي اليتيم، والمنتقم لحقوقه (مزمور 68: 6) وهو لا يستطيع شيئا بدون النعمة الإلهية كما صرّح يسوع المسيح: “ِمَعزِلٍ عَنِّي لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا شيئاً”(يوحنا 15: 5).
ومن جهة أخرى الطفل بحاجة مستمرة لمساعدة الاخرين فهو غير مكتفي ذاتياً وغير مكتمل، ولكيلا يُترَك كريشة في مهبّ الريح (أفسس4: 14)، فهو بحاجة لتربية حازمة وإبقائه تحت الوصاية (غلاطية 4: 1-3). غير أن ما يلفت نظر بولس، في الطفل، هو حالة عدم الاكتمال المتمثّلة فيه (1 قورنتس 13: 11). ولذا فهو يدعو المسيحيين للسعي وراء نموّهم الذاتي، ليصلوا معاً الى “القامة التي توافق سعة المسيح ” (أفسس 4: 12-16). “لا تَكونوا أَيُّها الإِخوَةُ أَطفالا في الرَّأي، بل تَشَبَّهوا بِالأَطفالِ في الشَّرّ، وكونوا راشِدينَ في الرَّأي” (1 قورنتس 14: 20).
3- كيف نعيش كالأطفال كي نكون تلاميذ حقيقيين للمسيح؟
يبارك يسوع الأطفال، ويقدمهم لنا كقدوة (مرقس 10: 15-16). ولذا فلكي نصير كواحد من هؤلاء الصغار، الذين يكشف لهم الله عن ذاته، والذين هم وحدهم يدخلون الملكوت (متى 11: 25)، لا بد من أن نتخرَّج من مدرسة المسيح “المعلم الوديع والمتواضع القلب” (متى 11: 29). فهذا المعلم ليس إنساناً فحسب، بل هو أيضاً السيد الذي جاء ليُخلِّص الخطأة، متخذاً جسداً يشبه جسدهم (رومة 38). إنه أبعد ما يكون عن البحث عن مجده (يوحنا 8: 5)، حتى ليبلغ به التواضع إلى حدّ غسل أرجل تلاميذه (يوحنا 13: 14-16)، وهو الذي مع مساواته لله، يتجرد من ذاته حتى الموت، الموت على الصليب ليخلصنا كما جاء في قول بولس الرسول: “فَوضَعَ نَفْسَه وأَطاعَ حَتَّى المَوت مَوتِ الصَّليب” (فيلبى 2: 6-8).
يسوع هو المسيح المتواضع الذي تنبأ عنه زكريا “هُوَذا مَلِكُكِ آتياً إِلَيكِ وَديعاً راكِباً على أَتان وجَحْشٍ ابنِ دابَّة ” (متى 21: 5). إنه مسيح المتواضعين، الذي يعلن أنهم سعداء “طوبى لِلوُدَعاء “(متى 5: 4). ففي يسوع تظهر ليس فقط القدرة الإلهية التي من دونها لما كنا في الوجود، بل والمحبة الإلهية أيضاً، التي من دونها لكنا قد هلكنا جميعاً (لوقا 19: 10). هذا التواضع هو “علامة المسيح” كما يقول القديس أوغسطينوس، هو تواضع ابن الله، تواضع المحبة.
ولا بد من إّتباع طرق هذا التواضع “الجديد”، لكي نمارس وصية المحبة الجديدة (أفسس 4: 2) “حيث التواضع هناك المحبة”، يقول أوغسطينوس. إن الذين “يتحلَّوْن بثوب التواضع في علاقاتهم المتبادلة” (1 بطرس 5: 5)، يبحثون عن منفعة الآخرين، ويجلسون في المكان الأخير علمنا القديس بولس الرسول “على كُلٍّ مِنكم أَن يَتواضَعَ ويَعُدَّ غَيرَه أَفضَلَ مِنه” (فيلبي 2: 3-4).
وفي قائمة ثمار الروح، يضع بولس التواضع إلى جانب الإيمان (غلاطية 5: 22-23)؛ فهما في الواقع مرتبطتان إحداهما بالأخرى، من حيث إن كليهما يعبّران عن استعداد للانفتاح نحو الله كمثل ثقة الطفل نحو والديه. وخضوع كله ثقة لنعمته وكلمته تعالى، لا بد ان يتخذ الانسان خطوات حاسمة ليتحلى بالتواضع الذي هو أعظم جانب من الأهمية في أعين الرب (2 قورنتس 12: 7). واختتم بخاطرة القديسة تريزيا الطفل يسوع الذي عاشت الطفول الروحية “الكمال يبدو لي سهلاً: يكفي الإنسان أن يَقرّ بعدمه وأن يلقي بنفسه مثل طفل بين ذراعيّ الله”.
الأب د. لويس حزبون / أبونا