منحنا الله وسائل عديدة للتعبير عن مشاعرنا وغالبًا ما تفرض علينا ثقافتنا أن نكبت تلك المشاعر عندما نشعر بأننا نودّ أن نجهش في البكاء. يريد العالم أن يؤكّد لنا أنّ البكاء يظهر الضعف إنما كلمة الله تبيّن لنا أنّ البكاء ليس أمرًا أساسيًا في حياتنا فحسب بل هو انفراج صحي يعبّر عن الألم والحزن والغضب والكبت والفرح والسعادة. إنّ الكلمات التي وردت في إنجيل يوحنا هي جد واضحة (يو 11: 35): “يسوع بكى” وهذا يكشف لنا أنّ مصدر قوّتنا وشفائنا قد بكى هو أيضًا.
البابا فرنسيس هو مناصر للتعبير بالبكاء من خلال نعمة الدموع والبعض قد دعا تعليمه “بلاهوت الدموع” لأنه غالبًا ما يتحدّث عنه. إنّ كلماته تمدّنا بالعزاء وتؤكّد لنا أنّ البكاء ليس محصورًا بالضعيف. إليكم كيف اقتبس موقع catholic-link.org بعض عباراته التي فيها تحدّث عن الدموع.
“سيكون مفيدًا أن نسأل الله نعمة الدموع لأنّ هذا العالم لا يميّز درب السلام. لنسأل نعمة ارتداد القلوب”
“من دون البكاء لا يمكننا أن نفهم هذا السر. إنه بكاء التائب، بكاء الأخ والأخت اللذين يشهدان الكثير من المأساة الإنسانية وينظران إلى يسوع إنما بركوع وبكاء وليسا أبدًا وحيدين، أبدًا”.
“بعض الحقائق في الحياة لا يمكن رؤيتها إلاّ من خلال العيون المغسولة بالدموع”.
“كم من الدموع تُذرَف كل لحظة في العالم؛ كل واحدة مختلفة عن الأخرى إنما معًا تشكّل محيطًا من الكآبة التي تسأل الرحمة والرأفة والعزاء”.
“نحن بحاجة إلى الرحمة، إلى العزاء الذي ينبع من الله. كلنا بحاجة إلى ذلك. هذا هو فقرنا إنما عظمتنا: أن نسأل عزاء الله الذي يأتي بحنانه ليمسح كل دمعة من عيوننا”.
“إن كان الله يبكي إذًا فأنا أيضًا أستطيع البكاء حتى يفهمني. إنّ دموع يسوع هي عكس لامبالاتي أمام ألم إخوتي وأخواتي. تعلّمني دموعه أن أخفّف آلام الآخرين وأتشارك عذاب كل من يمرّون في ظروف صعبة”.
“في وقت الفزع والارتباك والدموع، يميل قلب المسيح إلى الصلاة إلى الآب. الصلاة هي الدواء الحقيقي لأوجاعنا”.
“على أقدام كل صليب، تقف مريم أم الله دائمًا هناك. بردائها تمسح دموعنا وبذراعيها الممدودتين تساعدنا على الوقوف من جديد وترافقنا على درب الرجاء”.
“إن لم تتعلّم كيف تبكي فلا يمكنك أن تكون مسيحيًا صالحًا. هذا تحدٍّ”. (في جواب على سؤال لمَ الله يسمح بالعذاب)
عندما تشعر بالرغبة بالبكاء فلا تحاول أن تكبتها فعسى أن يكون انسكاب الدموع هو انسكاب صلاة قلبك. الرب يعزّيك في ألمك وحزنك وتذكّر رجاء الحياة الأبدية فكلمة الله تؤكّد لك بأنّ نضالك لن يذهب سدًى. وتذكّر: “سيمسح الله كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون في ما بعد، ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد لأنّ الأمور الأولة قد مضت” (رؤ 21: 4).
Zenit