شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | هل يُسلِّم البريد الإلكتروني الشعلة الى برامج الدردشة؟
هل يُسلِّم البريد الإلكتروني الشعلة الى برامج الدردشة؟
جلسة لمهارات عن إدارة الإنترنت وحقوق الإنسان على هامش منتدى حوكمة الإنترنت اللبناني

هل يُسلِّم البريد الإلكتروني الشعلة الى برامج الدردشة؟

تعتبر السرعة والسهولة في إرسال الرسائل كي تصل إلى المرسل إليه، من أهم العوامل التي تحدّد الطريقة التي سنستخدمها مستقبلاً للتواصل الشخصي أو في قطاع الأعمال.

توفّر تطبيقاتُ الدردشة التي تُعتبر الطريقة الأولى حالياً للتواصل سهولةً غير مسبوقة للتواصل بين الأشخاص، مع إشعارات بقراءة المستلم للرسالة. وذلك هو ما زاد من إنتشارها بطريقة هائلة وأصبحت موجودة على كل هاتف وجهاز ذكي.

ولكن ما حدّ من سيطرة هذه التطبيقات في عالم التواصل على حساب البريد الإلكتروني هو عدم دعمها إرسال جميع أنواع الملفات مثل البريد الإلكتروني.

دعم ملفات جديدة
على رغم أنه من خلال إنشاء عنوان بريد إلكتروني خاص بك تستطيع أن تدخل إلى مواقع التواصل الإجتماعية مثل فيسبوك وتويتر وغيرها، إلّا أنّ العديد من الشركات المطوّرة لهذه الخدمات تدرس فكرة إنشاء صفحات على هذه المواقع عبر رقم الهاتف فقط وتدرس الخطوات التي تحمي المستخدم في حال غيّر رقمه.

وفي هذا السياق، عملت غالبية تطبيقات الدردشة منها واتساب على تطوير برامج المحادثة لتتمكّن من توفير مزايا البريد الإلكتروني نفسها مثل إمكانية إرسال رسالة إلى عدّة متلقّين في وقت واحد وإرسال رسالة تتضمّن نصّاً صوتياً أو فيديو والصور والخرائط.

لكن على رغم ذلك، بقيت تطبيقاتُ الدردشة تفتقر الى دعم العديد من أنواع الملفات، الى أن بدأت الشركات المطوِّرة لتطبيقات الدردشة دعمَ جميع أنواع الملفات كما فعلت واتساب وتيليغرام أخيراً.

وفي هذا الإطار، أكّدت واتساب دعمَها صيغاً جديدة من الملفات مثل «PDF» أو الملفات النصية بصيغة «office»، وهي تعمل على دعم تبادل الملفات المضغوطة بصيغة «zip» أو ملفات «apk» الخاصة ببرمجة التطبيقات.
كذلك أطلقت واتساب أخيراً نسخة معدّلة من التطبيق الخاص بقطاع التجارة والأعمال يسمح بالتواصل مباشرة مع المستهلكين. وفي سياق متصل، ووفقاً للعديد من التقارير، بدأت الفرق المطوِّرة للتطبيقات في جميع الشركات العمل على تحديثات تدعم صيغ ملفات جديدة، يمكن تبادلُها ومشاركتُها من خلال التطبيقات بسهولة متناهية.

وبحسب ما تمّ نشرُه حتى الآن، فإنّ ميزة إرسال الملفات المتنوّعة على تطبيقات الدردشة ستمتلك حدّاً أعلى لحجم الملف الذي يمكن مشاركته، حيث لا يمكن أن يتجاوز 100 ميغابايت لهواتف أندرويد و128 ميغابايت لهواتف أيفون، مع الإشارة الى أنّ الحجمَ الأقصى للملفات التي يمكن مشاركتها عبر البريد الإلكتروني يبلغ 25 ميغابايت على بريد هوتميل الشهير.

حربٌ غيرُ معلنة

إن سعيَ الشركات المطوّرة لبرامج الدردشة في دعم محادثات الفيديو والصوت ودعم إرسال وإستلام جميع أنواع الملفات، يدلّ على سعي هذه الشركات للسيطرة المطلقة على عالم التواصل، ضمن حرب تكنولوجية غير معلنة، أدّت لحدّ الآن الى الإطاحة ببرامج الدردشة الحاسوبية مثل «MSN» التي أصبحت شيئاً من الماضي، واندثرت خلال فترة قصيرة جداً بعدما كانت متربّعة بثقة على عرش التواصل الرقمي بين الأفراد.

فهل أتى دورُ البريد الإلكتروني الآن، وهل دقت ساعة الصفر لجعله أيضاً شيئاً من الماضي الجميل؟

شادي عواد

الجمهورية

 

عن ucip_Admin