قبل فتح أية دعوى تطويب، هناك مرحلة تُجمع فيها شهادات مَن عرف عن قريب الشخصيات المقصودة. وفي عام 2005، كان لرئيس أساقفة بوينُس أيرس حينها، خورخي ماريا برغوليو، دوره في تقديم شهادته بشأن يوحنا بولس الثاني كونه عايشه وكانت له علاقات مقربة من الحبر الراحل.
وقد نقلت في الماضي جريدة الأساقفة الإيطاليين، أفينيري، مختارات من هذه الشهادة سننظهر فيها اليوم، في العيد الأول للقديس يوحنا بولس الثاني.
يبدأ برغوليو شهادته قائلاً: “أقدم شهادتي انطلاقًا من معرفة مباشرة، وانطلاقًا من خبراتي الشخصية مع خادم الله يوحنا بولس الثاني”.
الأمر المُفرح هو أن شهادة برغوليو هي الثانية بشأن بطولة فضائل كارول فويتيوا!
رجل إصغاء
ويتابع برغوليو مخبرًا عن لقائه الأول مع البابا يوحنا بولس الثاني. وفي ذلك اللقاء الأول – يشرح – “صليت معه مسبحة الوردية، وتملكني الشعور بأن ذلك الرجل ’يصلي بجدية‘”.
اللقاء الثاني تم عندما زار البابا القديس الأرجنتين، ويقول في هذا اللقاء برغوليو: “ما أثّر بي بشكل خاص كانت نظرته، فقد كانت نظرة رجل طيب”.
أما اللقاء الثالث فتم في عام 1994، عندما تمت سيامة برغوليو كرئيس أساقفة للأرجنتين. وفي المناسبة تسنى له أن يتناول طعام الغذاء مع البابا، وذلك في إطار سينودس الأساقفة، وقد تأثر بـ “لطفه، وديته وقدرته على الاصغاء لكل الحاضرين”.
وفي لقاءات أخرى، شرح برغوليو أن ما كان يميز يوحنا بولس الثاني كانت قدرته على الاصغاء للآخر إذا كان “يجعل الآخر يشعر بارتياح، ولم يكن يقاطع من يتكلم بأسئلة، إلا أحيانًا قليلة وفي ختام حديثه، وكان يصغي دون أحكام مسبقة”.
كما وشهد برغوليو لذاكرة البابا المدهشة، فكان يتذكر الأشخاص، المواقع، والمناسبات التي جمعتهم، إلخ… وهذا دليل على أنه كان يكرس كل الانتباه اللازم لكل الأحداث التي كان يعيشها، “وهذا دليل عن محبة كبيرة”.
رجل صلاة
ويتابع برغوليو الحديث عن يوحنا بولس الثاني في الشهادة المذكورة فيعود إلى موضوع الصلاة الذي فتح شهادته به ويقول: “لدي تذكار خاص يعود إلى الزيارة إلى الأعتاب الرسولية التي قمت بها مع أساقفة الأرجنتين في عام 2002. ففي أحد الأيام احتفلنا بالقداس مع البابا، وما أثّر فيّ كان استعداده للاحتفال بالقداس الإلهي. فقد رأيته ساجدًا في الكابيلا الخاصة في صلاة، وكان من وقت إلى آخر يقرأ شيئًا من ورقة كانت أمامه، وأعتقد أنه كان يصلي بخشوع كبير لأجل نوايا كانت مكتوبة على تلك الورقة، وكان يعيد القراءة ثم يعود إلى الصلاة الخاشعة”.
وبالحديث عن تقوى البابا يوحنا بولس الثاني، لم يغفل برغوليو الإشارة إلى تقوى يوحنا بولس الثاني نحو العذراء مريم، وقد اعترف أن هذه التقوى “أثرت بتقواي أيضًا”.