اذكر فيما نحن ذاهبون إلى الميلاد ان الكنيسة تسمي الغطاس عيد الظهور لكوننا نكترث للمعاني أكثر من اكتراثنا للأحداث. فالكنيسة تهتم في الحقيقة لمولد السيد ولكن بخاصة لكونه إطلالته على العالم. القصة قصة تواصل مع المخلص لا ذكرى تاريخ.
الكنيسة في طقوسها تسمي الميلاد ومعمودية السيد كليهما معًا عيد الظهور. لا تذكر حدثًا بمقدار ما توضح الحدث لقاء بالسيد. الكنيسة ليست وراء تأريخ. الحب مبتغاها. لا يهمنا في التعييد ان نعرف على وجه التدقيق متى ولد السيد. يهمنا السيد نفسه. الكنيسة لا تعمل عمل المؤرخين. تذكر التاريخ لكي تحب. اهتمام الكنيسة بتاريخ السيد على الارض ليس من أجل كتابة التاريخ ولكن من أجل تأكيد حقيقة المسيح. نحن نعبد إلها قائما في الجسد. لنا إله ظهر في تاريخ الناس. إلهنا شوهد ولمسه الناس. الأهمية الكبرى ليسوع الناصري في تاريخ الأديان انه كشف لله وجها جديدا هو ان الله جعل نفسه منظورا، قائما ليس فقط فوق الناس ولكن مع الناس. أجل إله العهد القديم كان مع الناس انما عبرت المسيحية عن ذلك بقولها انه آكلهم وشاربهم ومات كما يموتون. موت المسيح هام جدا ليس فقط بسبب الخلاص ولكن لضرورة الكلام على ان السيد وجد نفسه معنا في كل شيء بما في ذلك الموت. صحيح ان المسيح حي لكنه حي في الجسد إلى الآن بسبب من موت تغلب هو عليه. وجه المسيح إلينا من بعد التجسد هو انه حي من موت. هذا يعني اننا لا نستطيع ان نقبله حياً إلا إذا قبلناه قد مات. من هنا أهمية تصوير المسيح المصلوب في الفن الصحيح ان عينيه مفتوحتان. ليس انهما كانتا هكذا تشريحياً ولكن بمعنى انه على الصليب كان غالباً للموت.
أنا لم أكن شيئا قبل ان أحبه فعلمت انه أحبني أولا واني بذا وُجدت. أعلم اني مهما أحببت لا أزيد شيئاً على المسيح. به يبدأ كل شيء وبه ينتهي كل شيء. القصة قوله إنه يحبني. أنا إذاً موجود فيه. هل من شيء يعمل إلا أن أعرف أني حبيبه؟
أعرف أن لا شيء يزاد على ذلك. هذه المحبوبية تكفيني. المسيح محبة وإطلالة محبة لكنها دائما محبة في موته ومن خلال موته. الحديث عن القيامة مضمونه أولاً الموت ثم الغلبة على الموت. وجه المسيح يبدأ وجهاً دامياً على ان نتجاوز الدم بانبعاث السيد. كل حديث عن موته بلا حديث عن قيامته خطأ وكل تجاوز لموت بحديث عن القيامة خطأ. موت وقيامة معاً هذه هي الحقيقة.
النهار