أجرت مجلة لوفيغارو الفرنسية المقابلة التالية مع الأب ريمون روسينيول، الرئيس العام السابق للبعثات الأجنبية في باريس الذي عاش في الهند على مدى 26 عامًا. هو حاليًّا مسؤول في تولوز عن استقبال القساوسة الآسيويين، وأحد أفضل المتخصصين في شؤون تُبّاع القديس توما.
مجلة لو فيجارو – هل نستطيع القول إن مسيحيي القديس توما هم الأقدم في العالم؟
الأب ريمون روسينيول – بالإضافة إلى تقليد عريق، لا يوجد أدلّة علمية على نشاط القديس توما في الهند، لكن “انعدام الأدلّة ليس دليلًا على انتفائها “، بحسب مبدأ مشهور في علم الآثار. غير أنه يجب القول ان المؤرخين يمتلكون وثائق ترقى إلى بداية القرن الثالث مفادها أنه كان هناك في الهند طوائف مسيحية تدّعي بأن القديس توما هو المؤسس. في هذه الحالة، نعم، إن مسيحيّي القديس توما هم بلا منازع بين الأقدم في العالم.
ما هي أبرز أصالتهم ؟
مثابرتهم في إيمانهم منذ ما يقرب من ألفي عام دون روابط مباشرة مع روما، التي اعتبرت على الدوام مركز المسيحية. من ناحية أخرى، كانت لهم علاقات وثيقة مع الطوائف المسيحية في بلاد فارس. وهكذا أعدّوا ليتورجيا وتنظيمًا مختلفَين عمّا هو سائد في الغرب.
هل تعتقد أنه من المناسب أن تصطفّ هذه الليتورجيا اليوم مع روما، كما يريد البعض، أو على العكس من ذلك، أن تظل مخلصة للتقاليد القديمة؟
لا يوجد سبب يمنع هذه الطوائف من الحفاظ على تراثها كمِذخَر. وحدة الإيمان لا تستوجب نمطيّة الطقوس. يمكن أن يكون هناك في الكنيسة تنوّع صحّي لا يتعارض مع وجود وحدة عميقة وشركة حقيقية.
لا تزال إحدى طوائفهم تعلن أن مريم هي “أم المسيح” وليست “أم الله”. هل يمكن أن تقبل روما اليوم ما أدانته أمس باعتباره بدعة؟
كما بالنسبة للبروتستانت أو الانجليكانيين أو الأرثوذكس، المشكلة مطروحة بمعانيها المسكونية. ذلك أن النزعة الى توحيد جميع الكنائس تفترض أن يلتقوا بعضُهم بعضًا، ويتعوّدوا على فهم بعضهم البعض بشكل أفضل، ويثمّنوا نقاط الاتفاق والخلاف. فالمسألة تتعلّق بمعرفة ما إذا كان مسيحيو القديس توما هم بالذات على استعداد للنظر في هذا التوحيد بقدر معرفة ما إذا كانت الكنيسة الكاثوليكية مستعدة لقبولها.
هل يمكن أن يتعرض المسيحيون في كيرالا للاضطهاد من قبل المتطرفين الهندوس أو المسلمين؟
منذ عدة عقود، هناك حركة قومية تهدف بالفعل إلى جعل الهند دولة هندوسية. في بعض المناطق، كان المسيحيون ضحايا هذا التعصب الجديد. ومع ذلك، نأمل بأن يجري احتواء “حميّة” تلك الحركات الهندوسية. أما بالنسبة للمسلمين، فليس لديهم في ولاية كيرالا منازعات مع المسيحيين.
د.ايلي مخول