يواكب قسم الماستر في مجال الإعلام والتواصل في جامعة القديس يوسف التطورات الجوهرية الحاصلة في هذا الفضاء، وهو يجري منذ فترة ورشة تغييرات تتلاءم مع المعطيات والتحولات التي تعصف بدنيا المعلومات. “النهار” التقت المسؤول الجديد عن الماستر في مجال الاعلام والتواصل في كلية الآداب والعلوم الانسانية في جامعة القديس يوسف، الزميل أمين عيسى، وكان لها معه هذا الحوار.
■ في رأيك، هل هنالك تحوّل في دور الإعلام؟
– التحوّل يصيب ليس فقط الدور لكن أيضاً القيمة. لقد دخلنا في عصر رأس المال والمعلومات. فالمعلومة أصبحت ذخيرة الاقتصاد. المكننة جعلت الانتاج الصناعي وبعض الخدماتي في متناول الجميع. وكلفة الانتاج أصبحت متدنية قياساً الى ما كانت عليه منذ عشرين أو ثلاثين سنة. اليوم القيمة المضافة هي في الابتكار. ابتكار مواد وخدمات استهلاكية، والابتكار يحتاج الى معلومة، ونشر الابتكار يحتاج الى إعلام.
■ هذا على الصعيد الاقتصادي، لكن ما التحولات الجارية على صعيد الاعلام العام، من مكتوب ومرئي ومسموع؟
– هنالك تبدّل في سبل الإنتاج وتداول المعلومات. فالإنتاج اليوم ليس أحادي الطرف. الصحافي، نظراً الى تكاثر المعلومات، عليه مشاركة آخرين لصياغة خبر مفيد. تعدد وسائل الاتصال، ومنها الاجتماعية، يجعل كل واحد منا مساهماً في نقل الخبر. طبعاً، يجب التمييز بين الخبر الجدي والخبر السطحي أو الزائف. لكن تعدد المصادر هو الذي سيغربل. الخبر الضعيف أو الزائف لن يطول به الأمر قبل أن ينفضح.
■ ماذا يترتب على المستوى التعليمي الجامعي لمواكبة هذه التطورات؟
– هي فعلاً تطورات أساسية تُشابه التطورات التي واكبت الثورتين الصناعيتين الأولى والثانية. من هنا لا بدّ لكلّ من يعمل في المجتمع، ومهما كانت وظيفته، اقتصادية، علمية أو اجتماعية، أن يتمكن، بنسبة معينة، من وسائل جمع المعلومات ونشرها. ومن البديهي أيضاً، أن على من يريد أن يعلن ويتواصل، معرفة المبادئ الأساسية للعلوم السياسية والاقتصادية والاجتماعية. فالأمور باتت أكثر تعقيداً، وحقيقتها منوطة بأكثر من تخصص. معرفة مبادئ العلوم الأساسية المذكورة أعلاه، تسمح للإعلامي بطرح السؤال الصائب على الاختصاصي المعني، لصياغة الخبر المفيد. هذان التعليم والتخصص، موجودان في جامعة القديس يوسف في كلية الآداب والعلوم الإنسانية، من خلال الماستر في مجال الإعلام والتواصل. ونحن في صدد افتتاح السنة الجامعية بطاولة مستديرة تستضيف إعلاميين ونشاطات اجتماعيين من الحراك المستجد، لبحث هذه التطورات، سنعلن عن موعدها قريباً.
النهار