افتتح رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد في مقر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو” بتونس أمس، أعمال الدورة الـ20 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، بمشاركة وزراء الثقافة في الدول العربية الأعضاء بالمنظمة من بينها المملكة، ويناقش المؤتمر على مدى يومين عددا من المحاور من بينها الإعلام الثقافي في الوطن العربي في ضوء التطور الرقمي، والتشريعات والنظم الإعلامية والثقافية وإدارة المحتوى والحقوق الرقمية في الوطن العربي، والتكوين والتدريب وتطوير البحث العلمي في الإعلام الثقافي، والإعلام الرقمي والمهن الثقافية الجديدة، إضافة إلى تحديات الإعلام الثقافي الرقمي في الوطن العربي.
جسور مشتركة
قال وزير الثقافة والاعلام الدكتور عادل الطريفي، إن الهدف من اجتماعنا وحضورنا إلى الجمهورية التونسية الشقيقة ولقاء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي ينصب في إطار العمل الدؤوب الذي توليه حكومة المملكة لكل ما يتعلق بالنشاط الثقافي بشموليته ودورها الإنساني الكبير في تحقيق رؤى الدول والحكومات العربية من أجل رفعة وطننا العربي وتحقيق الخير للشعوب من خلال الثقافة، واستعرض الطريفي الجهود التي بذلتها المملكة خلال ترؤسها للدورة الـ19 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، التي كان موضوعها الرئيس “اللغة العربية منطلقا للتكامل الثقافي الإنساني”، حيث عملت على توثيق الصلات الثقافية وتجسير العلاقات مع المؤسسات والأفراد لتعزيز حضور اللغة العربية في شتى بقاع العالم كونها تمثل وجها حضاريا للمنطقة العربية ولغة راقية تحمل الكثير من المعاني، مؤكدا أن التقارب الثقافي العربي يضع جسورا مشتركة بين أفراد وشعوب المجتمعات في الأفكار والأهداف والثقافة بدورها العام.
رهانات ثقافية
أكد رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، أن الرهانات المستقبلية التي تقدم عليها البلدان في الوطن العربي الكبير هي رهانات ثقافية في جوهرها، مشيرا إلى أن الثقافة ليست مجرد اختصاص ولا مكان لأي برنامج اقتصادي أو اجتماعي أو سياسي تغيب فيه إستراتيجية العمل الثقافي بالمعنى الحضاري للكلمة. مشددا على ضرورة سن نصوص وتشريعات جديدة لاغتنام الفرص التي يوفرها التطور الرقمي الهائل في التواصل مع الآخر، وفي إعطاء الإعلام الثقافي مضامين متناسبة مع حقيقة الواقع العربي ومقتضيات العصر.
منهج فكر
شدد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط على أن الثقافة هي منهج فكر وأسلوب للعيش وطريقة للحياة ونظرة كلية إلى العالم، وهي تراكم من الخبرات والقيم المتوارثة التي تختزنها جماعة بشرية بعينها وتتناقلها جيلا بعد جيل.
مؤكدا، أن المأزق العربي الراهن يرتبط بالثقافة قبل أي شيء آخر، مشيرا إلى أنه إذا كانت المجتمعات العربية تمر بأزمة كبرى وممتدة ترى تداعياتها على النسيج الوطني في بعض الدول وصولا إلى القتل على الهوية والتشريد لملايين البشر، فإنه من الضروري البحث في الثقافة أولا وقبل أي شيء آخر.
تحولات عميقة
أفاد المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو” الدكتور عبدالله حمد محارب، أن اختيار عنوان “الإعلام الثقافي في الوطن العربي في ضوء التطور الرقمي” موضوعا للدورة الحالية من المؤتمر جاء ليؤكد التكامل الضروري بين قطاعين حيويين هما الثقافة والإعلام، مشيرا إلى أن الثقافة في مفهومها العام والثقافة الرقمية على وجه التحديد تمثل تعبيرا رمزيا عن التحولات العميقة التي تعيشها المجتمعات على جميع الأصعدة، لافتا إلى أن الفجوة الرقمية بين الدول العربية والدول المتقدمة ما زالت عميقة، مشددا على ضرورة مضاعفة حجم التحدي في ظل استخدام الجماعات الإرهابية ورموز الفكر التكفيري لوسائل الإعلام الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي لتأجيج المشاعر وبث الأفكار المسمومة.
تنمية متلازمة
أكد وزير الثقافة التونسي محمد زين العابدين أن مستقبل العرب رهين تنميتهم المعرفية والتقنية والاقتصادية، وأنه لا تنمية حقيقية دون تنمية فكرية وإبداعية وإنشائية، تتلازم اعتباراتها مع تنمية الذاكرات الثقافية والتراثية والاشتغال حول الأبعاد المعنوية والروحية للإنسان العربي تواصلا مع ضرورات ما تفرضه عليه حياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
الوطن