عقد وزير الثقافة الدكتور محمد داود داود اليوم، مؤتمرا صحافيا مشتركا مع السفير الفرنسي برونو فوشيه، سفيرة كندا ايمانويل لامورو، سفير رومانيا فيكتور مارسيا، سفير ارمينيا فاهية اتابكيان، المدير الإقليمي للوكالة الجامعية الفرنكوفونية في الشرق الأوسط ايرفيه سابوران، القائمة بالأعمال السويسرية اليزابيت غيلغن، السكرتير الأول في السفارة البلجيكية جيروم دوبوا، القائم بأعمال المكسيك هيكتور الكانتارا، اعلنوا خلاله عن اطلاق فعاليات ونشاطات الشهر الفرنكوفوني في لبنان بنسخته التاسعة تحت عنوان: “شهر الفرنكوفونية بالمؤنث” الذي ينظم بالتعاون بين وزارة الثقافة والوكالة الجامعية الفرنكوفونية وكافة السفارات.
فوشيه
بداية النشيد الوطني اللبناني، ثم القى فوشيه كلمة اعتبر فيها ان “لبنان هو البلد الوحيد الذي يتم فيه الإحتفاء بالفرنكوفونية خلال شهر بأكمله. ففي لبنان، الفرنسية ليست لغة أجنبية بل لغة لبنانية، لغة تساهم في تنوعه الثقافي”.
وقال: “تحتل اللغة الفرنسية المرتبة الثانية، بعد العربية، على قائمة اللغات التي يتم تدريسها في المدارس، ذلك أن أكثر من 50% من التلاميذ مسجلون في مناهج فرنكوفونية وتصل هذه النسبة إلى حوالى 60% في القطاع الرسمي والأمر نفسه ينطبق على الجامعة اللبنانية، التي تستقبل نصف تلاميذ لبنان، والتي تحل اللغة الفرنسية فيها في المرتبة الثانية كلغة تدريس بعد اللغة العربية”.
ورأى ان “لبنان يعتبر قطبا لنشر اللغة الفرنسية في المشرق، ولا شك في أن هذا الأمر ساهم في قرار المنظمة الدولية للفرنكوفونية المتعلق بافتتاح مكتب إقليمي لها في لبنان”. واضاف: “لدينا في لبنان أكبر شبكة من المدارس الفرنسية في العالم بالإضافة إلى برنامج مميز جدا لدعم وسائل الإعلام الفرنكوفونية. وقد وضعنا برنامجا ثقافيا فرنكوفونيا يمتد على كافة أشهر السنة ويشمل لبنان بأسره وهو مجانيّ في قسم كبير منه. يتميز هذا البرنامج بحدثين أساسيين هما معرض الكتاب الفرنكوفوني في بيروت، وهو ثالث المعارض الفرنكوفونية في العالم، وشهر الفرنكوفونية.
واعتبر فوشيه “ان مستقبل اللغة الفرنسية في لبنان لا يتوقف على فرنسا بل على لبنان. ذلك أن التنوع الثقافي واللغوي لا يمكن فرضه بقرار ولا يمكن بناؤه بتمويل خارجي فهو يقوم على أسس سياسية ومؤسساتية وقانونية”، وأعلن إن “الميثاق اللغوي الذي وقعه لبنان منذ بضع سنوات مع المنظمة الدولية للفرنكوفونية كان يتضمن عددا من الإلتزامات المهمة للغاية التي تم وضع بعضها موضع التنفيذ. نأمل أن يتم تجديد هذا الميثاق قريبا وأن يتضمن إلتزامات قوية ومحددة لكي نواكب تنفيذها دعما للفرنكوفونية اللبنانية”.
سفير ارمينيا
والقى سفير ارمينيا كلمة اعتبر فيها ان “ارمينيا تخصص فصلا للفرنكوفونية يتخلله نحو 500 احتفال ومناسبة في السنة. وتطرق الى النشاط الذي خصصته السفارة الأرمينية لهذه المناسبة تحت عنوان العيش معا، وهو الشعار الذي اختارته ارمينيا لشهر الفرنكوفونية، وهو ايضا شعار لبنان، فالشعب الأرمني الذي امثل والذي يعيش في اكثر من مئة بلد في العالم يعرف قيمة هذا الشعار، فالآرمن الذين يعيشون في اي بلد هم مواطنون مثاليون وهم فخر للبلد الذي يعيشون فيه ولأرمينيا”.
وقال: “سننظم امسية عن اول نائب لحاكم مصرف لبنان جوزف اوغورليان منذ تأسيسه عام 1964 والذي ساهم مساهمة كبيرة في انطلاقة القطاع المصرفي اللبناني والأمسية ستقام عند الثامنة من مساء 29 آذار في سنتر ديمرجيان الضبية”.
سفير رومانيا
اما السفير مارسيا فأعلن ان “الحفاظ على الفرنكوفونية يتطلب العمل اولا مع الأجيال الناشئة لتعليمهم اللغة وقيمها. ومن هنا فان نشاطاتنا ستكون مع مدرستي الليسية العاملية راس النبع وليسيه مونتاني في بيت شباب، وسنشرح للطلاب لما رومانيا هي بلد فرنكوفوني، وسنعرض لهم التاريخ والثقافة والتقاليد الرومانية والواقع الحالي. والطلاب سيطلعون على العلاقات بين فرنسا ورومانيا وسينظم الطلاب معرضا عن التاريخ الثقافي لفرنسا ولرومانيا وللبنان”.
سفيرة كندا
واعلنت السفيرة لامورو ان هذا “الشهر هو مناسبة للاحتفاء باللغة الفرنسية بكل غناها ومن ضمنها الفرنكوفونية الكندية التي تعكس التنوع الثقافي لبلدنا ولتاريخه ايضا، كما الإحتفاء بالقيم الفرنكوفونية من الديموقراطية والحكم الشامل والتضامن واحترام حقوق الإنسان، وانطلاقا من هذه الروحية سننضم الى جمعية السبيل اللبنانية من اجل الإحتفاء بارث وانجازات خمس سيدات فرنكوفونيات كبيرات”.
وقالت: “لقد قمنا من خلال شراكتنا مع السبيل بانجاز ملصقات كبيرة مع مجموعة من الطلاب وهي تصف تلك السيدات وهن: رائدة حركة تحرير المرأة المصرية درية شفيق، المحامية والناشطة اللبنانية لور مغيزل، الكاتبة الفرنسية سيمون دو بوفوار، الصحافية الكندية جوديث جاسمن ورائدة الحركة النسائية الكندية كورين غالان وستوضع الملصقات على طريق الشام، ساحة ساسين، الحمرا قرب الإتوال، البربير والمصيطبة”.
سابوران
والقى المدير الإقليمي للوكالة الجامعية الفرنكوفونية سابوران كلمة اعتبر فيها ان الإحتفال بالفرنكوفونية في هذا البلد الذي انتخب نائبا لرئيس القمة الفرنكوفونية العالمية حتى انعقاد القمة المقبلة عام 2020 هو أكثر من عادة، وهو دليل قاطع على التزامنا العميق بالمدافعة عن قيم وثقافات عالمنا الفرنكوفوني من حرية وتنوع وحداثة وديناميكية”.
واعلن ان “الوكالة الجامعية للفرنكوفونية تسعى من خلال هذا الشهر إلى تسليط الضوء على أبعاد ثلاثة هي ذات رمزية كبرى في عالمنا الفرنكوفوني، وهي التضامن، والتعددية والتنوع وتطرق الى أهم الأنشطة التي ستنظم وهي:
– طاولة مستديرة في 5 آذار في بيت بيروت، السوديكو، بعنوان “الهجرة في لبنان والشرق الأوسط، من الاستيطان إلى العودة”. ستجمع الطاولة مؤتمرين وخبراء من فرنسا والأردن ولبنان لمناقشة هذا الموضوع الحساس عن حركات الهجرة في السياق الإقليمي.
– طاولة مستديرة ثانية، تقام في 9 آذار، في طرابلس بالتعاون مع الجامعة اللبنانية بعنوان: “وجهات نظر متعددة التخصصات حول العالم الفرنكوفوني في العصر الرقمي: الرهانات، والتحديات والابتكار” والتي سوف تتطرق إلى مساهمة كل من التخصصات الجامعية في التغييرات التي فرضتها الثورة الرقمية.
– البطولة الدولية للمناظرة التي تنظمها جامعة القديس يوسف. وهي مناظرة بين طلاب حضروا من أكثر من عشرة بلدان من العالم الفرنكوفوني. ستجري المباراة النهائية بتاريخ 15 آذار والجديد هذه السنة، أن المناظرة ستكون باللغتين الفرنسية والعربية.
-ندوة دولية حول ” جماعات دولة لبنان، 1920 – 2020″، بمناسبة الذكرى المئوية لدولة لبنان الكبير، تنظمها جامعة الروح القدس في الكسليك في 21 و 22 آذار.
-أخيرا وليس آخرا، جائزة “كلمة الفرنكوفونية الذهبية ” التي ترمي إلى تعزيز استخدام اللغة الفرنسية في قطاع الأعمال والتي ستنظم بالتعاون مع جمعية “العمل على تعزيز اللغة الفرنسية في الأعمال” ومعهد باسل فليحان المالي والاقتصادي. ستجري المباراة النهائية في 28 آذار في جامعة القديس يوسف”.
سويسرا
اما القائمة بالأعمال السويسرية اليزابيت غيلغن فأعلنت ان “عازف الغيتار السويسري مارك ايمون سيقدم اغاني تراثية من الروماندي اي المنطقة الفرنسية في سويسرا وهو يجول العالم ويقدمها خصيصا لطلاب المدارس وهو سيقدم ثلاث حفلات في لبنان خصيصا للطلاب الفرنكوفونيين وسيقدم حفلتين في الليسيه الفرنسية الكبرى في 4 آذار وحفلة في دير القمر”.
بلجيكا
اما السكرتير الأول في السفارة البلجيكية جيروم دوبوا فاعلن ان “بلجيكا تشارك في الشهر الفرنكوفوني من خلال زيارة لمتحف الشوكولا شوكو ستوري في الحمرا وهو اول متحف في لبنان والشرق الأوسط يوم الخميس 7 آذار من السادسة حتى الثامنة”.
المكسيك
واعلن القائم بالأعمال المكسيكي هيكتور الكانتارا ان المكسيك انضم الى المنظمة الفرنكوفونية عام 2014 واعلن ان العلاقة بين المسكيك وفرنسا والفرنكوفونية علاقة وثيقة فنحن نتقاسم نفس القيم ولقد نلنا استقلالنا بفضل قيم الحرية والعدالة والمساوة”.
وقال: “ان الفرنسية هي اللغة الثانية الأكثر تعلما في بلده، واعلن ان المكسيك ستشارك في هذه المناسبة من خلال دعوة كاتب من اصل فرنسي يعيش منذ عقود في المكسيك وهو فيليب اوليه لابرون وستستضيفه جامعة الكسليك في 27 آذاروسيكون له لقاء مع الصحافة من اجل تسليط الضوء على اهمية الفرنسية في البلدان اميركا اللاتينية”.
داوود
وختاما، القى داود كلمة جاء فيها: “يسعدني بداية، أن أرحب بكم في هذا الصرح الثقافي العريق، حيث نجتمع اليوم لإطلاق برنامج شهر الفرنكوفونية لعام 2019، الذي تتزامن نسخته التاسعة مع بداية ولايتي كوزير للثقافة في لبنان. إن فعاليات شهر الفرنكوفونية، التي تنظم بالتعاون مع الوكالة الجامعية للفرنكوفونية (AUF) وكافة سفارات الدول الفرنكوفونية، أضحت موعدا مميزا للحياة الثقافية في لبنان. فالفرنكوفونية ثقافة، يسعى لبنان دائما الى التعبير عن وفائه لها، على الرغم من الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة والعالم. ونحن كلبنانيين، لا زلنا نتمسك بمجابهة القوى الظلامية، لنظهر للعالم أجمع صورة لبنان – العيش المشترك، الذي طالما صبونا إليه، وأنا أعتزم، اسوة بالوزراء الذين تعاقبوا على هذه الوزارة، الحفاظ على هذا الالتزام والتعاون الفرنكوفوني، بل واتطلع الى توثيق هذه العلاقة”.
اضاف: “لا بد لي من أن أحيي سلفي الوزير الدكتور غطاس الخوري، الذي ساهم في اتخاذ المنظمة الفرنكوفونية، قرارها القاضي باعتماد بيروت مقرا لمكتبها الإقليمي في الشرق الأوسط. كما ويسعدني أن أحيي كافة الشركاء والجهات الداعمة لهم، على جهودهم المبذولة من أجل تنظيم برنامج نشاطات، يتميز بالغنى والتنوع، ويضم معارض ومؤتمرات وحفلات موسيقية وعروض وغيرها. وكما في كل عام، ستكون انطلاقة الشهر الفرنكوفوني في لبنان لهذا العام، في الأول من آذار، من خلال حفل موسيقي، يقدمه المعهد الوطني العالي للموسيقى، ويختتم في السادس من نيسان ب”ليلة المتاحف”، هذا النشاط الذي أصبح تقليدا سنويا يضفي سحرا خاصا على احتفالات الشهر الفرنكوفوني، وباتت تتسع رقعته عاما بعد عام ليشمل كافة المناطق اللبنانية. ويميز نسخة هذا العام من الشهر الفرنكوفوني، تنظيم نشاط ثقافي جديد بتاريخ 21 آذار، هو كناية عن لقاء مع وجوه أدبية لبنانية فرنكوفونية، يعقد في إطار “لقاء الخميس الأدبي”، الذي يقام أسبوعيا في حرم المكتبة الوطنية”.
وختم: “أتمنى على اللبنانيين كافة المشاركة بكثافة في مختلف أنشطة هذا الشهر، تأكيدا على علاقة لبنان الوطيدة بالعائلة الفرنكوفونية، وعلى التزامه التام بقيم التضامن والديمقراطية والتسامح واحترام الآخر والعيش المشترك التي ترسيها”.
وطنية