اختتمت الجمعية العمومية الحادية عشرة لمجلس كنائس الشرق الأوسط المنعقدة في عمان، أعمالها، وأصدرت بياناً جاء فيه: “يأتي انعقاد الجمعية العامة في وقت تشهد المنطقة تحولات ديموغرافية خطيرة ومصيرية تجلت في تصاعد موجات الصراع والعنف والتطرف والظلامية والإرهاب والتطهير العرقي والديني والتهجير بطرق إلغائية ودموية، مما يهدد كيان الدول وسلامة المجتمعات ونسيجها البشري المتنوع وحياة أبنائها. وكالعادة، يدفع المدنيون الأبرياء، من مسيحيين وغير مسيحيين، ثمن هذه الصراعات من أرواحهم وممتلكاتهم وأمنهم واستقرارهم، وخصوصاً في السنوات الأخيرة في سوريا والعراق ولبنان، مع استمرار معاناة الشعب الفلسطيني منذ عقود بحرمانه أبسط حقوقه، وفشل تحقيق المقررات الدولية في قيام الدولة الفلسطينية بكل مقوماتها.
وتنظر الجمعية العمومية بتقدير وتفاؤل إلى المبادرات الريادية العديدة الصادرة عن مؤسسات ومرجعيات إسلامية في المنطقة، والتي ركزت على رفض التطرف والعنف، وأكدت احترام التنوع والاختلاف، وأقرت بدور المكون المسيحي الأساسي وأصالته في الحضارة العربية والمنطقة بأسرها، وطالبت بالمحافظة عليه.
وعبرت الجمعية العمومية عن رفضها كل أشكال التطرف والإرهاب والإقصاء والتكفير، ونددت بشدة بمذابح الإبادة التي ارتكبتها الأمبراطورية العثمانية التركية عام 1915 في حق الأرمن والسريان والكلدان والآشوريين والروم ومسيحيي جبل لبنان، واقتلاعهم من جذورهم في أرض الآباء والأجداد، وتهجيرهم. كما أكدت الجمعية السعي الدائم إلى بناء شبكة أمان من خلال العمل على توفير مقومات صمود المسيحيين، ووقف نزف هجرتهم من منطقة الشرق الأوسط، وإعادة من تهجر منهم إلى منازلهم. واقترحت تكليف اللجنة التنفيذية الجديدة تشكيل وفد لزيارة مرجعيات دينية مسيحية وإسلامية وعواصم القرار من أجل شرح وضع مسيحيي الشرق، ومحاولة إيجاد حلول مستدامة.
وطالبت الجمعية العمومية أصحاب القرار محليا وإقليميا ودوليا بالتدخل لوقف الحرب، والامتناع عن إمداد المجموعات الإرهابية بالسلاح، وتأمين حل سلمي للأزمة في سوريا يضمن وحدة البلاد والعيش المشترك الآمن والحر بين مختلف مكوناتها الحضارية والدينية ضمن دولة مدنية، وتأمين الدعم المطلوب لعودة النازحين والمهجرين إلى بيوتهم آمنين، وخصوصا مسيحيي الموصل وسهل نينوى في العراق، وهم أصحاب الأرض وسكانها الأصليون، وانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية بأقصى سرعة، ليعود إلى المؤسسات الدستورية انتظامها، لما فيه استقرار هذا البلد – الرسالة وازدهاره، وشجب أعمال الإبادة والتطهير العرقي والديني والاقتلاع من الجذور التي تعرض ولا يزال يتعرض لها المسيحيون مع سواهم من المكونات في الشرق.
وتحمل الدول العربية والأسرة الدولية مسؤولياتها في مساعدة النازحين واللاجئين وتقديم الدعم المطلوب لهم داخل أوطانهم وفي الدول المضيفة، وتأكيد دعم قضية الشعب الفلسطيني العادلة، وحقه في إقامة دولته، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم.
وقدرت الجمعية العمومية دور المملكة الأردنية الهاشمية وجهودها التاريخية في الوصاية الهاشمية على المقدسات المسيحية والإسلامية في الأراضي المقدسة، وبخاصة في القدس، بحيث أن كنيسة القيامة هي للمسيحيين كما أن الحرم الشريف والأقصى للمسلمين، لما لهذا الموضوع من أهمية كبرى في إرساء قواعد حوار الحياة في تلك الأرض المباركة”.
النهار
الرئيسية | أخبار الكنيسة | وفد كنائس الشرق الأوسط يزور مرجعيات وعواصم لشرح وضع مسيحيي المنطقة ومحاولة إيجاد حلول
الوسوم :وفد كنائس الشرق الأوسط يزور مرجعيات وعواصم لشرح وضع مسيحيي المنطقة ومحاولة إيجاد حلول