يا يسوع أي زمن نحن موعودون به؟ دخلنا معك في زمن الصوم وأنت لاجلنا جعلت من الحياة حياة ومن البشر ناساً، وانظر ما يفعل بشر بالانسان الذي خلقته على صورتك ومثالك.
نحفر الصليب رماداً على جباهنا لنعلن اننا مهما فعلنا وتجبّرنا وكابرنا وظلمنا، نحن تراب واليه نعود وهناك قمة المساواة بين البشر ووحدها الروح تبقى، رسالة في الايمان والتواضع لا تقارب.
لكن يا سيدي والهي ورفيق الحب ويا كل الحب، أترى ما يفعله الانسان بالنعمة التي أوجدتها؟ أتعرف؟ أتصلك أخبارنا البشعة المدوية وحشية وهولاً؟ وصلنا اليك منهكين في زمن الصوم الحنون المشبع بالايمان، هل يقدر زمن مماثل أن يمحو بعضاً من آثام لا تعد، لا توصف، لا تنتهي؟
بانسانية مرهقة تنوء تحت الصليب، رفعت يا سيّد الصليب الانسانية نحو السماء، نبدأ معك طريق الجلجلة، أربعون يوماً تنتهي لتبدأ حكاية الانسانية، لنرتفع معك الى القيامة والرجاء.
ولكن ونحن على الدرب تهنا، أضعنا الكثير من حالنا، أحيانا كلها، تشلّعنا، صرنا فتاتا على مفارق الوحشية واللانسانية، وأنت تجمعنا، تعيد لملمة الاشلاء فينا، تتناسى الخطايا تنده علينا “صوموا وصلوا كي لا تدخلوا في التجربة” ونحن نفعل، أدمنّا التجارب يا يسوع وصرنا الآن في الاقسى، حيث الانسان يُذبح وتهرق دماؤه في البحار التي مشيت فوقها ومشحت الحياة بالاعجوبة.
يا يسوع أهرب الى ضيعتي، أركن الى حائط كنيستي الصغيرة، أشعر بالامان لاني أجدك هناك من دون ضوضاء، وهناك لا أخاف لاني أعرف أنه مهما عصف بنا الشر أنت محمية الحب، فأعود وأبتسم وأدخل مرفوعة الانسانية في زمن الصوم، زمن الحنان…
موقع القوات اللبنانية