في ظلّ موجة التعصّب الإسلامي في ماليزيا وبعدَ تشديد المسلمين على كلّ من هم ليسوا مسلمين ألّا يستخدموا كلمة الله، يقف الأب لورانس أندرو اليسوعي البالغ من العمر ٦٨ عامًا ويدعو إلى الحوار والتفاهم.
وهو يُطالب المسيحيّين المؤمنين بعدم الإصغاء إلى الضجّة والأصوات الكثيرة التي تتردّد في الشوارع لاضطهادهم بل يدعوهم إلى التعرّف على أنفسهم أكثر وعلى أهدافهم في هذه الحياة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ ماليزيا هو بلد التعدّد الديني ويُشكّل المسلمون فيه نسبة ٦٠٪ أمّا المسيحيّون فهم ٩٪ من مجموع الشعب.
ولكنّ صرخة المسيحيّين تُعبّر عن شكواهم من الضغط الذي يُشكّله المسلمون المتشدّدون عليهم إذ إنّ الكتب المقدّسة لطالما استخدمت في اللغة الماليزيّة كلمة “الله” وهم يتساءلون عن معنى هذا التشدّد الآن.
ويرى بعضهم أنّ هذا الأمر هو نوع من أنواع القمع فالمسيحيّون أحرار ويحقّ لهم ممارسة دينهم بحريّة.
كما أنّ ماليزيا هو بلد يحترم الحريّة الدينيّة فأين الحريّة الدينيّة في منع غير المسلمين من استخدام كلمة الله؟
ولكنّه وعلى رغم من أنّ الحكومة أمرت صحيفة هارلد الكاثوليكيّة من عدم كتابة “الله” فهي لا تزال تستخدم في صفحاتها كلمة الله الأمر الذي يُثير غضب الكثير من المسلمين المتطرّفين.
إذ قام المتشدّدون بإحراق دمية تُمثّلُ الأب لورانس أندرو اليسوعي فاستُدعي للتحقيق معه بتهمة أنّه مثير للفتن وهو الذي عُرف بعلاقاته مع الديانات الأخرى.
وكان الأب لورانس قد صرّح من قبل أنّه لن يكفّ عن استخدام كلمة “الله” في القداديس والعظات تعليقًا إذ قال “لا أريد أن أتكلّم بالسوء عن أحد. كلّ ما يحدث هو شيء من الضياع ويجب أن يتمّ توضيح كلّ شيء”. ويرى الأب أندرو أنّ المسيحيّين والمسلمين كانوا بمثابة أصدقاء في ماليزيا إلّا أنّه ومنذ السبعينيّات بات الشرخ في ما بينهم يظهر.
وقد قام المسيحيّون بمطالبة رئيس الوزراء بالدعوة إلى التروّي والهدوء.
كما نذكّر بأنّ المسلمين المتطرّفين قاموا في ولاية سيلانغور يوم ٢ كانون الثاني ٢٠١٤ بحجز ٣٠٠ كتاب مقدّس لأنّه يحتوي على كلمة “الله”.
زينيت