نعيش اليوم في عالم كثرت فيه وسائل الراحة الجسدية، ومع ذلك نسبة الإنتحار والشواذ والقتل وإلخ. تكثر يوم بعد يوم، لأن تلك الوسائل لم تخلق راحة نفسية أو روحية…
نعيش اليوم في عالم كثرت فيه سائل التواصل الإجتماعية، ومع ذلك كلّه نسبة الشعور بالوحدة، إنها نسبة عالية، وكأن الإنسان لم ترويه تلك الوسائل…
منذ بدء التاريخ، والإنسان هو “شحاد حبّ”، يبحث عن شخص يحبه، يحبه مثل ما هو. لذلك نقرأ في سفر التكوين “وقال الله لا يجب أن نترك الإنسان وحيداً، بل يجب أن نخلق له عون”(2\18). نعم، المشاعر هي أكبر نعمة خلقها الله في الإنسان، واليوم تحوّلت، من كثرة جروحات الحب في حياة الإنسان، إلى لعنة ونقمة.
أمام هذا الوجع الكبير الذي يعيشه اليوم الإنسان، الفراغ الروحي، العاطفي والنفسي، وكثرة الجروحات النفسية والعاطفية، بدأ الإنسان بالبحثث عن “مخدّر” معيّن. فقدّم له العالم والشرّير أنواع عديدة من “المورفين”: الجنس، المخدرات، المثلية الجنسية، الشواذ الجنسي، القمار، السكر و إلخ. فأصبح إنسان اليوم مدمناً عليها، بشكل قوي جداً. ومشكلة هذه “الآلهة المزيفة” انها لا تخلق سوى راحة جسدية ونفسية مؤقتة، تنتهي بعد لحظات، فتختفي الراحة ويبقى الألم يكبر يوم بعد يوم، أي تختفي “اللّذة” ويبقى “الألم”، فيزيد الإنسان من عشقه يوماً بعد يوم لهذه “الآلهة المزيفة”، على رجاء أن تطول “لذّة الراحة” فتكون النتيجة بعد فترة “الموت، الإنتحار، إنقسام البيت، الطلاق، الموت، فقدان القيمة للذات وإلخ”.
غريب الإنسان، لا يريد أن يتألمّ، ويعتقد بأن هذه “الآلهة المزيفة” هي الدواء، فتبقى فقط “مورفين” يومي.
فيعيش الإنسان مع ألمه ويحوّله إلى “سجن” يعيش في داخله وكأن لا معنى لحياته خارجه، ويريد من كل الناس أن تدخل إلى هذا “السجن” وإلا لا تحبه.
إنسان اليوم بحاجة إلى “دواء” جديد وليس”مورفين” جديد. إنسان اليوم، بحاجة إلى “إله حقيقي” يستأصل الألم من وكره بدل أن يخدّره، وهذا “الإله الحقيقي” هو “يسوع القائم من الموت”. عالم اليوم بحاجة إلى “هذا الإله” الذي هو كتلة من الحب، لماذا؟
– يسوع القائم من الموت، يجعله يشعر بأن له قيمة كبيرة بنظره، وبأنه إنسان محبوب مع كل خطاياه وشواذاته، لأن قيمته ليست بالخطيئة بل صورة الله التي فيه مع كل تشوهاتها.
– يسوع القائم من الموت، يعطيه معنى جديد للحياة، ورجاء جديد يدفعه “للخروج من حبس الألم والجرح” ليجد معنى رائع وهدف أجمل خارج هذا “السجن”.
– مع يسوع القائم من الموت، يعيش الإنسان آلام القيامة، التي هي آلام تشفي وتحرر من “آلام الجروحات والإدمانات”، لأن دائماً “آلام الجلجة” مع يسوع تنتهي بقبر فارغ، وجحيم فارغ، وقيود مكسرة؛ أما مع “الآلهة المزيفة” فهي ليست سوى دوامة آلام لا تنتهي إلا بموت وقبر وجحيم وقيود.
ولكن مشكلة “إنسان اليوم” عندما تقول له لديّ دواء جديد لك، ولكن في البداية هناك “ألم جلجلة” لا بدّ من عيشه، فيكون جوابه لا أريد أن أتألم بعد، لا أريد آلام أخرى، وكأنه أصلاً لا يـتألم؟!
غريب “إنسان اليوم” ليس لديه المشكلة أن يعيش في دوامة ألم أصبحت “خبزه اليومي” ومرات وسيلة له ليربح شفقة العالم، من أن يعيش آلام جديدة تنتهي بقيامة. ليس هناك أغرب من هذه الغرابة.
هنا لا بدّ لنا من شهود، عاشوا تلك الآلام في ماضيهم وقد تحرروا بها من خلال “آلام القيامة”، فيعكسون لإنسان اليوم حقيقة شفائهم، لأنهم الوحيدين الذي يملكون “تلك اللّغة” التي تخاطب “قلب إنسان اليوم”. فتحثّه على السير مع الرب يسوع.
وكم نحن بحاجة إلى “شهود قيامة حقيقيين في عالمنا اليوم”.
Zenit