الى الان والناس يعتقدون أن حلّ معضلاتهم ومشاكلهم العويصة، هي في النظر يمينا ويسارا او في لجوئهم الى بدعٍ وخرافات لايجاد طريق خلاص وتحرّر من شبكة الاسئلة والقلق المضني… إنهم معدومي الحسّ والنظر والتبصّر الداخلي العميق الذي في كيانهم..
سأل بيلاطس يسوع في أثناء محاكمته: ما هو الحقّ؟ .. بيلاطس مسكين لانه نائمٌ في حيّز ودائرة احكامه القانونيّة وكرسيه فقط ..! غير واعٍ ويقظٍ للروح الداخليّة. سأل يسوع عن الحق والحقيقة… أعتقد ان بيلاطس هنا جادٌّ جدا في طرحه السؤال لا يستهزئ بيسوع لانه سبق وطرحه في جلسةٍ شاعرية رومانسية مع زوجته محتاراً عن الحقيقة وكيف نعرفها…!
الحقّ ، الحقيقة هي امامنا، في هذا الواقف قدّامي ، في هذا الآخر المختلف.. الحقيقة هي انا وانت فقط نعرفها عندما نكون واحدا في الحب، الحق هو الوحدة والتوحّد في ذواتنا، لاكتشاف سر الله الواحد، سر الحقيقة الواحدة: الله. الحقيقة ليست كتبا ونظريات وافكار ووو … الحقيقة فينا كالبذرة تنمو معنا وتنكشفُ كلّما إقتربنا من سر الحق الاعظم الذي لا ينتهي.
عدي توما / زينيت