“أتاحت السنة المقدسة للرحمة “لكلّ المسيحيين فرصة استنشاق نفس عميق” هذا ما أكّده المونسنيور رينو فيزيكيلا بعد يومين على اختتام السنة المقدسة في 22 تشرين الثاني 2016. سلّط الضوء رئيس المجلس الحبري لتعزيز التبشير الجديد على لفتة البابا بمنح السلطة لكلّ الكهنة بحلّ خطيئة الإجهاض. وأشار فيزيكيلاّ إلى أنّ الكنيسة قد ظهرت مرارًا كثيرة أشبه بزوجة أب من أمّ. لقد ظهرت وبيدها القانون عوض الإنجيل”. لهذا أتى اليوبيل “كنسمة ربيعية” وسمح للمسيحيين باستنشاق هواء أعمق”.
وفسّر فيزيكيلاّ: “يشدد البابا كثيرًا على الطابع الاجتماعي الذي تميّزت به الرحمة. يوجد نقاط جد مهمة يقدّم فيها البابا أمثلة حول كيفية تفسير أعمال الرحمة الجسدية والروحية. يفسّر ما يعني اليوم أن نكسي العريان ويفسّر بأنّ العري هو نتيجة نقص الكرامة”.
تحدّث المونسنيور فيزيكيلاّ عن “اليوم العالمي للفقراء” الذي عيّنه البابا بُعيد يوبيل الرحمة في الرسالة الرسولية التي أصدرها منذ أيام قليلة وقال: “اليوم نعتقد بأنّ الفقراء هم أولئك الموجودين في الشارع. إنما مبدأ الفقراء في الكتاب المقدس وفي تاريخنا هو مختلف. إنّ الفقراء هم بكلمة، تلك الضواحي التي يتحدّث عنها البابا”. يهدف اليوم العالمي إذًا إلى “تذكير الكنيسة بأنه علينا أن نسمّر عيوننا على الفقراء أقلّه يومًا واحدًا في السنة”.
هذا وذكّر المونسنيور فيزيكيلاّ بأيام الجمعة للرحمة حيث كان البابا يقوم بلفتة يوبيلية مرة في الشهر وقال: “كان البابا يذهب للبحث عن الأشخاص الذين يمثّلون اليوم الفقراء الجدد. إنّ ودّه وقربه من الجميع من دون أي تمييز هو واحد من العلامات اليوبيلية التي أحملها معي”. وأما مع الرسالة الرسولية التي أصدرها البابا فرنسيس “رسالة “رحمة وبؤس” فيزوّدنا بالكثير من الاقتراحات حول حياة رعوية حتى تكون أكثر نشاطًا وموجّهة نحو نور الرحمة”. من هنا، إنّ “الرسالة الرسولية هي التزام ملموس للكنيسة وكل المسيحيين حتى يشمّروا عن سواعدهم ليتحمّلوا مسؤولية حياة أكثر إنجيلية”.
فرح عودة الإبن إلى الوطن
تحدّث المونسنيور فيزيكيلاّ مطوّلاً عن منح البابا السلطة للكهنة بحلّ خطيئة الإجهاض وقال: “إنّ هذا يؤثّر كثيرًا بالرأي العام لأننا هنا نلمس بإصبعنا ما معنى فداحة الخطيئة من خلال قتل حياة بشرية. وهنا البابا يذكّر من جديد بأنه يوجد خطيئة مميتة. إنما وبالرغم من كل ذلك يجب أن لا تكون الخطيئة لو مهما كانت خطيرة ومميتة حاجزًا أمام مصالحتنا مع الله”.
لهذا، “إنّ البابا يتابع بشكل متواصل تعليم أسلافه وفي التقليد الكامل لعقيدة الكنيسة”. ويؤكّد: “إنّ الإنسان الذي يودّ أن يعترف بخطيئة الإجهاض وينوي الذهاب لمقابلة كاهن يأتي من مسيرة طويلة حملته إلى الاعتراف بالشرّ الذي اقترفه وبالأكثر إلى التعبير عن العذاب الذي تحمله. وكأنّ البابا يريد أن يعيد فرح ملاقاة شخص اقترف خطأً ما، عودة الإبن الضال، من خلال عناق الله له.
وحدّد فيزيكيلاّ: “لا تنسوا أبدًا بأنّه ليس النساء من يقترفن هذه الخطيئة فحسب بل الأطباء والأقارب والممرضات وكلّ من ينصح بذلك فهم كلهم مشاركين في هذه الخطيئة إنما تلفّهم رحمة الله إن عادوا إليه نادمين وبالأخص إن كانوا قادرين على الاعتراف بالشرّ الناتج عن عملهم هذا”.
زينيت