غادر بيروت أمس بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر على رأس وفد كنسي، في زيارة سلامية لرومانيا. وكان في استقباله في مطار بوخارست – وفق بيان للبطريركية – المطران نيفن ممثلاً البطريرك الروماني دانيال.
واستهلت الزيارة بصلاة الشكر التي أقيمت في كنيسة القديسين قسطنطين وهيلانة في المقر البطريركي في بوخارست وهي الكنيسة المرتبطة تاريخياً بكنيسة أنطاكية فقد دشنها البطريرك الأنطاكي مكاريوس الثالث أواسط القرن السابع عشر. ورحب البطريرك دانيال بالبطريرك مؤكداً عمق العلاقة بين الكنيستين الانطاكية والرومانية.
ورد يوحنا بكلمة نوه فيها بخصائص كل من الكنيستين، وتناول العلاقة التاريخية بينهما. ثم تناول الوضع في سوريا، وقال: “آتيكم اليوم وفي القلب غصة لما يحدث في ربوع كنيسة أنطاكية. إلا أن غصة الألم عندنا نكويها بوهج رجائنا بالرب، وأمواج الظلمة الحاضرة نكتسحها بمرساة العزيمة وعتاقة الإيمان المختمر في نفوس مؤمنينا. منذ أكثر من ثلاث سنين وسوريا تدفع من دماء أبنائها ثمن الكرامة والسيادة. هي لا تدعي أنها الدولة المثالية. وأنى لأحد في هذه الدنيا أن يدعي مثالية الدولة في أي مكان. وقد أكدنا ونؤكد أن الحل فيها بالحوار السياسي والسلمي. يكفينا شعارات معسولة، وليكن شعار كل الأفرقاء الآن عودة الأمان إلى كل شبر في سوريا. وهذا ليس بالمستحيل فنحن نذكر دوماً كيف كانت ربوع هذا البلد مرتعاً للسلام قبل ٢٠١١. نحن لا نود أن نرى في ديارنا مرتعاً لإرهاب متنقل لا يعرف حدود الدول. نحن لم نعهد فيها ولا في أي بقعة من الشرق تكفيراً وخطفاً وتهجيراً للمسيحيين ولغيرهم. لم يكن مطرانا حلب يوحنا وبولس المخطوفان منذ أكثر من سنة ونصف سنة وكهنتها إلا سفراء سلام في هذا العالم ومؤتمراته، فأين العالم ومؤتمراته ومحافله الدولية مما يجري في قضيتهم من تعتيم؟ أين العالم مما يجري في كل الشرق الأوسط من ويلات ليس أولها الأزمة في سوريا ولا آخرها تدمير العراق والعبث باستقرار لبنان؟”.
وتحدث عن الوضع في لبنان، فقال: “نحن نتألم أيضاً مما جرى ويجري في لبنان من تعطيل لمؤسساته الدستورية ورهن تلك الأخيرة بتوازنات الخارج، في حين أن ارتهانها الأول والتزامها الأول يجب أن يكونا خدمة المواطن”.
النهار