أقام خريجو جامعة البلمند في دبي عشاء مساء السبت على شرف بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر. وحضر وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع الاماراتي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان. وألقيت كلمات لجامعة البلمند وللخريجين ولوزير الثقافة الاماراتي ثم كانت كلمة للبطريرك يوحنا كلمة قال: “نحن في الإمارات و”أَمارات” الفرح تسكن قلوبنا. نحن في بلدٍ كريم مضيافٍ احتضن تحت جناحه الجميع، وجمع في مواطنيته كرم الضيافة العربية وانفتاح المدنيّة المنشود. الشكر أولاً لله القدير الذي جمعنا. والشكر أيضاً لسمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي العهد، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب الرئيس ورئيس مجلس الوزراء. وأما ذكرى الأب المؤسس الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، فيحفظها التاريخ وتذكرها القلوب عرفاناً وتقديراً”. وأثنى على دور وزير الثقافة لتنال جامعة البلمند الاعتراف الرسمي بشهاداتها في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأضاف: “نحن نؤمن بمتابعة مسيرة الحوار مع الجميع على أساس الاحترام المتبادل والمساواة وقبول الآخر. نحن كنيسة متجذرةٌ في هذا المشرق تنبذ الانغلاق وكل أنواع التقوقع. نحن كنيسةٌ مشرقيةٌ أرثوذكسيةٌ عروبية الالتزام. نقول بالانفتاح والاشتراك مع إخوتنا في المواطنة بكل الهواجس التي تهم أوطاننا لأن ما يجمعنا كثير. ولا بد هنا من التأكيد أن لإخوتنا المسلمين، شركائنا في المواطنة موقفاً خاصاً في قلبنا وفي فكرنا. فعلاقتنا بهم تتخطى مجرد التعايش المسالم. معهم نبني مستقبل أولادنا المشترك، ومعهم نجبه الأخطار المحدقة بنا.
هذه الجامعة هي ابنة الكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية، بنوتها لها تعني أنها من رحم تاريخها تأتي وبمجذاف تعليمها تمخر عباب الماضي مستشرفةً وجه المستقبل. وبنوتها لها لا تعني تقوقعاً في الماضي ولا ذوباناً في الحداثة والعولمة. جامعة البلمند، الناشئة في الحضن الكنسي الأنطاكي الدافئ، هي بعضٌ من رسالة أنطاكيا المُحبّةِ للمشرق ولإنسانه وللعالم أجمع. جامعة البلمند تسعى إلى أن تكون كقبّة دير البلمند مصقولةً مثمنة الأوجه تنشر وإلى ثماني جهات الأرض نور انفتاحٍ وشمس تلاقٍ. هذه الجامعة مدعوةٌ إلى أن تكون كثلج لبنان، ناصعةً بإنجازات خريجيها، مزينةً النفوس بوميض علمها ونورها، تذوبُ لتبقى في تربة هذا المشرق خميرةَ انفتاحٍ نحو المستقبل وجذراً ينهل من عراقة الماضي”.
نعم، نحن، مسلمين ومسيحيين، بنينا معاً مداميك حضارةٍ مشرقية. لم يفرقنا دين، لا بل إن اللغة تجمعنا. وهذا بالفعل ما عكسته وتعكسه اللحظات التي أمضيناها في الإمارات”.
صلاتنا إلى الرب القدير أن يبارككم ويبارك عائلاتكم ويعطي أوطاننا كلها نور سلامه الحق، هو المبارك والممجد سرمداً”.
النهار