ترأس بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر اليازجي قداس “أحد آباء المجمع المسكوني الاول”، في كنيسة رقاد السيدة العذراء في دير سيدة البلمند، بمعاونة اسقف الامارات غريغوريوس الخوري، رئيس دير سيدة البلمند الارشمندريت يعقوب خليل، الارشمندريت يعقوب الخوري ولفيف من الكهنة والشمامسة، وخدمت القداس جوقة معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي، في حضور الوزير السابق رئيس جامعة البلمند الدكتور ايلي سالم ونائبه الدكتور ميشال نجار، رئيس “الحركة الاجتماعية اللبنانية” المهندس جون مفرج، رئيس بلدية اميون غسان كرم، رئيسة الصليب الاحمر في الكورة دورا حيدر، بالاضافة الى الاسرة البلمندية وشخصيات وحشد من المؤمنين.
والقى يوحنا العاشر عظة قال فيها: “يقام في هذا الاحد، الذي يصادف بعد احد الصعود الالهي وقبل عيد العنصرة المجيد، وفق ترتيب الاباء القديسين، تذكار آباء المجمع المسكوني الاول. ولهذا دلالات كثيرة، ومن المقاطع الانجيلية والرسائل واعمال الرسل والانجيل المقدس الذي سمعناه في هذا القداس الالهي نتعلم الكثير”.
أضاف: “اريد اليوم ان اقف وقفة تأمل معكم، عند كلام الرب يسوع حينما توجه الى الاب القدوس قائلا ايها الاب القدوس اسالك اولئك الذين اعطيتهم لي ان يكونوا واحدا كما نحن واحد. هذه كانت صلاة الرب يسوع الى الاب السماوي، بحيث كان مشتهى السيد في صلاته الى الاب السماوي ان نكون واحدا كما هو واحد. ومن جملة ما نستطيع ان نتامل به اليوم لهذا الترتيب الذي قام به اباؤنا القديسون، بان حددوا ان يقام في هذا الاحد تذكارا للاباء القديسين الذين اجتمعوا في المجمع المسكوني الاول في نيقية في اسيا الصغرى في تركيا حاليا، في العام 325 ميلادية، وكان عدد الاباء المشاركين 318 اسقفا اجتمعوا وتدارسوا وتعاطوا في العديد من القضايا الكنسية الايمانية الادارية، وكل ما يختص بحياة الكنيسة في ذاك العصر. تعاطوا مع تعليم آريوس انذاك الذي انكر الوهة السيد، حددوا وكتبوا دستور الايمان، حددوا ايضا عيد الفصح كيفية التعييد له وتدارسوا العديد من القضايا التي تخص الكنائس في تلك الفترة”.
وتابع: “تعزية لنا كبيرة في هذه الايام ان نرى الكنيسة الواحدة المتحدة مجتمعة، الاباء القديسون من كل انحاء المسكونة يتقاطرون، يجتمعون مع بعضهم البعض، لكي يعالجوا القضايا التي تهم الكنيسة وتهم شعبهم، ولكي يستمروا على الشهادة الواحدة الموحدة في رسالة الكنيسة التي ائتمنهم سيدهم عليها. ان يكونوا رسل حق، وشهادة سلام، وخلاص في العالم اجمع”.
وشدد على ان” تعزيتنا في هذه الايام ان نتذكر صلاة الرب يسوع، احفظهم باسمك ليكونوا واحدا. وبالتالي واجبنا نحن البشر ان نكون متنبهين دوما برحمة ربنا الا نجعل كان من كان، ان من ضعفنا او من الخارج، متفرقين. بحيث احيانا يوجد هناك من لا يريدونا ان نكون متحدين وعلى توافق وان نكون كنيسة واحدة يتمجد اسم الرب فيها. اذ هناك من يتبع القول العامي الشائع فرق تسد. لذلك علينا ان نتنبه على انفسنا من ضعفاتنا البشرية التي تشد كل منا الى انانيته، وان ينعزل على ذاته ونفسه، وينسى اخاه من ناحية. ومن ناحية اخرى ان نكون صفا واحدا، يدا واحدة، قلبا واحدا، فكرا واحدا، لكي نبقى تلك الجماعة المؤمنة الواحدة المتحدة نؤمن بكنيسة واحدة وباله واحد”.
وركز على انه “علينا ان نفكر دوما ونسعى لان نتعاطى مع بعضنا البعض، كي نستطيع ان نعرب عن هذه الوحدة الكنسية التي تربطنا بالرب يسوع وتجعلنا واحدا معه. ونعبر عن هذه الوحدة باشكالها المختلفة في حياتنا ومصيرنا، وكل ما يمس حياتنا نحن البشر، وكل ما يمس حياة الانسان على وجه البصيرة”.
وأكد ان “رسالتنا هذه رسالة الوحدة ورسالة السلام ورسالة الفرح، وهي ان اشعر ان فرح اخي هو فرحي، وان حزن اخي هو حزني وخاصة في هذه الايام. بحيث كيف لي ان اقف متفرجا وارى اخي يقتل ويموت ويهجر ويقتلع من ارضه وبلاده؟ كيف استطيع ان اقول اني اؤمن بكنيسة واحدة دون ان اشعر باخي وان يكون معي وانا معه”؟
ورأى ان “الآباء القديسين ارادوا ان يقام هذا التذكار في الكنيسة مجتمعة، حيث كان الاباء مع بعضهم البعض، وقد اجتمع كل من يتعاطى بشؤون الكنائس المحلية من الاسكندرية وانطاكيا والقدس وروما وتباحثوا بكل القضايا والمشاكل التي كانوا يتعرضون، لها ان كانت عقائدية او ادارية. وحاولوا ان يجدوا الحلول الصحيحة الايمانية والادارية لها، كي تكون الكنيسة صرخة سلام وصرخة سعادة للانسان الذي يطلب الفرح وينشد السلام في حياته”.
وختم بالقول: “اليوم نصرخ جميعا، ان كان على الصعيد المحلي او الاقليمي او العالمي، ونصلي مع الرب ونتذكر ما هو ملقى من واجب على كل واحد منا. ايها الاب القدوس نسألك ان تجعلنا واحدا كما أنت واحد”.
وطنية