20 نيسان 2015
حاسماً كحد السيف كان أمس كلام البطريرك الأرثوذكسي يوحنا العاشر من البلمند، في مرور سنتين على خطف مطراني حلب بولس يازجي ويوحنا ابرهيم: “لا احد يعرف اين هما، ولا احد يعرف من خطفهما، ولا تصلنا اي اخبار عنهما، وسط صمت دولي معيب، وكل ما يقال في هذا الشان هو كلام اعلام”.
صمت الجميع، وقفت الكلمات عاجزة عن السؤال وخصوصا ان البيان الصادر عن البطريركية تحدث عن “محاكمة” يخضع لها المطرانان المخطوفان وما من احد يعرف من يحاكمهما ولا كيف يدافعان عن نفسيهما.
كلام البطريرك تلقاه الجميع “كمن على رأسه الطير”، وعند المزيد من الاسئلة كانت الاجوبة اما الصمت وأما “أجبنا سابقا ولا كلام آخر” والعتب على الجميع من بان كي – مون، الى رئيس مجلس الامن، الى اوروبا، وتركيا، والغرب، والشرق، فيما العالم “يتغنى بحقوق الانسان”والعتب أيضاً على الاهمال “الذي يعني ان المطرانين خطفا مرتين”.
وكان يوحنا ترأس قداساً في دير سيدة البلمند البطريركي، لمناسبة مرور سنتين على خطف المطرانين يازجي وابرهيم، وعاونه لفيف من المطارنة. وحضر نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، ونواب ووزراء حاليون وسابقون. وبعد الانجيل القى المطران جورج خضر عظة من وحي عيد القيامة.
وفي ختام القداس تلا البطريرك بيانا أشار فيه إلى “أن المطرانين في محاكمة قلّ نظيرها، ليس فقط في الشرق، بل في عالمنا المعاصر”. وقال: “لربما هذه المحاكمة غير متكافئة، فأغلب الظن أن الموقوفَين لا يسعهما المرافعة في قضيتهما. ولكن هوذا خطابُهما البين، وقد سطراه بروحَيهما وحياتهما وشهادتهما المستمرة دون انقطاع، يصدح ويتردد في برية هذا العالم (…).
وقال: “يا إخوةَ المحبة والدم والحق والوطن، جرحكم جرحنا، وعذابكم عذابنا، وألمكم ألمنا، ودموعكم دموعنا، وحياتكم حياتنا. أيادينا مفتوحة لكم وقلوبنا تتّسع لكم. هيّا بنا نتصافح ونتخاطب ونتسالم ونتصالح ونتفاهم ونتعاون ونتكامل. الحل لا يأتي بالعنف على أشكاله، بل بالحوار على أنواعه. الخوف أن يفنى الإنسان وتندثر حضارته متى طال زمن المحاكمة. معكم نرفع راية الشراكة في محاكمة الوحدة.
يا إخوةَ المصير، شرقنا، نحن رمال صحاريه، تراب سهوله، صخور جباله، مياه أنهاره، وجذور أشجاره. إن تزل، لا يبقَ للحياة وجود أومعنى. بات شرقنا حلبة مفتوحة لكل سوء. رهان هذه المحاكمة هو هدم الحياة في مهدها، تحطيم توهجها في حضاراتها، إزالة معالمها في مكوّناتها، إخفاء بصماتها في آثارها، تهجير إنسانها في تاريخها، ومسْخ الله في أديانها (…).
يا إخوةَ الإنسانية، باتت قضيّتنا أبعد من جماعة، وأكبر من وطن، وأوسع من منطقة”.
وكان لقاء للبطريرك مع الاعلاميين عن خطف المطرانين، أشار فيه الى “قيام القداديس والصلوات في جميع كنائس الكرسي الانطاكي، في الوطن وبلاد الانتشار، بتنسيق وبتوجيه من البطريركيتين الارثوذكسيتين السريانية والرومية على نية عودة المطرانين المخطوفين منذ سنتين”.
النهار