وجه بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر رسالة في مناسبة رأس السنة إلى أبناء الطائفة، توجه فيها إلى العذراء مريم بصلاة حارة من أجل سوريا ولبنان والمشرق والعالم كله. وأضاف: “نصلي إليها ونطلب الرأفة بسوريا. نصلي إليها وإلى طفلها الإلهي من أجل السلام في بلد عرف عنه حبه للسلام. نصلي من أجل هذه الأرض ومن أجل ناسها الخيّرين الذين سئموا كل أنواع التطرف والإرهاب والخطف الأعمى، والذين عاشوا ويعيشون رغم ظلام الأيام تحت سقف الوطن الواحد بدون تفرقة. نصلي أن يرحم الله الشهداء الأبرار ويرحم النفوس التي التاعت بفقدان الأحبة. نصلي من أجل المخطوفين ومنهم أخوانا مطرانا حلب يوحنا وبولس اللذين يصمت العالم صمتاً غريباً ومخزياً عن قضيتهما المعلقة منذ أكثر من عامين. ونقولها اليوم للخاطفين وللمعنيّين: طفح الكيل. دماء أبنائنا ليست أرخص من دماء أحد وحياتهم ليست أبخس سعراً من حياة الآخرين. وإذا كان المقصود من الخطف والتعتيم ترهيبَنا كمسيحيين فنحن على مثال يسوعنا لا نخاف عتمة المغارة وإن طالت، ولا نرهب أحداً إلا وجه الديان العادل. ونحن لن ندّخر سبيلاً للبقاء في أرضنا والدفاع عنها، وسنقرع أجراسنا في هذا الشرق ما دام في عروقنا دمٌ يجري.
نصلي من دمشق من أجل لبنان ونضرع إلى العذراء أن تكتنفه بحمايتها. نصلي من أجل استقراره وخيره وهو الذي يقاسي إلى الآن مرارة الخطف، وندعو بقوة إلى ملء الفراغ الرئاسي فيه وعدم الارتهان إلى الخارج والحفاظ على الدولة بكل مفاصلها. نصلي من أجل البلد الرسالة ونسأل الجميع الحفاظ عليه بلداً للمواطنة والعيش الواحد بين كل الأطياف. نصلي من أجله ليكون دوماً ساحة تلاقٍ لا ساحة صراع. وإن اللبنة الأولى للتلاقي هي اعتماد الخطاب الوطني الديني والسياسي المعتدل الذي يجتنب لغة المحاباة والزيف من جهة ولهجة التكفير والتطرف من جهة أخرى. ونهيب بكل الأقطاب السياسية ضرورة اعلاء المصلحة الوطنية على المصلحة الفئوية والمضي في انتخاب رئيس للجمهورية بعد أطول فترة فراغ دستوري يشهده هذا البلد منذ استقلاله”.
النهار