قال بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر، ان “خلاص سوريا هو بالحوار وبالحل السياسي قولاً وفعلاً. وتوجه الى المجتمع الدولي داعياً اياه الى “النظر بعين الحق إلى ما يجري في سوريا والعراق والموصل تحديداً وفي كل بقعة لبست زيفاً وبهتاناً صفة “الربيع”. وقال: “نحن في هذا المشرق، سئمنا لغة التضامن والتمني لمن نيطت بهم لغة القرار والتطبيق. شبعنا شعاراتٍ، ومطرانانا (يوحنا وبولس) وكهنتنا وأناسنا يخطفون وسط تفرج العالم. إن ابتسامة أطفالنا أغلى من زيف ادعاءاتكم”.
تحدث يوحنا العاشر خلال استقباله بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس مار إغناطيوس أفرام الثاني كريم، والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية في العالم في دير القديس جاورجيوس الحميراء البطريركي، حيث احتفل افرام الثاني بالقداس الالهي وفق الطقس السرياني، في حضور البطريرك يوحنا العاشر، بمشاركة حاشدة من ابناء الكنيسة الذين تقاطروا من المناطق القريبة للدير، والذين هجّرت معظمهم الظروف في سوريا. وبعد القداس أقام البطريركان صلاة مشتركة من أجل السلام في سوريا والعراق، حضرها محافظ حمص طلال البرازي.
وألقى يوحنا العاشر كلمة اكد فيها ان “الأصفاد لم تنل من عزيمة الإيمان. وهذه الأصفاد والقيود نفسها التي سوف تُمحق أمام سوريا وأمام صمودها، قيادةً وجيشاً وشعباً. وسوريا بهمة الطيبين من أبنائها ستنهض وتنفض عنها بؤراً وصلتها من الخارج، وهي نفسها ستدفن في أرضها كل من يجيز لنفسه أمر العبث بأوابد عيشها. قلناها ونقولها دوماً: خلاصها بالحوار وبالحل السياسي قولاً وفعلاً. وأما للعالم الخارجي فنطلق صرختنا من هنا، من هذا الوادي: انظروا بعين الحق إلى ما يجري في سوريا وفي العراق وفي الموصل تحديداً وفي كل بقعة لبست زيفاً وبهتاناً صفة الربيع. انظروا بعين الحق الى مأسأة فلسطين. وانظروا إلى لبنان الذي يدفع ضريبةً غاليةً. عرفنا في هذه الأرض منبتاً لأبجدية الحرف والحرف صورة الحاجة إلى لقيا الآخر، ولم نعرفها مرتعاً للتكفير والإرهاب والخطف المتنقل. إن ابتسامة أطفالنا أغلى من زيف شعارات الدنيا وتراب هذه الأرض التي فيها ولدنا ونعيش ونموت، وفيها كنزنا وخيرنا ومالنا وسفينة عبورنا إلى دنيا الحق”.
ورفع الصلاة الى السيدة العذراء لأجل المخطوفين.
ثم كانت كلمة للبطريرك أفرام شدد فيها على أهمية إحلال السلام في كل المنطقة، وشكر يوحنا العاشر “على هذه اللفتة التاريخية”.
النهار