نظمت “الجامعة الأنطونية”، لمناسبة الذكرى العشرين لتأسيسها، “يوم أرمينيا”، في حضور النائب البطريركي العام في بطريركية الأرمن الكاثوليك المطران جورج أسادوريان والسفير الأرمني في بيروت سامفيل مكرتشيان، النائبين أغوب بقرادونيان وشانت جنجيان، الوزير السابق سيبوه هوفنانيان، رئيس الجامعة الأنطونية الأب جرمانوس جرمانوس، رئيس جامعة “هايكازيان” القس الدكتور بول هايدوستيان وحشد من الشخصيات الأرمنية والوجوه الأكاديمية والثقافية.
ويهدف اليوم الترفيهي الطويل إلى التعريف بحضارة أرمينيا وتراثها وتاريخها، وإلى إلقاء الضوء على الدور الذي تؤديه الجالية الأرمنية في لبنان.
اسادوريان
استهل اليوم بالذبيحة الالهية بحسب الليتورجية الأرمنية احتفل بها المطران أسادوريان في كنيسة سيدة الزروع، فتوقف في عظته عند “تاريخ الأرمن الذي انطبع بالنضال والارادة الصلبة من أجل المحافظة على الوجود واللغة والدين والثقافة المميزة”، مشيرا الى أنه “بعد 100 عام على المجازر التي ارتكبتها السلطنة العثمانية بحق الشعب الأرمني والتي لا تزال الحكومات التركية المتعاقبة تنكرها، لا يزال المسيحيون عموما والأرمن خصوصا يؤمنون بالقيام من الظلمات والأحقاد”.
وشكر “الجامعة الأنطونية على تنظيمها “يوم أرمينيا”، مؤكدا أن “القضية الأرمنية لن تموت”، داعيا الحضور الى “الصلاة والتحلي بالايمان والقوة للدفاع عن وجود المسيحيين ومواجهة تيارات العنف والظروف الصعبة التي تتهدد مستقبلهم اليوم في هذه المنطقة”.
في ختام القداس، استمع الحضور الى رسالة مصورة لوزير التربية الأرمنية ليفون مكرتشيان الذي أثنى بدوره على هذه المبادرة، داعيا الى مزيد من التعاون والى توثيق العلاقات بين البلدين وتدعيمها.
ثم كانت كلمة للسفير الأرمني شكر فيها المنظمون على هذه الاحتفالية المهمة التي تسعى الى التعريف بالحضارة الأرمنية، لافتا الى “أن الأرمن تمكنوا من التغلب وتجاوز مآسي الابادة التي سعت الى القضاء على الروح والهوية الأرمنية”. وأشار الى أن “الأرمن الذين يتمتعون بتاريخ وثقافة، انخرطوا في المجتمعات التي استضافتهم كالمجتمع اللبناني حيث أصبحوا جزءا مهما من نسيجه”، داعيا الى “تطوير هذه العلاقات والصداقات والبناء عليها للمحافظة على الهوية الأرمنية”.
بقرادونيان
اما النائب بقرادونيان فاعتبر أن “الأرمني في لبنان هو جزء لا يتجزأ منه”، لافتا الى “أننا أبناء أرض واحدة وتاريخ وتقاليد مشتركة”. وقال:”لنتذكر أننا أبناء المصير الواحد والمستقبل الواحد ضد عدو واحد لا يعرف الا القتل والمجاعة والابادة وسيلة لتحقيق أهدافه”.
هايدوستيان
وكانت كلمة لهايدوستيان الذي قدم لمحة عن تاريخ الكنيسة الانجيلية الأرمنية التي أسست عام 1846 ولعبت دورا هاما في تأسيس الحركة المسكونية وتفعيلها.
وتخلل الحفل عرض وثائقيات حول أبرز الشخصيات الأرمنية العالمية، ودير بزمار وكاثوليكوس بيت كيليكيا، ومتحف “آرام بزيكيان لأيتام الابادة الارمنية” اضافة الى وثائقي بثته شبكة “سي أن أن” لمناسبة الذكرى المئوية للابادة الأرمنية.
كما كرمت الجامعة الأنطونية عددا من الشخصيات الأرمنية وقدمت دروعا تذكارية الى شخصيات مثلت الأحزاب والمؤسسات الأرمنية من دور عبادة ومدارس ونواد رياضية وجمعيات مدنية وثقافية واجتماعية.
واستكمل النهار بمسابقات وألعاب ترفيهية وعروض موسيقية وعرض للفنون التي تعكس حضارة أرمينيا وتراثها. كما تم تقديم بعض الأطباق التقليدية، إضافة إلى برنامج فني تضمن فقرات مسرحية قدمتها مجموعة من الفنانين كبيار شماسيان وفريق “شي أن أن” قبل أن يختتم غسان الرحباني وفرقته الاحتفالية بسهرة.
وطنية