الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- لبنان اوسيب – لبنان
في بيان لأمانة سر بطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية أن البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان تفقد أبناء الطائفة العراقيين النازحين من بلدة بغديده – قره قوش في شمال العراق. وجاء في البيان:” على أثر تعرّض بلدة بخديده – قره قوش السريانية (من سهل نينوى، شمال العراق) لقصفٍ عشوائي من مسلّحين نتيجة الأحوال المتردّية في مدينة الموصل وجوارها، اضطرّ عدد كبير من أهالي هذه البلدة الآمنة إلى نزوح مفاجئ وجماعي لم يسبق له مثيل، متوخّين الأمن في مدن إقليم كردستان، ولاسيما منها عنكاوا وألقوش ودهوك.
وفور ورود هذا النبأ توجّه البطريرك يونان إلى أربيل حيث استقبله في مطارها وزير الداخلية في حكومة كردستان كريم سنجاري، ووزير النقل والإتصالات جونسون سياويش، وعدد من الأساقفة والمسؤولين، وانتقل لزيارة عددٍ من المراكز المخصصة لإيواء النازحين في عينكاوا – أربيل، فحضهم على “العودة إلى بلدتهم وبالأخص الشباب بينهم على رغم التحدّيات، فيكونوا على قدر المسؤولية في الدفاع عن أرضهم والتمسُّك بها”. وأشاد بما قدمه المطران بشار وردة رئيس أساقفة أربيل للكلدان، وجمعية الرحمة وسائر الأخويات والمنظّمات المدنية والمؤسسات والأهالي إلى آلاف العائلات النازحة.
وصباح الأحد الماضي احتفل يونان بالقداس في كاتدرائية مار يوسف للكلدان في عنكاوا، وجدّد في عظته دعوة النازحين إلى “تحمّل هذه المحنة الأليمة بالصبر والإيمان”، داعياً إيّاهم إلى “التغلّب عليها بشجاعة وروح وطنية متأصّلة في تاريخ أجدادهم الممزوج بالشهادة”، وحض “القادرين على العودة إلى بلدتهم ومنازلهم وأعمالهم”.
كذلك تفقّد بلدة برطلة السريانية، والتقى النازحين من قره قوش. ثمّ انتقل إلى بلدة بغديده – قره قوش وترأس القداس المسائي الذي أقامه في كنيسة الطاهرة الكبرى، التي احتشد فيها ألوف المؤمنين،في مشهدٍ أشبه بالأعياد الكبرى . وامتدح في عظته “أصالة أبناء هذه البلدة الذين يتحلّون بالإيمان والرجاء والمحبّة، وقد استقبلوا في السنوات الأخيرة النازحين من بغداد والموصل وسواها من المدن”. وحيّا صمودهم، مثبّتاً عزيمتهم في “التشبّث بالأرض، والذود عنها “. وأكّد “أننا شعب لا يطالب بامتيازات بل بالمساواة في المواطنة مع سائر مكوّنات بلاد الرافدين، وأنّنا دعاة سلامٍ وتآخٍ لا عنف ولا تصادُم”.
وشكر رئيس إقليم كردستان وحكومته وجيشه على “كلّ المساعدة التي قدّموها إلى النازحين وإلى البلدة، لتخطّي الظروف الراهنة، وكلّ ما سيقومون به لتأمين الخدمات للمواطنين كي يعيشوا بكرامة في بلدتهم”. وعبّر عن تقديره لراعي الأبرشية المطران يوحنّا بطرس موشي وكهنته الذين “صمدوا في بلدتهم على رغم الأخطار ، مقدّمين أنصع الأمثلة عن الراعي الصالح الذي “لا يهرب… بل يبقى مع القطيع”.
وقبل عودته إلى لبنان، تفقّد العائلات التي كانت نزحت إلى بلدتي دهوك وألقوش، وحضهم على العودة سريعاً. ثمّ زار وزير الداخلية في حكومة كردستان لشكره، وتأكيد مطالبة أبناء قره قوش بتأمين الخدمات للبلدة في أسرع وقت، ولمس منه “كلّ تجاوب واحتضان للبلدة وسكّانها”.
والتقى يونان بطريرك بابل على الكلدان لويس روفائيل الأوّل ساكو، وتداولا أوضاع المسيحيين وحضورهم في العراق.
النهار
