لا شيء أسهل وأخطر في آن معا، من الجروح النفسية التي تسببها العلاقات الغرامية المبكّرة في حياة المراهقين والمراهقات، خاصة عندما يُحرق لهيبها مراحل النمو الأساسية لديهم، فإن لم يحطاط الأهل من أخطارها ونتائجها، ولم ينبهوا أولادهم على ما تحدثه من مراراة في نفوسهم، لا محال، ستتحول حياتهم وبشكل دراماتيكي إلى مأساة ومعاناة…
إذا ما هي الخطوات العملية التي وجب أن تتخذ في حماية أولادنا المراهقين من مخاطر العلاقات الغراميّة- الجسديّة المبكّرة؟
على الأهل التنبه من:
١- العقلية السائدة: التي تعمل بشكل متواصل على تسخيف العلاقات الجنسية، من تحقير للجسد، وحط من كرامة المرأة والعائلة. والزواج والحب.
أدواتها : الكثير من وسائل الإعلام والسينما، والأدب الإباحي، والأغاني التافهة والفنانين المبتذلين…
٢- النتائج السلبية على صحة المراهقين:
– منها نتائج جسدية : أمراض السيدا، العقم، الحبل الغير المرغوب به، الإجهاض.
فالعمل الجنسي الذي من المفترض أن يكون هدفه إعطاء الحياة، يتحوّل الى أداة هينة للموت.
– نتائج نفسيّة : ندم، قلوب محطمة، إنحراف، اغتصاب، صدمات نفسية، مخدرات، تجارة الجنس، انتحار…
٣- ماذا يقول علماء النفس حول العلاقات الجنسية المبكرة لدى المراهقين: إن الشبان الذين يبدأون في ممارسة العلاقات الجسدية المبكّرة، تتعرّض صحتهم النفسية الى انتكاسات متكررة تتمظهر: بغياب واضح للنضج النفسي والعاطفي والاجتماعي، احتقار للجسد، احتقار للرجل أو المرأة، فكل تلك العوامل تقود المراهق الى استعمال العنف الجسدي والمعنوي، وسيلة في تحقيق مرامه، والسبب أن العلاقة المبكّرة تبطىء ذكاءه وتحرفه عن مساره الطبيعي. وأكثر المتضررين هن الفتيات القاصرات…
٤- فالذين بدأوا يمارسون علاقات جسدية مبكّرة من عمر ١٥ و ١٦ سنة وما فوق، سيكون لديهم في المستقبل بين ٣ الى ٤ إخفاقات في العلاقات العاطفية، وعندما يبلغون عمر ٢٣- ٢٤ سنة ستغيب عنهم الرغبة في تحقيق حياة عائلية سعيدة، ولاسيما أن فكرة الزواج ستتلاشى لديهم بشكل دراماتيكي.
٥- على الزوجين إدراك المرحلة الحساسة الذي يمر بها ولدهما او ابنتهما المراهقة.
أن نبني منزلا دون أساس سينهار…
أن نقطف ثمرا قبل أوانه سيرمى…
ان نتلاعب على مشاعرنا وعواطفنا سننقاد حتما الى الهاوية.
أن نأكل قبل حفلة العرس، ستنقطع شهيتنا سيتحول العيد الى حالة عصر هضم…
فلنبني حياتنا على قيم العفة كالأمانة الإخلاص، لان طهارة القلب والنفس والجسد والأفكار تبدأ من تربية متينة مصليّة خيّرة متحاورة متفهمة مصغية وشاهدة على الحب العميق والحق الوطيد، لأنها تجنّب أولادنا المآسي، وتجعلهم في حالة أمان واستقرار تسهم بشكل قوي في نضجهم الحقيقي والأكيد.
زينيت