الثلاثاء الحادي عشر من زمن العنصرة
قالَ الربُّ يَسوع: “لا تَهْتَمُّوا لِنَفْسِكُم بِمَا تَأْكُلُون، وَلا لِجَسَدِكُم بِمَا تَلْبَسُون. فٱلنَّفْسُ أَهَمُّ مِنَ الطَّعَام، وَالجَسَدُ أَهَمُّ مِنَ اللِّبَاس. تَأَمَّلُوا الغِرْبَان، فَهيَ لا تَزْرَعُ وَلا تَحْصُد، وَلَيْسَ لَهَا مَخَازِنُ وَأَهْرَاء، وٱللهُ يَقُوتُها. فَكَمْ أَنْتُم بِالحَرِيِّ أَفْضَلُ مِنَ الطُّيُور؟ وَمَنْ مِنْكُم، إِذَا ٱهْتَمَّ، يَسْتَطِيعُ أَنْ يُطِيلَ عُمْرَهُ مِقْدارَ ذِرَاع؟ فَإِنْ كُنْتُمْ لا تَسْتَطِيعُونَ القَلِيل، فَلِمَاذَا تَهْتَمُّونَ بِالبَاقِي؟ تَأَمَّلُوا الزَّنَابِقَ كَيْفَ تَنْمُو، وَهيَ لا تَغْزِلُ وَلا تَنْسُج، وَأَقُولُ لَكُم: إِنَّ سُلَيْمَانَ نَفْسَهُ، في كُلِّ مَجْدِهِ، لَمْ يَلْبَسْ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا. فَإِنْ كَانَ العُشْبُ الَّذي يُوجَدُ اليَومَ في الحَقْل، وَغَدًا يُطْرَحُ في التَّنُّور، يُلْبِسُهُ اللهُ هكذَا، فَكَمْ بِالأَحْرَى أَنْتُم، يَا قَلِيلِي الإِيْمَان؟ فَأَنْتُم إِذًا، لا تَطْلُبُوا مَا تَأْكُلُون، وَمَا تَشْرَبُون، وَلا تَقْلَقُوا، فَهذَا كُلُّهُ يَسْعَى إِلَيْهِ الوَثَنِيُّونَ في هذَا العَالَم، وَأَبُوكُم يَعْلَمُ أَنَّكُم تَحْتَاجُونَ إِلَيْه. بَلِ ٱطْلُبُوا مَلَكُوتَ الله، وَهذَا كُلُّهُ يُزَادُ لَكُم”.
قراءات النّهار: أعمال ٢٣: ٢٣-٣٥/ لوقا ١٢: ٢٢-٣١
التأمّل:
هل يجب أن نبقى كسالى ونمتنع عن العمل بحجّة الاتكال على العناية الإلهيّة؟!
علينا التأمّل بعمق في كلمات هذا النصّ كيلا نصل إلى استنتاجٍ سخيف كهذا.
لا يدعونا الربّ هنا إلى الكسل بل إلى وضع جدول أولويّاتٍ واضح لا تأتي فيه الماديّات أو الشؤون اليوميّة في الطليعة… فغرقنا في هذه الهموم يجعلنا نبتعد رويداً رويداً عن السّلام ونغرق أكثر فأكثر في السّباق مع الوقت وتحدّي الأيّام على حساب نموّنا الشخصيّ والإنسانيّ والرّوحيّ.
إنجيل اليوم وما ورد فيه يدعونا إلى التحرّر من ضغط اللحظة وإلى التسامي كي نتمكّن من الإصغاء بعمق إلى صوت الله وكلامه فنحوّل حياتنا إلى زمن فرحٍ وسلام وطمأنينة!
أليتيا