انجيل القدّيس متّى ١٦ / ٢٤ – ٢٨
قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِتَلامِيْذِهِ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي، فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيْبَهُ ويَتْبَعْنِي،
لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا.
فَمَاذَا يَنْفَعُ الإِنْسَانَ لَوْ رَبِحَ العَالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفْسَهُ ؟ أَو مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ بَدَلاً عَنْ نَفْسِهِ؟
فَإِنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي في مَجْدِ أَبِيْه، مَعَ مَلائِكَتِهِ، وحينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ.
أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ بَعْضًا مِنَ القَائِمِينَ هُنَا لَنْ يَذُوقُوا المَوت، حَتَّى يَرَوا ٱبْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا في مَلَكُوتِهِ».
التأمل: “مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَني…”
لقد أشار البابا فرنسيس في حديث له مع موظفي الدوائر الرومانية في 22 كانون الاول 2014 الى الامراض التي تعيق وكالة الكاهن ورسالته أو أي شخص مسؤول في العائلة أو الشركة أو الدولة في حمل وظيفته ورسالته وهذه أهمها:
مرض الفردية: أي التفرد في اتخاذ القرارات على مستوى الجماعات الرعوية أو العائلية دون مشاركة فعالة من باقي الاعضاء في صناعة القرار لذلك تكون المشاركة في الحد الادنى والتحفيز على العمل والنشاط والحركة في حدهم الادنى أيضا. المشاركة هي نوع من الامانة.
مرض الروتين: مؤشرات هذا المرض واضحة وهو عندما ترى أشخاصاً في موقع المسؤولية مضى على خدمتهم سنوات كثيرة ولم يتغيرأي شيء في اسلوبهم أو كلامهم. وعندما تطالبهم بالتعديل أو التغيير يرفضون. مع أنه “اذا كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة”. أليست التوبةتجديدا وتغييرا في اسلوب الحياة؟ أليس التغيير سمة العصر في الاشكال والاحجام ووظائف الالات والتطبيقات ووسائل الاتصال والتواصل؟ اذا كان كل شيء من حولنا يتغير، من حيث الشكل، كيف لنا أن لا نتجدد وطريق الحب معبدة بالتجديد؟؟
الروتين يؤدي حتما الى الملل والضجر ومن ثم الانسحاب والهروب من الجماعة.والتطوير في الخدمة هو شكل من أشكال الامانة.
مرض النسيان، أو الالزهايمر الروحي أي نسيان اللقاء الاول مع المسيح “الحب الاول” وصولا الى التحجر والتزمت والعجز عن القيام بالخدمات الموكولة الى المسؤولين. وهذه اساءة للأمانة في الخدمة المستمرة ورسالة الحب الرائعة.
اشفنا يا رب من تلك الأمراض كي نحمل صليبنا ونتبعك لنعاين مجدك القدوس فلا نذوق الموت أبداً. آمين.
نهار مبارك
اليتيا