يوم الاربعاء في الثالث من كانون الاول 2008، عقد أصحاب السيادة المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري، برئاسة صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس صفير، وفي نهاية الاجتماع أصدروا البيان التالي:
1 – إن الوضع العام في لبنان يشير إلى انقسام في الرأي من شأنه أن ينعكس سلبا على الحياة العامـة ، ويزيد في البلبلة التي بتنا نلحظها في مختلف قطاعات الحياة ، ما يقتضي التمسّك بالثوابت الوطنية والمصلحة العامة مهما تباينت الآراء والخيارات.
2 – إن الأزمة الاقتصادية التي جاءت نتيجة الأزمة المالية التي اجتاحت العالم ستجبر المئات من اللبنانيين الذين يعملون في المنطقة خارج لبنان على الإنكفاء والعودة إليه، وهذا ما سيزيد الضائقة المعيشية تأزّما، الأمر الذي يستوجب متابعة التدابير الحكيمة والمبادرات الآيلة إلى مواجهة هذا الخطر.
3 – إن التباعد الذي نلحظه بين الفئات السياسية في لبنان يتّسع بدلاً من أن ينحسر. وهذا ما يوجب على أهل السياسة أن يجمعوا رأيهم لانهاض البلد ممّا يتخبّط فيه من أزمات متلاحقة.
4 – هناك أصوات ترتفع بين الحين والحين لتقول أن الأحوال السياسية السائدة في البلد لن تشجّع على إجراء انتخابات نيابية في موعدها. وهذا ليس بمؤشّر خير. وكل تشويش على الانتخابات في البلد تقود إلى فوضى، لبنان في غنى عنها.
5 – إن لبنان يقع في منطقة اقل ما يقال فيها أنها مضطربة، وينعكس هذا الاضطراب على أجوائه . وأقلُّ ما هو مطلوب من اللبنانيين تناسي خلافاتهم وشبك أيديهم وتوحيد رؤيتهم لتجنيب بلدهم المزيد من التشرزم ، وبالتالي المزيد من الضياع الذي ينعكس فقرا، خاصة على الطبقات المعوزة.
6 – إنّنا نهنّئ إخواننا المسلمين في عيد الأضحى المبارك وأبناءنا في عيدي ميلاد الرب يسوع بالجسد ورأس السنة الميلادية. وبهذه المناسبة، يجدر بالمؤمنين ان يرفعوا عقولهم إلى الله ليشكروه على نعمه وبركاته، ويشدّوا أواصر التضامن فيما بينهم ، فيبادر الميسور إلى مدّ يد المعونة إلى المعسور، ويضعوا موضع العمل قول الرب: "الكبير فيكم فليكن لكم خادما" .
03.12.2008