يتوقف الفصل الثاني من الإرشاد الرسولي “فرح الحب” بشكل موسع على التحديات الكثيرة التي تواجه العائلة في عصرنا. بعد النظر في البعد الكتابي للعائلة والذي نظرنا إليه بشكل سريع في المقالة الأولى من هذه السلسلة، سنكرس هذه المقالة الثانية لتعداد وتقديم 10 من بين أهم التحديات التي يعرضها الإرشاد الرسولي ما بعد السينودس.
تحدي “الفردانية الزائدة” التي تُفقد العلاقات العائلية طبيعتَها وتؤدي إلى عيش العائلة كجزيرة معزولة. ينبع من هذه الفردانية مفهوم مغلوط وخطير يعتبر الفرد ورغباته كمطلق.
تحدي الضغط النفسي ووَقع الحياة المعاصرة في بعديها الاجتماعي والمهني.
حرية الخيار في إطار قِيمٍ مُبهم، يؤدي بالاشخاص إلى أنانية وعدم قدرة تكريس ذواتهم لأهداف نبيلة ومنفتحة على الآخرين.
عندما تدخل هذه المبادئ في الإطار العائلي، تتحول العائلة إلى مجرد “مرحلة انتقالية” نستعملها ونمر بها عندما يكون في ذلك مصلحة.
أمام هذه الحالة، لا يمكننا كمسيحيين ألا نعرض الزواج كخيار له أهدافه التي تناقض الحس المعاصر، لأننا إذا رضخنا لهذه التجربة، سنحرم العالم من القيم التي يمكننا، لا بل يجب علينا، أن نقدمها ونشهد لها.
إلى جانب التحديات السابقة، التي تندرج في إطار البُعد الفردي، قدم البابا تحديات ذات طابع اجتماعي وسياسي، من بينها اضرار العديد من الشباب في الكثير من الدول لإرجاء وتأجيل زواجهم بسبب الصعوبات الاقتصادية، المهنية والدراسية.
يضاف إلى هذه التحديات، الطابع الرومنطيقي الذي يضفي على العلاقات طابعًا مجتزأً وغير واقعي يرفض أي فهم للزواج كواقع بيروقراطي ومؤسساتي. يجب على الكنيسة في هذه الأحوال أن تجد اللغة المناسبة والمؤثرة التي تسمح لشهادتها أن تلمس الأجيال الشابة القادرة على القيام بخيارات شجاعة وسخية، قد تصل إلى البطولة.
إلى جانب “العاطفية النرسيسية” يتحدث البابا في الإرشاد الرسولي عن آفة الإباحية والاتجار بالجسد البشري.
كما ويتحدث بأسف عن الإطار السياسي الذي لا يولي العائلة أهمية خاصة، لا بل يقوم بتشريعات هي مناهضة للعائلة، لكرامتها ولبقائها.
في هذا الصدد، شدد البابا على ضرورة حماية العائلة بشكل ملموس، بما في ذلك حمايتها من الاستغلال وتأمين الشروط الأولى لصيانتها بما في ذلك المسكن.
نظرًا لولادة الكثير من الأطفال خارج رباط الزواج، تحدث البابا أيضًا عن آفة الاستغلال الجنسي للأطفال والقاصرين والاتجار بالبشر، مشيرًا في نهاية الفصل إلى تحديات آنية جدًا في العالم الغربي، أهمها (للأسف) الاتجار بالرحم وإيديولوجية الهوية الجنسية (Gender)، التي تفصل بين الطبيعة الجنسية وخيار الهوية الجنسية.
Zenit