
يشخص اللبنانيات واللبنانيون المؤمنون بوطن الأرز، بلد القداسة والجمال إلى زيارة قداسة الحبر الأعظم البابا لاون الرابع عشر ، الذي ستحط طائرته البابوية في مطار رفيق الحريري الدولي -بيروت في ٣٠/١١/٢٠٢٥ على قرع أجراس الكنائس في جميع أنحاء لبنان معلنة بدء الزيارة الاولى له خارج حاضرة دولة الڤاتيكان -وإيطاليا. فيأملون أن تعطي هذه الزيارة وطنهم الدعم المعنوي الكبير لما يمثّله رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم من قيمٍ سماوية خالصة كرسول سلامٍ و محبة على خطى مار بطرس الذي ذهب يبشّر العالم بالرسالة السامية والخالدة للسيد المسيح.
بعيداً عن البروتوكول الذي أصبح من المعروف أنّ قداسته سيلتقي أركان الدولة وفي مقدمهم رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ورئيس الحكومة القاضي نواف سلام وغيرهم من أركان الدولة ، الاّ أنّ لبنان بقضّه وقضيضه يشهد إلى خطوات رئيسية في زيارة قداسته والتي ستتمثل انسانيّاً بزيارته مستشفى دير الصليب للأمراض العقلية، وما تحمله هذه الزيارة من دعمٍ كبير غير مسبوق إلى راهبات الصليب اللواتي نذرن أنفسهنّ للعطاء الإلهي اللامتناهي إكمالاً لما بدأه الطوباوي مار يعقوب الكبوشي وهو على طريق القداسة.
ومن أقصاه إلى أقصاه يشخص العالم المؤمن من المسيحيين والمسلمين إلى زيارة قداسة الحبر الأعظم البابا لاون الرابع عشر إلى مقام وضريح القديس شربل مخلوف -ختيار عنايا وأبي العجائب ومرجع الفقراء والمرضى والمستضعفين ، تقديراً من قداسته لهذا القديس العالمي الذي رفع بالورود وبالصلوات وبالنذورات على مذبح كل لبنان . وقد خصّ السفير البابوي في لبنان باولو بورجيا بأن قداسة الحبر الأعظم قد يعلن دير مار مارون وضريح القديس شربل – عنايا مرفقاً دينياً دولياً.
وسيرافق قداسته كل الزوار المؤمنين إلى مقام سيدة لبنان حاريصا حيث الطهارة والقداسة والسلام والنذورات والموقع المطلّ على كل لبنان، ليصلي معهم من أجل هذا المقام المقدس ومن أجلهم وعائلاتهم .
أما اللقاء الكبير مع قداسته فهو الشبيبة الذي سيتوجه اليهم في الصرح البطريركي في بكركي وسيّدها إلى يمينه غبطة أبينا البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى حيث ستمتلىء الساحة البطريركية بالشباب المتعطّشين الى سماع كلام قداسته الموجه اليهم خصيصاً في هذه المنطقة الملتهبة من العالم .
أما اللقاء الأكبر فهو إقامة قداسة الحبر الاعظم القداس الالهي في وسط العاصمة – في واجهة بيروت البحرية، يعاونه أصحاب الغبطة البطاركة الكاثوليك والاساقفة والرهبان والراهبات والآباء الأجلاء .
بحيث سيتناول المؤمنون القربان المقدس بمباركته والذي قد أعّدَ بمئات الآلاف .
في الأيام الثلاثة لزيارة قداسته الى لبنان في فصل الشتاء لحظ اللبنانيون تحسينات للطرقات التى سيسلكها وللأماكن التي سيزورها، فمثلاً طريق بكركي حاريصا تشهد ورشة إصلاحية كذلك مستشفى دير الصليب من منطقة جل الديب وصولاً الى بقنايا، بالإضافة إلى طريق جبيل مار شربل التي تشهد حفلة توسيع وتزفيت وزينة وانارة ، ناهيك عن اللافتات بالمئات التى سترفع مرحّبة بالضيف الكبير، فمثلاً ستفتح ابواب بكركي الثلاث وقد تمّ رفع السيارة الهدية من العاهل الاردني الملك حسين من مكانها لإعادتها قبل حضور قداسته مع تثبيت ٍ للقاعدة الأساسية لها. أما اللافت في التعاون الفاتيكاني البطريركي فهو عدم وضع خيم للشبيبة الذين يناهز عددهم العشرون الفاً وأكثر في ساحة بكركي والإكتفاء فقط بحمل المظلات الشخصية أسوةً بساحة القديس بطرس في الڤاتيكان . وكذلك الأمر ّفي دير مار مارون ضريح القديس شربل – عنايا.
ولا يمكن أن ننسى ورشة المنظمين من الأساقفة والآباء مع السفارة البابوية في لبنان واللجنة التي أرسلت من الفاتيكان من أجل الحفاظ على النظام العام مع الدولة اللبنانية والقوى الامنية والجيش، فالاعلام العالمي والغربي والعربي والمحلي سيواكب الزيارة لحظة بلحظة بالتنسيق مع اللجان المذكورة وخاصةً في بكركي. إلى ذلك، يتزامن موعد الزيارة البابوية مع اليوبيل الفضي لتأسيس الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- لبنان (أوسيب لبنان) برئاسة الاب طوني خضرة والذي تزامن يومها مع زيارة القديس البابا يوحنا بولس الثاني، في حين أن الورشة الحالية المقامة برئاسة الاعلامية ماغي مخلوف تتزامن مع زيارة قداسة البابا لاون الرابع عشر. كذلك تتواصل التحضيرات مع المطابع على أنواعها التي تطبع اعلام الفاتيكان ولبنان وصور قداسة الحبر الاعظم التي سوف تنتشر بكثرة على الطرقات ترحيباً به واحتراماً له . اما ورشة طبع صورته على القمصان فأصبحت تتعدى عشرات الالاف …
في الختام ان المظاهر الترحيبية ليست الا قناعة مسيحية راسخة في هذا الشرق الاوسط الدامي وفي وطن الارز تحديداً الذي زاره السيد المسيح واقام العجائب فيه وشارك في اعراس اهله فحوّل الماء الى خمر، وما مقام سيدة المنطرة في مغدوشة الا الشاهد الحقيقي على قدسية السيدة العذراء وطهارتها ونقاوتها في هذا اللبنان.
ويبقى الأمل بأن تكون زيارة قداسة الحبر الأعظم خاتمة أحزان لبنان بكل طوائفه ومناطقه وايماناً صارخاً بوطننا لبنان وبانّ لا خلاص لنا الا بالايمان والصلاة وصحوة ضمير حقيقية بأنّ “الله يراني.”


الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- لبنان اوسيب – لبنان