شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | زيارة البابا لاون الرابع عشر إلى لبنان
زيارة البابا لاون الرابع عشر إلى لبنان

زيارة البابا لاون الرابع عشر إلى لبنان

قلوب المؤمنين كنائس صلاة

لبنان ينتظر بشغف زيارة قداسة البابا لاون الرابع عشر، يتحضّر بقلوب الشعب، الشبيبة، الفرسان والطلائع، السياسيين والروحيين، المسيحيين والمسلمين…الساحات والطرقات والشرفات بالمناديل البيضاء تتزيّن، والأيادي تتشابك حضورًا واستقبالًا وتهللًّا.

أرض لبنان، أرض القداسة والقديسين، وطن الرسالة والمرسلين، وطن الأرز والشهداء، وطن الجمال والحب والكمال… 

هذا الوطن الجميل سيزوره البابا لاون، وزيارته ستحمل كل الآمال والرجاء وإعادة الثقة لتذليل الصعاب وتضميد الجراح والعيش بأمان وسلام.

عندما قرّر البابا زيارة لبنان، فهذا يعني أنّه يحبه، هذا الحب هو الذي سيرفع وطننا لبنان إلى مصافي البلدان التي تعلوها الحضارة الرفيعة والأنيقة ويتخلص شعبه من الألم والعذاب والحروب الدامية. يريده لبنان الشجي بصوت فيروز، والتسابيح بالناي وخرير المياه العذب، والتعايش المسيحي – الاسلامي المميز في الشرق ضمن مساحة مزهوة مزينة بالقلاع الأثرية ومآذن الجوامع وأجراس الكنائس.

لبنان المجروح ينتظره، الأهالي الذين تثقلهم الأقساط المدرسية وغلاء المعيشة وفواتير المستشفيات يودّون إيصال صرختهم، الشباب والصبايا الذين يتخرجون ويفتشون عن فرص عمل يأملون شرح معاناتهم خلال لقائه في بازيليك حريصا، والذين تخونهم الصحة وعدم القدرة على المشاركة سيتسمّرون أمام شاشات التلفزة أوالوقوف على الشرفات  ليفتحوا قلوبهم وجدران منازلهم للروح التي توقظ أحلامهم وتتلوّن بأشعة الشمس وتُبعد عتمة الليالي بفجر لا يوقفه إلا الضوء الساطع من جبالنا الأبيّة.

أيام معدودة ويصل البابا لاون إلى لبنان، أيام وكأنها زمن من الإنتظار للحظات توقد السراج على المنارة، ليضيء للناس أجمع بما يحمله من كنز القداسة وما يراه في لبنان الوطن والرسالة والبلد الذي يغتني بتناقضاته وتنوع طوائفه وإلفة أبنائه. هو الوطن الذي يحمل إليه كزائر رسالة سلام. هو الوطن المغروس في وجدان الفاتيكان والعاطفة البابوية. هو الوطن الذي لا تعطيه الجغرافيا حدودًا وإنما الشعور بأنّه الموقع المميز في الشرق الذي يحتضن الأديان السماوية ويحفظ هوية التاريخ ويحترم ذاكرة الشعوب. إنه بلد الفكر والثقافة والفن والقداسة … إنه تاريخ الحضارات، إنه الصمود في الأزمات التي عصفت به، إنه الإيمان بكرامة الإنسان، إنه الحرية للتخلص من العبودية، إنه الأرض التي وطأتها قدما المسيح ، وإنه البلد الذي يزوره بابا روما، وعندما يزور الأب رعيته، يجعل من قلوبهم كنائس للصلاة ومن أصواتهم تمجيدًا وترنيمًا وتسبيحًا … فيهلك الظلم والظالمون ويموت الفساد والفاسدون ويهرب الطغاة والخاطئون، ويحّل السلام بوطن الإنسان، الذي أنسن لبنان بأجمل الأديان، وميّزه عبر الزمان وجعل منه علامة الأكوان. ويخصصه اليوم بزيارة تحمل في ثناياها كل اعتبار.  

عن ucip_Admin