ويشير الرئيس العام للرهبانية المخلصية الأرشمدريت جان فرج إلى ان المخطوطات فقدت إثر تهجر الرهبان والآباء عن الدير في العام 1985 ولمدة ثلاث سنوات، لافتاً إلى أنه، خلال فترة التهجير، أرسل النائب وليد جنبلاط فرقة من الحزب التقدمي الاشتراكي حمت الدير للمحافظة عليه. ويؤكد الأب فرج «أن الفرقة المخولة حماية الدير نقلت موجوداته إلى قصر بيت الدين للحفظ ، بما فيها الأيقونات والمخطوطات والمكتبة وكل الأملاك والأغراض الخاصة بالدير». ولكن وعندما استلمت الرهبنة المخلصية مقتنيات الدير بناء على تعليمات جنبلاط، تبين انها فقدت خمسة في المئة منها نتيجة الأحداث».
ويشير الأب فرج إلى أنه من بين المفقودات «عرضت 103 مخطوطات للبيع في مكان ما، من بينها مخطوطات ثمينة جداً ما زلنا نبحث عنها حتى الآن».
ويؤكد الأب فرج «أن جامعة اللويزة اشترت المخطوطات التي عرضت للبيع»، وان الرهبنة المخلصية، وعندما علمت بالأمر، أبلغت الجامعة أن المخطوطات تعود لدير المخلص، فأبدت إدارة الجامعة الموافقة على تسليمها للرهبنة من دون أي مقابل، على الرغم من أنها هي من دفعت مبلغاً كبيراً لاستردادها».
ويؤكد فرج «أن هناك جهات تعرض على الدير مخطوطات مقابل مبالغ كبيرة من المال عبر الوسطاء وغيرهم»، مشيراً إلى «أنه تجري ملاحقة الجهات التي تحتفظ بتلك المخطوطات، ومتابعة الموضوع في أي مكان نعلم بوجوده». ويتوقف الرئيس العام للرهبنة المخلصية عند قيمة المخطوطات المفقودة وعددها مئتا مخطوطة «فهي قديمة العهد»، موجهاً نداء إنسانياً بضرورة المحافظة على التراث، «فنحن لا نستطيع أن نضبط هؤلاء الأشخاص الذين يحتفظون بالمخطوطات المفقودة». ويطالب الأب فرج «الدولة المساعدة في استرداد تراث وقيمة وكنز الدير الذي هو لخدمة المجتمع وليس لنا»، مشيراً إلى أنه تم استرداد ثريّا ثمينة جداً مقابل عشرة آلاف دولار كان قدمها نابليون الثالث للدير.
ويعبر الأب فرج عن شكره للرئيس العام للرهبانية المريمية الأب سمعان أبو عبدو وكل الرهبانية «على هذه المكرمة»، وكذلك جامعة اللويزة والنائب وليد جنبلاط وكل الذين ساهموا وما زالوا في استرجاع المخطوطات المفقودة. ويؤكد فرج أن جنبلاط لعب دوراً أساسياً وكبيراً في المحافظة على أرزاق الدير وموجوداته، لافتاً إلى أن العلاقة مع آل جنبلاط تاريخية وتعود لأكثر من 300 سنة منذ تأسيس الدير وما قبله من خلال الصداقة والعلاقة الطيبة التي كانت تجمع في تلك الفترة بين المطران أفتيموس الصيفي والأمراء والشيخ قبلان القاضي وعلي بك جنبلاط. ويشير الأب فرج إلى أن المطران الصيفي استطاع من خلال هذه العلاقة بناء الدير بعد شراء الأرض من آل جنبلاط والقاضي في ذلك الوقت.
مخطوطات الدير وبعض المقتنيات
من جهته، يقول رئيس المدرسة في الدير الأب عبدو رعد «إن جملة من الامور تميز دير المخلص عن غيره من الاديرة، فهو يضم مكتبة تحوي حوالى 2500 مخطوط، وهي مخطوطات تاريخية وقديمة وخطت باليد، وتتنوع مواضيعها ما بين مخطوطات دينية وروحية وثقافية وتاريخية، وكذلك هناك المراسلات ما بين البطاركة والكرسي الروماني والاساقفة والزعماء في ذاك الوقت».
ويشير الأب رعد إلى أن بعض المعلومات تشير إلى وجود عدد من المخطوطات في مكتبة الأسد في دمشق، وانه ستتم متابعة المساعي لاسترجاعها.
ويشارك في هذا الاحتفال الرئيس العام للرهبانية المريمية الاباتي سمعان ابو عبدو والرئيس العام للرهبانية المخلصية الارشمندريت جان فرج ورئيس جامعة سيدة اللويز الاب وليد موسى بحضور عدد من الرهبان والمدبرين.
السفير