أقيمت ندوة حول كتاب بعنوان "مسلم يلبس كهنوت المسيح" سيرة الأب عفيف عسيران وروحانيته للدكتور لويس صليبا شارك فيها كل من المطران ميشال عون والدكتور حسن عواضة والدكتور لويس صليبا وأدارها الأستاذ عماد يونس فغالي .
كلمة تقديم من الأستاذ عماد فغالي قال فيها عن الكتاب:" 650 صفحة ولا تملّ. كلّ تفصيلٍ يدفعكَ إليه الفضول العلميّ أو حشريّتُكَ الشخصيّة، لكَ إليه في الكتاب وصول! وبعد، قلمٌ سيّال يلاحق المعلومة كاملةً فتدخل في سرّ بلوغها إليك. هو المؤلّف الذي كتبَ، لا بمُدامٍ يخطّ على قرطاسٍ، أو بيراعٍ مبدعة تقودكَ إلى الإعجاب حتى الذهول. بل تخاله يجرح القلبَ ويسقي نصّه بدمٍ سرى في عروقه عاطفةً حرّى لمترجمه".
ثمّ تحدث المطران عون عن الأب عسيران قائلاً :" كان مهندس التلاقي بين المسيحية والإسلام، ويبقى مُلهمًا لنا في رسالته التي جسّدت المحبة المسيحية في حوار العيش المشترك، ومثالاً في كيفية تحقيق ما يدعو إليه الإرشاد الرسوليّ بأن لبنان هو أكثر من وطن، إنه رسالة لكل العالم في الحوار والمحبة والتلاقي . في كل حياته، كان شاهدًا لإيمانه بالمسيح، يشعُّ من وجهه سلامُ المسيح، وعلى ثغرِه ابتسامةٌ رضيّة تعكس ما يحمل هذا القلب الكبير من الحب والفرح والسلام، وكلّها تنبع من علاقةٍ شخصيّة بالرب يسوع".
وقال في مؤلف الكتاب :" الدكتور لويس صليبا كتب تاريخَ حياة عفيف عسيران ولم يحكِ فقط قصةَ حياتِه. وبين الحكاية والتاريخ يكمُن الفرقُ كلُّ الفرق، إذ اجتهد الكاتبُ في العودة إلى المصادر المُثبَتة، وإلى ما يَرويه شهودُ عيانٍ من شهاداتٍ واقعيّة، وذلك لتوخّي الدِّقّةَ وتجنّبِ المُبالغات التي تبغي أحيانًا تلميعَ الصورةِ وتجميلَها. وقد جمع الكاتب هذه الشهادات القيّمة التي لا تُقدِّم بحدّ ذاتها سيرةً متكاملة لعفيف عسيران، ولكنها أعطته مادةً ثمينةً أتاحت له، بقراءتِه النقديّة لها ومقارنتِها وإعادةِ تركيبِها وترتيبِها زمنيًا، رسمَ الخطوط الرئيسية لحياة رجلٍ بار تاق طيلة حياته بتواضعٍ لا مثيل له إلى الكمال. وسيرةُ عفيف أو تاريخُ حياتِه لم يُكتَب بعد بالعربية. ولعلّ جهدَ الكاتب يكونُ فاتحةَ خير، ويُساهمُ بطريقة فعّالة في تكوين الملفّ المُزمع تقديمُه ليُرفَع الأب عفيف على المذابح".
وأوجز حياة الأب عسيران في عدد من النقاط منها : فتوّتُه والبحثُ عنِ الله، الإيمان المسيحيّ ، الاختبار الروحيّ والعماد، تمييز دعوة الله له وعفيف كاهناً للمشرّدين وأستاذًا جامعيًا .
ثم كانت كلمة للدكتور حسن عواضة رأى فيها أن الأب عسيران لم يكن مبشراً بل كان يعيش الايمان ، ولم يلبس كهنوت المسيح بل عمل في المسيح . وما يميّزه هو قربه من القربان ، وهذا القربان جعله ينظر ويهتم بالمهمشين ، فاستكمل رسالته ببناء بيت الرحمة الآلهية لمساعدة الفقراء لتوظف اهتمامها لاحقاً بالأطفال المشردين .
صليبا
وأوضح الدكتور لويس صليبا في كلمته بعض ما أُثير عن الكتاب . وقال :" عفيف تحدّ للمسيحيين لا للمسلمين ولكن عفيف لم يكن في الحقيقة تحدّياً للمسلمين، بقدر ما كان تحدّياً للمسيحيين، وفي عقر دارهم. واكتفى هنا بذكر ما قاله وبجرأة لمطران صور بعد أن أراه هذا الأخير ما أقام من منشآت وأبنية في أبرشيته، فبادره عفيف:«يا سيدنا وماذا حقّقتم أو فعلتم للفقراء؟!».
روح الفقر الفرنسيسية الحقيقية التي جسّدها وعاشها عفيف نراها تعودُ لتثمر وتُينع مع الثورة من فوق التي يقودها اليوم رأسُ الكنيسة البابا فرنسيس الأول. وهي مهمّةٌ شاقّة وطويلة، تهتزُّ لها عظامُ العفيف وسائر القدّيسين في مقاماتهم طرباً وفرحاً. وتحتاجُ إلى مشاركة الجميع ودعمهم. وهي الأمل الباقي في زمن الفسادِ المستشري هذا".
وأضاف صليبا :" لعلّ أكثرَ ما جذبني في عفيف حبُّه الصادق للإسلام والمسلمين وتفانيه في خدمةِ المحيط الإسلامي. عمل وخدم دوماً، وامتنع بالمقابل دوماً عن التبشير. وأسوةً به وعملاً بروحانيته فمصنّفي عنه شهادةٌ ودراسة لا أثر فيه للتبشير.
يقولُ عفيفنا «الحضارةُ الإسلامية شيءٌ حيويّ جداً للعرب عموماً، إن الانتماء للحضارة العربية الإسلامية أمرٌ أساسي. وهو غير متصل بالعقيدة (الدينية)».
وبعد ربعِ قرنٍ ونيف من دراسةِ الإسلامِ وتدريسه البحثِ فيه، لا يمكنُني إلاّ أن أُنشِد مع معلّمي العفيف نشيدَ حبّ وإجلال للثقافة الإسلامية التي نشأتُ في كنفها وربيت. وتحضرني هنا كلمةٌ للروائي اللبناني العالمي أمين معلوف تقول:«أنا مسيحي ولغتي الأم هي العربية، وهي لغةُ الإسلام المقدّسة، وهذاالثنائي مسيحيتي ولغتي العربية يشكل فعلاً هويتي». أبجديةُ العيشِ في هذا الوطنِ المعذّب هي ثقافةُ الاختلاف وقبولُ الآخر وحبُّه لذاته، وكما هو. هذا ما يُعيدُ العفيفُ اليوم تذكيرَنَا به ، وعسانا نحفظ الدرس، ونعملَ به".
وقال في كتابه وهو الأربعون في سلم مؤلفاته " الكتاب الأربعون ، إنه الكتاب الأربعون. ومن كُبرى البركات والنِعم أن يكون مصنّفي عن عفيف الكتاب الأربعين من مؤلّفاتي. وقد شدّدت أكثر الديانات والتقاليد الروحية والصوفية على هذا الرقم وما يحمل من رموز. ففي المسيحية قُدِّم يسوع إلى الهيكل بعد أربعين يوماً من ولادته وصام أربعين يوماً وليلة في البرية ، وكذا فعل قبله إيليا، وبشّر المسيح أربعين شهراً، وبقي في القبر أربعين ساعة، وظلّ على الأرض أربعين يوماً بعد القيامة.وفي البوذية بدأ غوتاما بوذا إشارته وهو في سن الأربعين. وموسى دُعيَ للرسالة وهو في الأربعين. وهذا شأن رسول المسلمين كذلك، فبدء الوحي كان في الأربعين".
مشاغل ميلادية وتوزيع جوائز
وقد أُقيمت مشاغل ميلادية للأولاد طيلة النهار من اعداد روبير شكيبان وجماعة تـ"نكبر" . كما وزع رئيس الاتحاد الأب طوني خضره الجوائز على الفائزين في مسابقات الرسم والشعر والموسيقى في قاعة المحاضرات بحضور تربويين وأساتذة ومدراء المدارس المشاركة وحشد من التلامذة وجاءت النتائج على الشكل التالي : الفائزة في المرتبة الأولى (عبارة عن دورة رسم مجانية لمدة شهر) عن فئة الرسم لاتيسيا جرجس من مدرسة راهبات سانت تريز في اميون ، الفائزة في المرتبة الثانية(عبارة عن مجموعة كاملة لعدة الرسم) يارا داوود من راهبات الوردية في قرنة الحمرا، ونال كل من الفائزيين في المرتبة الثالثة كريم مفرج من مدرسة البزنسون في الحدث واليانا بركات من مدرسة المحبة للبنات في زغرتا شهادة تقدير. ونال عن فئة الموسيقى والشعر في المرتبة الثانية كل من شربل مسعد من مدرسة سانت ايلي في درب السيم والسا مطر من مدرسة راهبات الصليب في غزير مجموعة مؤلفات موسيقية ، ونال حنا بو ملحم في المرتبة الثالثة من مدرسة المحبة للبنات في زغرتا شهادة تقدير . كما وُزعت شهادات تقدير على المدارس التي شارك طلابها في المسابقات التي نظمها الاتحاد في هذا المجال .
هذا ويُختتم المعرض اليوم بسلسلة من النشاطات ومنها توزيع الجوائز على الفائزين بالمسابقة التي نظمتها مؤسسة لابورا . يتخلل حفل توزيع الجوائز كلمات للأب طوني خضره وممثلي للجامعات المشاركة . وتُقام مساءً حفلة موسيقية ميلادية لـ Music Style .
أوسيب لبنان
قسم الإعلام