شارك اكثر من الف ومائتي شاب وفتاة من لبنان، في الايام العالمية للشباب في كراكوفيا في بولونيا، المدينة التي كان البابا القديس يوحنا بولس الثاني راعيا لها قبل انتخابه على السدة البابوية، وهو قد ولد في مدينة كاتوفيتش القريبة من كراكوفيا وعاش فيها حتى الثامنة عشرة من عمره.
المرحلة الاولى من هذه الايام تضمنت استقبال الشباب والصبايا، في عدد من رعايا ابرشية “اوبولي” التي تعد اكثر من ثمانمائة الف مؤمن، وسبعمائة كاهن، وقد توزعوا على العائلات في الرعايا، بمعدل شخصين او ثلاثة في كل بيت، وكان استقبالهم فيها رائعا، وشعر اللبنانيون بانهم في بيوتهم، نظرا للاهتمام الكبير الذي ابداه الاهالي بهم. فطوال اربعة ايام اخذوهم على عاتقهم كل ما يتعلق بالنشاطات والاحتفالات التي وضعتها اللجنة البولونية المنظمة لهذا اللقاء، وقد ابدى الشعب البولوني اهتماما كبيرا بهم، فظهر كم هو شعب يتميز بروح الايمان الملتزم بالقضايا الدينية والانسانية، وقد قابلهم الشعب اللبناني بروح الضيافة التي ابداها تجاههم، فكانت لقاءات فرح مميزة في الغناء والرقص على الالحان اللبنانية والبولونية والعالمية، وفي المشاركة الكثيفة في الاحتفالات الدينية: القداسات، سهرات الصلاة، والتطوافات، والزياحات، ومع ان الاحتفالات كانت تتم غالبا باللغة العربية، وبحسب الطقس الماروني، الا ان المؤمنين البولونيين، كانوا يشاركون فيها ويبقون في الكنيسة مع انهم لا يفهمون اللغة العربية، بل كانوا يصلون سويا “من كل قلبهم” كما تقول عادة.
شهد اللقاء حدثا مميزا، تمثل بزواج شاب وشابة لبنانيين، في احدى الرعايا التي كان فريق من ابرشية جونية موجودا، وذلك بعد ان استحصلا على الاذونات الضرورية من مطران ابرشيتهما، ومن مطران ابرشية “ابولي”. وقد بارك زواجهما رئيس اللجنة الاسقفية لرسالة العلمانيين المطران جورج بو جوده، ومرشد لجنة الشبيبة فيها الخوري شربل الدكاش، ابن خال العريس، والخوري عمانوئيل الراعي. كما شارك في الاحتفال عدد كبير من ابناء الرعية ناهز السبعمائة شخص. وقد نظمت الرعية في هذه المناسبة حفل كوكتيل كبير تكريما للعروسين.
بعد هذه الايام الاربع، انتقلت الوفود اللبنانية الى كراكوفيا، مرورا بمعتقل اوشوينز الذي كان النازيون يعدمون فيه ضحاياهم من اليهود والبولونيين والروس الشيوعيين وغيرهم من مختلف البلدان اما حرقا واما تحليلا لاجسادهم بطريقة وحشية.
عند وصولهم الى كراكوفيا، توزع اللبنانيون وجميع المشاركين من مختلف بلدان العالم على المدارس والنوادي الرياضية وبدأوا بالمشاركة في الاحتفالات، فقام البعض منهم بزيارة منجم الملح الذي اشتغل فيه “كارول فويتيلا” يوحنا بولس الثاني قبل دخوله الاكليريكية، وزاروا البيت الذي ولد فيه في كاتوفيتش، حيث ولدت القديسة “فوستين” رسولة الرحمة الالهية، وقاموا بتطواف تكريما لها استمر ثلاث ساعات.
ويوم الثلثاء في 26 تموز، اقيمت مباريات في كرة القدم بين المشاركين في لقاء الشبيبة، سموها “كوبا كاتوليكا” اي الكأس الكاثوليلكية، وقد تغلب فيها الفريق اللبناني على فريق المكسيك في الربع النهائي بخمسة اهداف مقابل هدفين، وما ميز هذا الكأس مشاركة فريق من الراهبات، أظهرن فيها براعة في لعب كرة القدم تضاهي مشاركة الشباب.
عند المساء، تم الاحتفال الرسمي بافتتاح الايام العالمية للشبيبة، بقداس احتفالي ترأسه رئيس اساقفة كراكوفيا الكاردينال ستانيسلاو دجيفتش، خليفة يوحنا بولس الثاني على الابرشية، بعد ان كان سكرتيره الخاص طوال سنوات. وقد شارك في القداس ما لا يقل عن خمسمائة كاردينال واسقف من مختلف بلدان العالم ومئات الالاف من الشبان والشابات في جو صلاة رائع رغم عدم معرفتهم باللغة البولونية.
وطنية