لنستنتج. وإذا قرأنا الأحداث، نرى أنّها لم تعُد عاديّة، حيث أصبحت مُقدِّرات الأسلحة الموجودة بين أيدي البشر قادرة على تدمير الأرض في لحظات، ولا أحد قادر على اللعب في الوضع القائم”. إلا أنه واثق بأنّ “لا حربَ عالميّة ثالثة، لأنّ الله لن يسمح بها، إذ إنها ستكون حرباً نوويّة لا رابح فيها ولا خاسر. ولمعرفة السبب الذي أوصل الأرض وسكانها إلى هذه المرحلة، فعلينا قراءة ما حصل سابقاً»، على حدّ تعبير خوري”.
لا حرب عالميّة ثالثة… إنّما!
يؤمن خوري، بأنّ “كلّ عناصر الحرب وأدواتها وفتائلها متوافرة بكثرة في لبنان، إلّا أنّها لم تشتعل بعد”. وهذا ما يستغربه المواطنون والسياسيّون، وفقَ ما يقول الأب مروان! ويتساءلون لماذا؟ وكيف؟… “أمّا نحن والمؤمنون في هذا الوطن، نعلم لماذا… كما نعلم أن لا الروس ولا الأميركان، ولا حتّى آخرون هم مَن أوقفوا الحرب!”.
ويُقرّ خوري في حديثه لـ”الجمهورية”، بأنَّ “أفضل حدث شهده لبنان واللبنانيّون كانَ تكريس البلاد لمريم العذراء سيِّدة لبنان، وانطلاقاً من هذا الواقع باتت الحرب ممنوعة في هذا البلد”، مُذكِّراً بأنَّ “العذراء لم تأتِ إلى لبنان مع ماريا وإيفان لتُبشّر بالحرب، بل أتت ودعتنا إلى عدم الخوف لأنّها معنا، وهي لا تناور ولا تفهم لغة الحروب، وعندما تقول كلمتها فهي ثابتة”.
إمتحان الشيطان من 1917 إلى 2017
ويروي خوري: “عام 1884، شاهدَ البابا لاوون الثالث عشر رؤيا، ظهرَ فيها الشيطان يستأذن الله ليمتحن الكنيسة لمدّة 100 سنة، لكنّنا لا نعلم متى بدأت هذه الفترة. عندئذ استشعر البابا بخطورة الأمر. فاختلى في مكتبه وألّفَ صلاة لـ”مار ميخائيل” وضَعَ فيها الكنيسة في عهدته، وسلّمه حماية المؤمنين في فترة الامتحان. وبقيت هذه الصلاة تُتلى على رؤوس المؤمنين بعدَ نهاية القداديس في كلّ كنائس العالم بأمر من البابا. وبقيَ الوضع على حاله حتّى سنة 1950 تقريباً”. ويُضيف: “صحيح أنّنا نجهل متى بدأت فترة الامتحان الشيطاني، غير أنّه يقال إنّها بدأت عندما ظهرت العذراء على الرعاة الثلاثة في البرتغال سنة 1917، لأنّه في هذا العام انطلقت الثورة الشيوعية التي كانت موجّهة أساساً ضدّ الله والكنيسة. وزوّدت العذراء الرُعاة الثلاثة بـ3 أسرار، كُشفَ منها اثنان وبقيَ الثالث محفوظاً في الفاتيكان حتّى عام 2000 عندما كشفه البابا”.
الأسرار الثلاثة وحرب المئة عام
ويُفنّد خوري الأسرار الثلاثة، شارحاً أنَّ السرّ الأوّل بدأ عندما مكَّنت العذراء الرعيان من رؤية جهنّم وأعداد هائلة من البشر تهوي إليها. ويرَون بحيرة مُرعبة من نار هائلة تحت الكرة الأرضيّة، وأعداداً من البشر تدخلها وتخرج من الجهة المُقابلة في هيئة وحوش تشتم الله وتلعنه، مع صرخات وتنهُّدات من الألم لا يستطيع أحد سماعها من دون أن ينفطر قلبه. فسأل الرعيان العذراء، لمَ يحصل ذلك؟ فأجابت أنّ قلبها وقلب ابنها انجرحا من الخطيئة، وأنّ خطايا البشر ستقودهم إلى حرب أشرس من العالميّة الأولى. وأنهت العذراء كلماتها، قائلةً إنَّ خطايا الإنسان هي التي ستقوده إلى الحروب، وليس الله هو من يبعث الحرب، وإنّ الخطيئة هي التي تجُرّ إلى القتل.
السرّ الثاني: الحرب العالمية الثانية
عام 1928 اندلعت الحرب العالميّة الثانية، “حاصدةً” 56 مليون قتيل، فقالت العذراء للرعيان إنَّ “هذه الحرب سينبثق منها النظام الشيوعي، لتُرجع العالم 200 سنة إلى الوراء”.
ويُشير خوري إلى أنّ الشق الثاني من السرّ الثاني هو عندما ظهرت مريم للرعيان باسطةً يدَيها وعلى يسارها ملاك حامل في يده سيفاً تخرج منه نار. ولدى رؤيته، تقول لوسي (إحدى الرعيان): كانت هذه النار مُعدَّة لتحرق الأرض، وكانت العذراء كلما لمست يداها النار تمتصُّها فلا تُحرَق الأرض.
السرّ الثالث: إغتيال البابا وسقوط الشيوعية
… وإلى يمين العذراء، رأى الرعاة عجوزاً بلباس أبيض، مُتعب الوجه ومُمسكاً بعصاة، يمُرّ وسط قتلى ممدّدين يميناً ويساراً وبينهم جثث مُحترقة. ويصعد العجوز صوبَ جبل، فيسجد للصلاة قبالة صليب خشبيّ عتيق، فيُباغته جنود ويطلقون النار عليه وعلى كهنة ومطارنة وأشخاص كثيرين. ولمّا رأت العذراء أنّ الرعيان لم يفهموا شيئاً من هذه الرؤيا، قالت لهم: سلّموا هذه الرؤيا للبابا، واطلبوا منه تكريس روسيا والعالم لقلبي، وأنا كفيلة بمنع هذا النظام من هلاك الكنيسة.
وتسلّم هذه الرؤيا بابا تلوَ الآخر، لكنّهم كانوا يخشون عدم فهمها وعجزهم عن تحقيق رغبات العذراء، في وقت كانت الشيوعيّة تنتشر أكثر وأكثر. فقالت العذراء: “صلّيتُ كثيراً حتّى وصل البابا يوحنا بولس الثاني إلى سُدّة البابويَّة، وهو ابنُ دولة من صلب البلاد الشيوعيّة، ومن عائلة قتلَ منها الشيوعيّون 14 فرداً، وهو خَرَجَ من قلب مُعاناة”. وعندما جلسَ البابا يوحنّا بولس الثاني على عرش بطرس وقرأ السرّ، فهمه فوراً، وقال للعذراء: “فهمتُ السرّ وأنا في خدمتك”، وكرَّس العالم لها.
لغز تاريخ 13 أيّار!
في 13 أيّار 1917، ظهرت العذراء في فاطيما، وفي 13 أيّار 1981 خلال تكريس البابا يوحنّا بولس الثاني العالم لقلب مريم، أطلق “علي أقجا” النار عليه عندما كان يطوف في ساحة الفاتيكان، فاتّضحَ أنَّ البابا هو الشخص المقصود في رؤيا السرّ الثالث.
ويوضح الأب مروان: “كان مُفترضاً أن يموت البابا، لأنّ “أقجا” قال له في السجن إنّه قاتل مُحترف ولا يُخطئ هدفه، وأنّه صوّبَ مُسدّسه نحو رأس الحبر الأعظم، فكيف توجّه مسار الطلقة إلى بطنه؟”.
ومن المُستشفى، طلبَ البابا تكريس الكنيسة لمريم، ومنذ ذلك الوقت بدأت الشيوعيّة بالتدهور، حتّى وصل غورباتشوف إلى الحكم ودمّر تماثيل لينين وذهب مع زوجته للسجود أمام البابا يوحنا بولس الثاني. ومن العام 1981 حتّى 1985، بقيَ البابا يكرّس روسيا لقلب العذراء. وتقول الأخت لوسي بحسب مذكراتها: “لو لم يُكرّس البابا روسيا لقلب العذراء لكانت ستحدث حرب نووية سنة 1985 تلغي الحياة على الأرض”.
وإذا عُدنا بالذاكرة إلى العام 1986، نرى أنّ حادثة تشرنوبيل نبّهت العالم إلى تكلفة الحروب، فخفّضت البلدان تسلُّحها النووي، لتجعل العالم في مأمن، وبذلك أبعدت العذراء الحرب العالميّة الثالثة.
العذراء طالبت ابنها الحكم برحمته لا بعدالته
ويُتابع الأب مروان: “العالم لم يتعلّم من كلّ هذه الأحداث، فزادت الخطيئة. وأصبحَ الله يُحاكمنا برحمته وليس بعدالته من كثرة خطايانا، وبقدر رحمته صار يُمهلنا ويغفر لنا. ولكن عندما يصل الإنسان إلى مكان يدوس فيه حتّى رحمة الله، يسحب رحمته لتعود عدالته. وعندما رأى الله جور الخطيئة، قرّر التدخّل بعدالته، فتقول العذراء إنّها تدخّلت عند ابنها بكلّ ما أوتيت من شفاعة، ورجته أن يُعطيها فرصة أخيرة للمساعدة على إعادة البشريّة إلى الله والخلاص، فأعطاها الله هذه الفرصة. فأصبحت مريم تظهر في مديغورييه منذ 33 سنة، ويحجّ ملايين المؤمنين إلى هناك للصلاة.
لم يحصل في تاريخ الكون أن تظهر العذراء وتصرخ وتُنادي يومياً: إرجعوا إلى الله والصلاة، واشكروه لأنّه سمحَ لي بالبقاء معكم كل هذا الوقت، لأنّكم لا تعلمون ماذا سيحصل إذا أحجمت عن الظهور”. ويُشير الأب إلى أنّ “مريم أعطت في فاطيما 3 أسرار، و85 آخرين في مديغورييه، والأسرار كلّها تخصّ الكون وما سيحلّ به”، مُضيفاً: “أشعر بأنّ العذراء ستبقى معنا قرابة الفترة التي أمضاها ابنها معنا وهي 33 سنة، وهذا الزمن اقترب من النهاية. وقد دخلنا السنة 33، وهو إحساس لست ألزم أحد بتصديقه”. ويقول: “لست أتكلّم هكذا لأرعب الناس، لكنّ لدى العذراء خوفاً كبيراً على الذين رفضوا العودة إلى الله. واذا اعتبرنا أنّ المئة سنة التي طلبها الشيطان من الله بدأت في سنة 1917، فإنّ نهايتها ستكون في 2017. ولذلك، سيستشرس الشيطان بكُلّ ما أوتيَ من قوّة، ويأخذ معه كلّ ما أمكن أخذه في نهاية سنينه، والويل لمَن ليس محميّاً، والويل لمن لم يُسلّم قلبه للعذراء”.
“العذراء رأت شيئاً لم نره فزادت ظهوراتها”
أمّا بالنسبة إلى التنبّؤات من كُلّ حدب وصَوب، والأحاديث الإعلاميَّة لبعض المُنجّمين والمُنجِّمات، يُذكِّر خوري قرّاء “الجمهورية” واللبنانيّين بضرورة عدم تصديقها والوقوع في فخّها، مؤكِّداً أنَّ “الإنسان الفارغ من الله، وحدهُ يساق ويصدّق هؤلاء”.
كما يشعر خوري أنّ العذراء رأت شيئاً لم نستطع نحن كبشر رؤيته ويعتقد أنها بصدد عمل “جوجلة” للإيمان، ومديغورييه “غربال” تستعمله العذراء كي تتمكن من إحصاء المؤمنين ومعرفة من يريد الله؟! واتّضح لها أنّ الأغلبية لا تريده، لذلك يرى خوري أنها خائفة، وهذا ما يفسّر كثرة ظهوراتها مخافة انسحاب الله وبسط عدالته بدل رحمته. والشيطان… ينتظر!
هل ستخلّص روسيا الكنيسة؟!
وفي الإشارة إلى أهمية عدد المؤمنين؟ يُذكّر الأب مروان بقصّة صادوم وعمورة، موضحاً: “صحيح أنَّ الربّ يُخلّص البشر بقوّة صلاة المؤمنين، لكن عندما لا تستجيب الغالبيّة له يسحب يده، وعندها تحلّ الكارثة، لأنّ الكون يأتمر بنظامه، بدءاً من شروق الشمس حتّى غروبها، فإذا سحَبَ الله يده “يتلخبط” نظام الكون، والشيطان في المرصاد للجرف”.
ويقول: “زرتُ مديغورييه في الآونة الأخيرة، وخلال تلاوة الشاهدة ماريا مسبحتها، تراءت العذراء لها وقالت: أرجوكم، صلّوا على نيّة انتهاء الحرب في سوريا والشرق الأوسط”. ويُشير إلى أنّ “ماريا كان لديها شعور بأنّ الحرب في المنطقة لو حصلت، لن تكون شبيهة بحروب العراق ومصر وليبيا، بل ستكون حرباً شرسة تُدخل العالم في أزمة مُستعصية تخرج من يد الجميع”، مُضيفاً: “مَن أوقف الحرب ليست السياسة ولا الديبلوماسيّة، بل العذراء مريم من خلال البابا فرنسيس الأوَّل الذي جيّش العالم ليصوم ويُصلّي على نيّة منع اندلاع الحرب. فالحرب عمل شيطاني تنفّيذه بشري، ولأنّ الشيطان حَيّ، على عكس ما يعتقده البعض الذي لا يعترف بوجوده ويرفض الاعتراف بقدرته، إلّا أنّه يبقى فاعلاً قويّاً على الأرض، بسبب بُعد الإنسان عن الله”.
وأخيراً، يكشف الأب مروان أنّ “عذراء فاطيما أوحت في إحدى ظهوراتها، بأنّ روسيا هي التي ستُخلّص الكنيسة في المستقبل (…) لا تسأليني كيف؟ هكذا قالت العذراء في فاطيما”، ومثلما كانت العذراء حاضنة لأكثر نظام جائر في حق الكنيسة ستكون العذراء أكبر مدافع عن الكنيسة من خلالها وبواسطته”. ويُحذّر الأب مروان من لم يختَر الله حتى الآن، لأنه لن يكون محميّاً، ولأنّه لن يسلم من قبائح الشيطان التي ستتكاثر وتستفحل في السنوات الثلاث المقبلة، قبل مجيء النهاية عام 2017، حين تنتهي حربه…حرب المئة عام التي امتحَن فيها الكنيسة.
مرلين وهبة / صحيفة الجمهورية