صدر عن المنسقية العامة ل "بيروت عاصمة عالمية للكتاب" البيان التالي": على مدى يومين في 8 و 9 الحالي، أقيمت في فندق "سفير" في بيروت "ندوة الرواية العربية والنقد" التي نظمتها "الدار العربية للعلوم ناشرون" بالتعاون مع وزارة الثقافة في لبنان وذلك ضمن احتفاليات "بيروت عاصمة عالمية للكتاب 2009" حيث أقيمت أربع جلسات عمل،
اشترك فيها 15 ناقدا وكاتبا عربيا ينتمون إلى مصر وسوريا والسعودية والمغرب والجزائر وتونس والأردن وفلسطين والبحرين ولبنان، وقد أشرف على تنظيمها كل من بشار شبارو، مسؤول الدار العربية للعلوم ناشرون، والكاتب والناقد اللبناني اسكندر حبش.
محاور الندوة توزعت على ثلاثة موضوعات كبيرة هي "زمن الرواية بوصفه مفهوما لتحولات الأنواع الأدبية" و"التيارات النظرية وحضورها في نقد الرواية" و"حين تتأمل الرواية ذاتها"، وقد عرفت الجلسات نقاشات حارة وكبيرة من الحضور الذي تابع أيام الندوة، مشاركا في النقاش وطرح الأسئلة.
الجلسة الأولى أولى جلسات الندوة، التي حملت عنوان "زمن الرواية بوصفه مفهوما لتحولات الأنواع الأدبية" أدارها د. ماهر جرار، واشترك فيها كل من د. حسين حموده (مصر) ود. شهلا العجيلي (سوريا) ود. مصطفى الكيلاني (تونس). عن "الرواية العربية: من هوية النوع إلى هوية الثقافة" تحدثت د. العجيلي التي رأت أن "الرواية العربية لم تظهر بهوية فنية متكاملة، إذ ولدت وعها آثار لمكونات النثر الفني العربي، من مثل المقامة والسيرة، ذلك أن المرجعية الفكرية لكتابتها لم تكن واضحة، ولم تكن نظرية الرواية حاضرة آنذاك في فكر النقاد..". وتطرقت الدكتوره العجيلي في كلمتها إلى عدد من القضايا هي "الرواية أيقونة ثقافية أجناسية" و"التنوع الثقافي – الأجناسي وتحديات النقد" و"هلامية القيمة البديلة" و"تعدد مرجعيات الناقد العربي وتضاربها" و"غياب الناقد المفكر" لتخلص إلى الحديث جول "الأفق المستقبلي للرواية والنقد". د. حسين حمودة تحدث عن "زمن الرواية… أزمنة الرواية" الذي رأى أنه "كان للسياق الثقافي وغير الثقافي، دور كبير في إذكاء حماس المعركة ثم في تأجيج لهيبها، وتمثل جانب كبير من هذا الدور في إلقاء مواد مشتعلة حول قول نقدي لم يكن يتغيا سوى وجه الحقيقة وحده ووحدها" د. الكيلاني تحدث عن المتون والهوامش في اشتغال الظاهرة الروائية العربية (المنجز والممكن) وقد بدأ بتساؤل حول "هل حقق النقد الروائي العربي، من موقع تجربته الخاصة، إضافة معرفية في مجال الدراسات السردية العالمية أم هي ثقافة النقل عامة في مختلف حقول التناول البحثي الإنساني تكتفي عادة بابتسار المنظومة المعرفية واختصارها بصفة مخلة والخروج بها من سياقها التفاعلي إلى ساكن المعنى". وتطرق الباحث إلى عدد من النقاط، منها "بانوراما المشهد الروائي العربي" و"لعبة المتون والهوامش موضوعا تناصيا" و"سرد الأفكار قبل الأحداث: الوجه الأول للعبة المتون والهوامش في مسار الكتابة الروائية العربية" و"سرد الأفكار بالأحداث"…
الجلسة الثانية ثاني الجلسات جاءت تحت عنوان "التيارات النظرية وحضورها في نقد الرواية"، وقد أدارها سلمان زين الدين (لبنان) واشترك فيها كل من سعيد بو طاجين (الجزائر) وفيصل دراج (فلسطين) ومعجب العدواني (السعودية". حول "المقدمات الأولى للنقد العربي في بدايات القرن العشرين" تحدث د فيصل دراج الذي رأى انه "لا تنفصل ولادة النقد الأدبي العربي الحديث عما يدعى "عصر النهضة" أو عصر التنوير الذي بدأت أفكاره في التبلور في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين". ليقدم عرضا عن أبرز الحركات النقدية التي عرفتها الثقافة العربية مركزا على عدد من النقاط هي "الجديد في مواجهة القديم" و"المؤسسة النقدية المعوقة" ورأى دراج أن "ثلاث سمات لازمت النقد الأدبي العربي الحديث": "جاء هذا النقد أولا مع أفكار وافدة متعددة ولم يتبلور معناه، إلا في النصف الأول من القرن العشرين. اتخذ ثانيا من الشعر واللغة، باستثناءات قليلة، موضوعا أساسيا له، ولم يبدأ بملامسة قضايا الرواية، إلا بعد النصف الثاني من القرن العشرين، ملتمسا العون من نظريات غربية: الماركسية والوجودية والبنيوية… لم يستطع ثالثا حتى الآن أن يبني قولا متسقا ومتناميا، يعالج العناصر الروائية إلا في حالات قليلة." حول "المقاربات السردية" تحدث الدكتور السعيد بوطاجين الذي رأى أن الاهتمام الحقيقي بعلم السرد بدأ في مطلع الثمانينيات حين ظهرت نخبة من المتخرجين من الجامعة الأوروبية وأعادت النظر في طرائق دراسة العمل الأدبي لتخليصه من إرث القراءات التي أسست على الإيديولوجية بمفهومها الظرفي الذي ارتبط بسياقات تاريخية محددة". ومن النقاط التي تركزت عليها ورقة الباحث الجزائري، نرى أنه تطرق إلى "النقد الجامعي وعرض الشكل السردي" و "طبيعة المنهج" و"الروائي والموقف السردي" و"مأزق الدراسات السردية ومستقبل الرواية" و"البحث عن استراتيجية جديدة". عن "المنجز الروائي العربي في ضوء التناص: مراجعة نقدية للأطر التنظيرية والتحققات التطبيقية"، تحدث الباحث السعودي الدكتور معجب العدواني الذي رأى أن مصطلح التناص لقي منذ لحظات تشكله عددا من الاختلافات المنهجية، وذلك لكثرة الأقلام التي تلقفته في النقد الغربي، فأشاعت فيه جانبا من التعدد غير النهائي، وقد راوحت تلك الكتابات بين التطوير والنقد السلبي…" وقد تضمنت ورقة العدواني عددا من النقاط المهمة، مثل "تلقي النقد العربي الحديث مصطلح التناص" والسرقات الأدبية والمعارضات الشعرية والتناص في النقد الروائي والدراسات النقدية الفاحصة لأكثر من رواية عبر التناص والنقد التطبيقي الروائي الذي تناول التناص جزئيا والدراسات التي تناولت الرواية العربية وقدمت شظايا نقدية حول التناص.
الجلسة الثالثة الجلسة الثالثة من "ندوة الرواية العربية والنقد" جاءت أيضا تحت محور "التيارات النظرية وحضورها في نقد الرواية" وقد أدارتها الباحثة اللبنانية يسرى المقدم واشترك فيها كل من عبد اللطيف محفوظ (المغرب) وفخري صالح (الأردن) ونادر كاظم (البحرين). بداية مع الباحث عبد اللطيف محفوظ الذي تحدث عن "خصوصيات النقد السيميائي للرواية بالمغرب" متطرقا إلى عدة نقاط هي "عن النقد المغربي وثوابته" و"خلفية النقد السيميائي وتصورات النص الروائي" وخصوصيات التجربة المغربية" و"خصوصيات التجارب وخلفياتها النظرية" وغيرها من النقاط التي عالجت النقد في المغرب والتي خلصت إلى أنه وعلى الرغم من كون سيميائيات السرد قد أمدت النقد الغربي والعربي على حد سواء بالعديد من المفاهيم الناجعة والمسعفة على تبصر قضايا نصية لم يكن النقد بمكنته تبصرها، وساهمت بشكل فعال في الرقي المعرفي بالعمل النقدي. عن "الرواية العربية الآن: جدل النقد والكتابة" تحدث فخري صالح الذي رأى أن الرواية تبدو "في هذه الحقبة من تاريخ البشرية الشكل الإبداعي الأكثر حضورا، الأكثر مقروئية وانتشارا" ورأى الباحث أن "رواية المثقف" التي تتحدث عن انسجان الكاتب في شبكة هذا العالم وتحكي عن أحلامه وهذياناته وعذاباته في مجتمع التبعية، كافية لصناعة رواية عربية كبيرة. حول النقد والأزمة، جاءت الورقة الثالثة في هذه الجلسة وقد ألقاها الباحث البحريني نادر كاظم الذي رأى إن "المهمة الملقاة على عاتق النقد الثقافي، اليوم، هي السعي إلى إعادة النقد إلى طبيعته التدخلية والمسؤولة تجاه ما يجري من حوله، هي إنقاذ النقد من الخطر الذي يحيط به. وإذا استعنا بتعبيرات ادوارد سعيد فسنقول إن مهمة النقد اليوم هي السعي لإعادة النقد إلى العالم، إلى دنيا الأحداث والوقائع والصراعات وأفعال القوة والمقاومة التي تجري من حوله"…
الجلسة الرابعة آخر جلسات "ندوة الرواية العربية والنقد"، حملت عنوان "حين تتأمل الرواية ذاتها" وقد أدارها الكاتب اللبناني اسكندر حبش، وشارك فيها كل من سعد البازعي (السعودية) ولطيف زيتوني (لبنان) ونبيل سليمان (سوريا). بداية تحدث البازعي عن "الرواية النقدية في سياقها النقدي" حيث عرض فيها لبعض الروايت السعودية والخليجية التي تنتظم في السياق النقدي الثقافي حيث حدد مشاغلها بالوقوف على الكيفية التي يتصل بها الشاغل الاجتماعي بالتقنية الروائية سواء في هذه الروايات أو في غيرها، أي في الكيفية التي يتحول بها التكنيك إلى دال اجتماعي وثقافي. من مفهوم الشك، مثلما تبدى عند الكاتبة الفرنسية ناتالي ساروت في كتابها "عصر الشك"، انطلق الباحث اللبناني لطيف زيتوني ليقرأ تجربتين روائيتين عربيتين هما "مملكة الغرباء" للكاتب اللبناني إلياس خوري و"حيوات متجاورة" للكاتب المغربي محمد برادة وذلك من أجل تبيان أن تطور الرواية في العالم العربي سمح بتجربة ألوان من التهجين سمحت للنقد بالعبور إلى داخلها. وهذا النقد الذاتي لا موضوعي، متقطع لا متواصل، لا يرمي إلى خلق نظرية ولا إلى بناء منظم. إنه مجرد بذور لكنها غنية ومزروعة في تربتها، فهي في الرواية وتحكي عنها. ثالث المتحدثين كان الروائي والناقد السوري نبيل سليمان الذي قدم قراءة في روايته "مجاز العشق" حيث رأى أن "تأمل الرواية لذاتها في ضوء النقد مر من قانون الشعث أو الفرادة أو الخيال أو التناص أو الأسطورة أو البحث.
محاور الندوة توزعت على ثلاثة موضوعات كبيرة هي "زمن الرواية بوصفه مفهوما لتحولات الأنواع الأدبية" و"التيارات النظرية وحضورها في نقد الرواية" و"حين تتأمل الرواية ذاتها"، وقد عرفت الجلسات نقاشات حارة وكبيرة من الحضور الذي تابع أيام الندوة، مشاركا في النقاش وطرح الأسئلة.
الجلسة الأولى أولى جلسات الندوة، التي حملت عنوان "زمن الرواية بوصفه مفهوما لتحولات الأنواع الأدبية" أدارها د. ماهر جرار، واشترك فيها كل من د. حسين حموده (مصر) ود. شهلا العجيلي (سوريا) ود. مصطفى الكيلاني (تونس). عن "الرواية العربية: من هوية النوع إلى هوية الثقافة" تحدثت د. العجيلي التي رأت أن "الرواية العربية لم تظهر بهوية فنية متكاملة، إذ ولدت وعها آثار لمكونات النثر الفني العربي، من مثل المقامة والسيرة، ذلك أن المرجعية الفكرية لكتابتها لم تكن واضحة، ولم تكن نظرية الرواية حاضرة آنذاك في فكر النقاد..". وتطرقت الدكتوره العجيلي في كلمتها إلى عدد من القضايا هي "الرواية أيقونة ثقافية أجناسية" و"التنوع الثقافي – الأجناسي وتحديات النقد" و"هلامية القيمة البديلة" و"تعدد مرجعيات الناقد العربي وتضاربها" و"غياب الناقد المفكر" لتخلص إلى الحديث جول "الأفق المستقبلي للرواية والنقد". د. حسين حمودة تحدث عن "زمن الرواية… أزمنة الرواية" الذي رأى أنه "كان للسياق الثقافي وغير الثقافي، دور كبير في إذكاء حماس المعركة ثم في تأجيج لهيبها، وتمثل جانب كبير من هذا الدور في إلقاء مواد مشتعلة حول قول نقدي لم يكن يتغيا سوى وجه الحقيقة وحده ووحدها" د. الكيلاني تحدث عن المتون والهوامش في اشتغال الظاهرة الروائية العربية (المنجز والممكن) وقد بدأ بتساؤل حول "هل حقق النقد الروائي العربي، من موقع تجربته الخاصة، إضافة معرفية في مجال الدراسات السردية العالمية أم هي ثقافة النقل عامة في مختلف حقول التناول البحثي الإنساني تكتفي عادة بابتسار المنظومة المعرفية واختصارها بصفة مخلة والخروج بها من سياقها التفاعلي إلى ساكن المعنى". وتطرق الباحث إلى عدد من النقاط، منها "بانوراما المشهد الروائي العربي" و"لعبة المتون والهوامش موضوعا تناصيا" و"سرد الأفكار قبل الأحداث: الوجه الأول للعبة المتون والهوامش في مسار الكتابة الروائية العربية" و"سرد الأفكار بالأحداث"…
الجلسة الثانية ثاني الجلسات جاءت تحت عنوان "التيارات النظرية وحضورها في نقد الرواية"، وقد أدارها سلمان زين الدين (لبنان) واشترك فيها كل من سعيد بو طاجين (الجزائر) وفيصل دراج (فلسطين) ومعجب العدواني (السعودية". حول "المقدمات الأولى للنقد العربي في بدايات القرن العشرين" تحدث د فيصل دراج الذي رأى انه "لا تنفصل ولادة النقد الأدبي العربي الحديث عما يدعى "عصر النهضة" أو عصر التنوير الذي بدأت أفكاره في التبلور في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين". ليقدم عرضا عن أبرز الحركات النقدية التي عرفتها الثقافة العربية مركزا على عدد من النقاط هي "الجديد في مواجهة القديم" و"المؤسسة النقدية المعوقة" ورأى دراج أن "ثلاث سمات لازمت النقد الأدبي العربي الحديث": "جاء هذا النقد أولا مع أفكار وافدة متعددة ولم يتبلور معناه، إلا في النصف الأول من القرن العشرين. اتخذ ثانيا من الشعر واللغة، باستثناءات قليلة، موضوعا أساسيا له، ولم يبدأ بملامسة قضايا الرواية، إلا بعد النصف الثاني من القرن العشرين، ملتمسا العون من نظريات غربية: الماركسية والوجودية والبنيوية… لم يستطع ثالثا حتى الآن أن يبني قولا متسقا ومتناميا، يعالج العناصر الروائية إلا في حالات قليلة." حول "المقاربات السردية" تحدث الدكتور السعيد بوطاجين الذي رأى أن الاهتمام الحقيقي بعلم السرد بدأ في مطلع الثمانينيات حين ظهرت نخبة من المتخرجين من الجامعة الأوروبية وأعادت النظر في طرائق دراسة العمل الأدبي لتخليصه من إرث القراءات التي أسست على الإيديولوجية بمفهومها الظرفي الذي ارتبط بسياقات تاريخية محددة". ومن النقاط التي تركزت عليها ورقة الباحث الجزائري، نرى أنه تطرق إلى "النقد الجامعي وعرض الشكل السردي" و "طبيعة المنهج" و"الروائي والموقف السردي" و"مأزق الدراسات السردية ومستقبل الرواية" و"البحث عن استراتيجية جديدة". عن "المنجز الروائي العربي في ضوء التناص: مراجعة نقدية للأطر التنظيرية والتحققات التطبيقية"، تحدث الباحث السعودي الدكتور معجب العدواني الذي رأى أن مصطلح التناص لقي منذ لحظات تشكله عددا من الاختلافات المنهجية، وذلك لكثرة الأقلام التي تلقفته في النقد الغربي، فأشاعت فيه جانبا من التعدد غير النهائي، وقد راوحت تلك الكتابات بين التطوير والنقد السلبي…" وقد تضمنت ورقة العدواني عددا من النقاط المهمة، مثل "تلقي النقد العربي الحديث مصطلح التناص" والسرقات الأدبية والمعارضات الشعرية والتناص في النقد الروائي والدراسات النقدية الفاحصة لأكثر من رواية عبر التناص والنقد التطبيقي الروائي الذي تناول التناص جزئيا والدراسات التي تناولت الرواية العربية وقدمت شظايا نقدية حول التناص.
الجلسة الثالثة الجلسة الثالثة من "ندوة الرواية العربية والنقد" جاءت أيضا تحت محور "التيارات النظرية وحضورها في نقد الرواية" وقد أدارتها الباحثة اللبنانية يسرى المقدم واشترك فيها كل من عبد اللطيف محفوظ (المغرب) وفخري صالح (الأردن) ونادر كاظم (البحرين). بداية مع الباحث عبد اللطيف محفوظ الذي تحدث عن "خصوصيات النقد السيميائي للرواية بالمغرب" متطرقا إلى عدة نقاط هي "عن النقد المغربي وثوابته" و"خلفية النقد السيميائي وتصورات النص الروائي" وخصوصيات التجربة المغربية" و"خصوصيات التجارب وخلفياتها النظرية" وغيرها من النقاط التي عالجت النقد في المغرب والتي خلصت إلى أنه وعلى الرغم من كون سيميائيات السرد قد أمدت النقد الغربي والعربي على حد سواء بالعديد من المفاهيم الناجعة والمسعفة على تبصر قضايا نصية لم يكن النقد بمكنته تبصرها، وساهمت بشكل فعال في الرقي المعرفي بالعمل النقدي. عن "الرواية العربية الآن: جدل النقد والكتابة" تحدث فخري صالح الذي رأى أن الرواية تبدو "في هذه الحقبة من تاريخ البشرية الشكل الإبداعي الأكثر حضورا، الأكثر مقروئية وانتشارا" ورأى الباحث أن "رواية المثقف" التي تتحدث عن انسجان الكاتب في شبكة هذا العالم وتحكي عن أحلامه وهذياناته وعذاباته في مجتمع التبعية، كافية لصناعة رواية عربية كبيرة. حول النقد والأزمة، جاءت الورقة الثالثة في هذه الجلسة وقد ألقاها الباحث البحريني نادر كاظم الذي رأى إن "المهمة الملقاة على عاتق النقد الثقافي، اليوم، هي السعي إلى إعادة النقد إلى طبيعته التدخلية والمسؤولة تجاه ما يجري من حوله، هي إنقاذ النقد من الخطر الذي يحيط به. وإذا استعنا بتعبيرات ادوارد سعيد فسنقول إن مهمة النقد اليوم هي السعي لإعادة النقد إلى العالم، إلى دنيا الأحداث والوقائع والصراعات وأفعال القوة والمقاومة التي تجري من حوله"…
الجلسة الرابعة آخر جلسات "ندوة الرواية العربية والنقد"، حملت عنوان "حين تتأمل الرواية ذاتها" وقد أدارها الكاتب اللبناني اسكندر حبش، وشارك فيها كل من سعد البازعي (السعودية) ولطيف زيتوني (لبنان) ونبيل سليمان (سوريا). بداية تحدث البازعي عن "الرواية النقدية في سياقها النقدي" حيث عرض فيها لبعض الروايت السعودية والخليجية التي تنتظم في السياق النقدي الثقافي حيث حدد مشاغلها بالوقوف على الكيفية التي يتصل بها الشاغل الاجتماعي بالتقنية الروائية سواء في هذه الروايات أو في غيرها، أي في الكيفية التي يتحول بها التكنيك إلى دال اجتماعي وثقافي. من مفهوم الشك، مثلما تبدى عند الكاتبة الفرنسية ناتالي ساروت في كتابها "عصر الشك"، انطلق الباحث اللبناني لطيف زيتوني ليقرأ تجربتين روائيتين عربيتين هما "مملكة الغرباء" للكاتب اللبناني إلياس خوري و"حيوات متجاورة" للكاتب المغربي محمد برادة وذلك من أجل تبيان أن تطور الرواية في العالم العربي سمح بتجربة ألوان من التهجين سمحت للنقد بالعبور إلى داخلها. وهذا النقد الذاتي لا موضوعي، متقطع لا متواصل، لا يرمي إلى خلق نظرية ولا إلى بناء منظم. إنه مجرد بذور لكنها غنية ومزروعة في تربتها، فهي في الرواية وتحكي عنها. ثالث المتحدثين كان الروائي والناقد السوري نبيل سليمان الذي قدم قراءة في روايته "مجاز العشق" حيث رأى أن "تأمل الرواية لذاتها في ضوء النقد مر من قانون الشعث أو الفرادة أو الخيال أو التناص أو الأسطورة أو البحث.