وعلى رغم ضآلة عدد اللبنانيين الذين يدمنون القراءة، بدا سلام متفائلاً بمحاولة الوزارة "النهوض بالقراءة" مؤكداً أن "العملية لن تتوقف مع نهاية السنة الاحتفالية ببيروت عاصمة ثقافية للكتاب، بل ستستمر حتى يتحول كل مواطن قارئاً، وكل كتاب مساهمة في عملية بناء الإنسان في لبنان". وجدد إيمانه "بالثقافة الديموقراطية في المطلق طريقاً للوصول الى تفاهم في الوطن يتجاوز الطائفية والمذهبية، وينطلق بلبنان على طريق المواطنة الحقيقية الصادقة".
أما رئيس نقابة مستوردي الكتب في لبنان مارون نعمة فخصص كلمته للإشادة بالمعرض وأهميته، مثنياً على أهمية ضيف الشرف فيه، منطقة إيل دوفرانس التي تسهر على نشر كتب لمجموعات عدة منها الشباب . ورأى أن المعرض يتيح مساحة لا تقتصر على بيع الكتب بل تخصص لتفعيل التعاون بين اللبنانيين وأصحاب الشأن الأجانب المشاركين. والمعرض في ذاته فرصة لتوجيه التلامذة الى عالم الكتب. وتوقف عند "دور الفرنكوفونية التي تلزمنا التمرس في اللغة بعمق والتعرف من كثب الى من يتقنها من سكان الأرض". واعتبر أن اللبنانيين يعتبرونها "أداة المعرفة الخصبة التي يمتلكونها في عمق دارهم"، وعرض للعلاقة بين الناشر ومستوردي الكتب.
وعبّر نائب رئيس منطقة إيل دوفرانس فرانسيس بارني، عن اعجابه بالتنظيم "الحضاري الرائع، لان معرض الكتاب الفرنكوفوني هو معرض للثقافة والتنوع والفرنكوفونية تشمل مناطق متنوعة من العالم". واكد "استعداد منطقة ايل دوفرانس للمساهمة في انجاح اي معرض يقام لاي كاتب فرنكوفوني".
وشدد على التعاون بين المنطقة ومؤسسات عدة في لبنان"، ومنها بلدية بيروت لافتاً الى نجاح المشروع بين المنطقة والمكتبات العامة في لبنان. وشدد السفيرالبلجيكي يوهان فيركمان على إعجابه الكبير بنجاح لبنان"، المتميز باستضافة الالعاب الفرنكوفونية السادسة، وهذا امر صحيح ان يفتتح صالون الكتاب الفرنكوفوني هنا في هذه المنطقة الغنية بتنوع حضاراتها وهي منطقة حوار وتواصل". وأعلن أنه "في الايام العشرة المقبلة سأدعو الى لقاء يضم اكثر من 150 كاتبا و30 ناشرا و70 عارضا للمشاركة في الرسالة الثقافية الفرنكوفونية،" مشدداً على ان "الغنى في هذا البرنامج هو من خلال الاجتماعات واللقاءات والمناقشات حول الطاولات المستديرة، مما يعطي هذا المعرض السادس عشر الغنى والنجاح".
وجال سلام ونعمة وفركمان وبارني على الأثر في اقسام المعرض برفقة الحضور الرسمي في حفل الافتتاح، الذي ضم النائب عبد اللطيف الزين ممثلاً الرئيس نبيه بري، والوزير يوسف تقلا ممثلاً الرئيس فؤاد السنيورة ووزيرة التربية بهية الحريري، والنواب ميشال موسى ونبيل دوفريج ومروان فارس ومحمد الحجار والسفير السويسري فرنسوا باراس والسفير الفرنسي دوني بييتون ورئيس بلدية بيروت عبد المنعم العريس، وجمع من ممثلي رؤساء بعض الجامعات الخاصة.
والمعرض يستمر يومياً الى الأحد أول تشرين الثاني.
ويتميز برنامجه بجناح لمنطقة إيل دوفرانس التي تهتم بنشر كتب لأدباء كثر منهم الشباب، ويشارك فيه 150 كاتباً وشاعراً فرنكوفونياً، منهم الكوكبة الأدبية التي أبحرت على متن السفينة البحرية " لاموز" ورست في لبنان اول من امس وأبرزها الشاعر صلاح ستيتيه والكاتب جان ماري لوكليزيو والكاتبة والشاعرة فينوس خوري غاتا والكاتب والإعلامي باتريك بوافر دارفور وشقيقه أوليفييه وروبير سولي، الى شعراء وكتاب من فرنسا وتونس ومالطا ومصر والجزائر وسواها من البحر المتوسط.
ويتخلل المعرض توزيع جوائز عدة، منها جائزة "الفينيكس" لأفضل عمل أدبي، وذلك عند السادسة مساء الأحد أول تشرين الثاني في "البيال"، والمرشحون هم بهجت جابر عن كتاب "معايير هيرودوتس" الصادر عن منشورات "الأوريان لوجور"، كارينا روث عن كتاب "فصول بيروت" الصادر عن "دار لارماتان"، هيام يارد عن كتاب "تحت العرزال" الصادر عن "دار سابين وسبييسر"، دافيد هوري وناتالي بونتام عن كتاب "الأيام الهادئة في بيروت" الصادر عن "دار ريف نوف".
كما تمنح في المعرض "جائزة المحيطات الخمس" مساء السبت 24 تشرين الثاني لكولي إيفويي، الحائز ماجستير في الفلسفة من جامعة بينا في توغو والذي أعطى الكثير للأدب، ومنح جوائز عدة أدبية على مستوى عالمي . والختام بجناح خاص عن السنافر في ذكرى مرور خمسين عاماً على ولادة الرسوم المتحركة الزرقاء التي ملكت قلوبنا.