بينما توقعت صحيفة "لوس انجلس تايمس" الاميركية ان تحضر وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" ضربات أقوى لسوريا ولفترة اطول مما كان مقرراً وينتظر ان تستمر ثلاثة ايام.
قال المرصد ان المعارك في معلولا ادت الى سقوط 17 قتيلا واكثر من مئة جريح من مقاتلي المعارضة وعشرات القتلى والجرحى في صفوف القوات الحكومية واللجان الشعبية الموالية لها، فيما اكد سكان ان غالبية اهالي معلولا غادرتها تباعا منذ الاربعاء الماضي بسبب موجة الذعر التي اصابتهم نتيجة المعارك.
وأضاف :"ليلا دخلت قوات النظام البلدة، لكنها عادت الى الانسحاب"، مشيرا الى ان أعدادا كبيرة من المقاتلين المعارضين دخلوها و"سيطروا عليها بشكل كامل بعد معارك عنيفة". وانسحبت القوات النظامية الى مشارف البلدة.
واوضح الملازم اول المنشق عرابة ادريس الذي يقود مجموعة مقاتلة في المنطقة ضمن "كتائب بابا عمرو" في اتصال هاتفي مع "وكالة الصحافة الفرنسية" ان "القوات النظامية موجودة عند الحاجز الذي تم نسفه (الاربعاء) واعادت هذه القوات تعزيزه (الخميس) عند مدخل معلولا". وقال ان "الشباب المعارضين تمكنوا من التقدم ودخول معلولا بعد هجوم واسع قام به الجيش النظامي امس (الاحد) على ثلاثة محاور في محيط البلدة استخدم فيه الدبابات والمدافع والطيران، مما اجبر الشباب على الانسحاب في مرحلة اولى بعدما استشهد عدد منهم". واضاف انه تلت ذلك "معارك عنيفة" تمكن خلالها مقاتلو المعارضة من استعادة السيطرة على الوضع.
وينتمي المقاتلون الذين دخلوا معلولا الى مجموعات مقاتلة عدة بينها "جبهة النصرة" الاسلامية المرتبطة بـ"القاعدة" الى "كتائب بابا عمرو" و"جبهة تحرير القلمون" التي تعمل تحت لواء "الجيش السوري الحر". وتحدث مدير المرصد رامي عبد الرحمن عن وجود 1500 من مقاتلي المعارضة الان داخل معلولا.
وقال ادريس ان "وتيرة العمليات العسكرية اليوم خفيفة جدا، وان قوات النظام لا تحرّك آلياتها". أما سكان معلولا فقد بدأوا يهربون من البلدة منذ الاربعاء الماضي، مع نشوب المعارك.
وأكدت امرأة من سكان معلولا في اتصال هاتفي مع "وكالة الصحافة الفرنسية" انسحاب الجيش ليل الاحد وانتشار مقاتلي المعارضة "في كل مكان". وقالت ان "الوضع هادىء"، وان "مسلحي المعارضة داخل معلولا وقوات الحكومة انسحبت".
وقال جورج (73 سنة): "اصيب الجميع بالذعر. انا بقيت هنا مع شقيقي". وأضاف ان زوجته وابنتيه المتزوجتين ذهبن الجمعة الى دمشق. وأجاب عن سؤال بان "الوضع هادىء نسبيا اليوم، كل نصف ساعة نسمع صوت طلقة مدفع او رشاش".
وصرحت راهبة في دير مار تقلا رفضت ذكر اسمها بأن "الراهبات والاطفال اليتامى الموجودين في الدير في صحة جيدة"، لكن "معظم السكان غادروا الى دمشق. المنازل فارغة. كأنها مدينة اشباح".
ومعلولا المعروفة بآثارها المسيحية القديمة ومغاورها المحفورة في الصخر، تقع ضمن منطقة القلمون على مسافة نحو 55 كيلومتراً شمال دمشق – والتي يسيطر مقاتلو المعارضة على اجزاء واسعة منها. ويمكن ان تشكل القلمون بوابة لقطع طريق دمشق حمص على قوات النظام وتالياً اعاقة الامدادات الى حمص الخاضعة في أكثرها لسيطرة قوات النظام. كما ان السيطرة على القلمون من شأنها ان تشدد الطوق على مدينة دمشق، خصوصا ان لمقاتلي المعارضة وجوداً في جنوب العاصمة وشرقها وغربها.
النهار